إذاً أجبر شهر رمضان فتح المسابح باكرا، وأجبرت المسابح الزبائن زيادة تعرفة دخولها تسلطاً، إذ لا رقابة ولا قوانين تُلزمها بسعر محدد او بشروط رفع التكلفة، فالتهبت الاسعار وأبعدت معظم المواطنين عن مسابح العاصمة لارتفاعها المجنون.
فلم يعد يجد غالبية المواطنين “موطئ سرير” لهم في مسابح عاصمة زادت تكلفة دخولها عن ال45 الف ليرة لحجز سرير فقط دون احتساب المصاريف الاخرى من خيم ومأكولات ومشروبات ومناشف تُضاعف سعر الدخول.
فبعض المسابح الفاخرة تطلب منك في حال نفاد “الشازلونج” الى استئجار مكان اضافي بتكلفة 80 دولار او اختيار المكان المخصص “للشخصيات” بتكلفة 200 دولار اضافي على سعر الدخول وقد يصل الى 600 دولار.
أمام هذا الوضع اتجه الكثير من المواطنين الى مسابح خلدة والجية وصيدا ذات الاسعار المقبولة للاستعاضة عن بحر بيروت والمسابح الفاخرة “لأن البحر واحد, إن كان في خلدة أو بيروت” كما تقول سلام إحدى زبائن مسبح “لاغونا” في خلدة.
تترواح أسعار مسابح خلدة وجوارها بين 10دولار مثل مسبح ال”بيليفيو” للنساء و22 دولار مثل مسبح “لايزي ب” في الجية. تنسحب هذه الاسعار تقريبا على معظم المسابح في تلك المنطقة اذ يتراوح سعر الدخول الى مسبح البيتش كلوب مثلا 15 دولار والى مسبح لاغونا 12 دولارا..وهكذا دواليك.
وترتفع اسعار هذه المسابح في عطلة نهاية الاسبوع بين 2 او 3 دولار بحسب كل مسبح.
ولم تكن اسعار الشاليهات بمنأى عن تلك الفروقات بين مسابح العاصمة ومسابح خلدة إذ ان اسعار الشاليهات تبدأ في بيروت بال9 الاف دولار ارتفاعا قد تصل الى 15 الف دولار في الموسم الصيفي الذي يمتد ل5 اشهر فيما تستطيع ان تجد شاليهات في البيتش كلوب في خلدة ابتداء ب4 الاف دولار ترتفع الى 6 الاف دولار بحسب مساحة الغرفة.
نظام المسابح..عنصري وقاسي
تعرضت قبل سنتين بعض مسابح العاصمة الى انتقادات وُجهت لها من قبل نشطاء حقوقيين بسبب تمييزها العنصري ضد الخدم وذوات البشرة السوداء عندما بررت تلك المسابح اجراءاتها انسجاما مع الزبائن الذين يقرفون من السباحة برفقة شخص أسود كما زعمت. ورغم المحاولات الحثيثة لتغيير هذا النظام الا ان الوضع استمر على حاله
ومن الاجراءات التي تتخذها مسابح العاصمة هي منع المواطنين من اصطحاب المأكولات والمشروبات وكذلك بالنسبة لمسبح البيتش كلوب في خلدة. ويبرر المسبح الاخير اجراءاته بوجود مطعم داخل المسبح يقدم خدماته من المأكولات بأسعار مقبولة جدا من اطباق او سندويشات.
ولكن قد تجد بعض المسابح التي تسمح باصطحاب الزبون ما يشاء من مأكول ومشروب رغم وجود المطاعم داخلها كمسبح “البيليفيو” والذي لا يشترط كمسبح البيتش كلوب او مسابح كثيرة ارتداء ثياب البحر للسباحة اذ باستطاعة الزبائن ارتداء ما يشاءون حتى لو بنطالا او فستانا. ويشجع هذا الامر الكثير من النساء الذين لا يحبذون ثياب البحر كما تقول الحاجة فادية “أنا أخجل من ارتداء ثياب البحر امام عائلتي في المنزل فكيف امام الغرباء وفي نفس الوقت احب البحر كثيرا ولذلك اتجه دائما الى “البيليفيو” لانه لا يفرض علينا زي البحر الذي اكرهه”.
كما ان بعض المسابح وخاصة الفاخرة منها في الجية والدامور والرميلة تمنع الموسيقى داخل المسبح لإضفاء جوا من الهدوء على المكان.
ومن الخدمات التي تمتاز بها بعض المسابح الفاخرة مثل أوسيانا و”لايزي بي” مثلا هو وجود منشآت خاصة داخل حرمها للعلاقات الشخصية يدور فيها الكثير من قصص الحب والعشق والغرام. وقد تم حجزها بالكامل لفصل 2012.
أما بالنسبة الى نجاح الموسم فإن معظم المسابح تصف الاقبال بالجيد جدا كما ان حجوزات الشاليهات وصلت في بعض المسابح الى 100% مما يؤشر على موسم ناجح مع اشتداد موسم الحر إلا أن قدوم شهر رمضان في عز الموسم هو ما يدفع بعض المسابح الى عدم التفاؤل الكبير.