مسؤولية حزب الله في الخطف

إكس خبر- علّق زميل لي منذ ايام الدراسة في الصغر على مقال سابق لي تحدثت فيه عن مسؤولية “حزب الله” تجاه السنّة في لبنان، فقال من مقر اقامته في الولايات المتحدة الأميركية متحدثاً بصيغة “التهمة” بأننا نرمي كل الحمل على الحزب “لأنو جسمو لبيس”. والحقيقة أن جسمه “لبيس” فعلاً، لكن “التهمة” لا تنطلق من أحكام مسبقة أو من موقف عدائي، بل انطلاقاً من قدرة الحزب وفاعليته، في مجتمعه اولا، وفي لبنان، وربما خارج الحدود.

 

وقد شاهدنا عبر “يوتيوب”، ووسائل اعلام تابعة للحزب، كيف نفّذ أعضاء ناشطون في صفوفه عمليات في الداخل السوري، وكيف تمكنوا من ملاحقة مفخّخي سيارات متوجهة الى لبنان، وكيف فجروا فيلا كانت تركن فيها السيارات وتحضّر هناك لزرع الموت هنا. وهو عمل يهنّأ عليه الحزب اذا لم يدخل في إطار التدخل العسكري في دولة “شقيقة”، اذ الأحرى بنا أن نعمد الى ترسيم حدودنا واقفالها ومراقبتها وضبطها، وهو الأمر الذي رفضته “الشقيقة” على الدوام، بدل ان نندفع لخوض حروب الآخرين.

 

والهدف من هذا الكلام هو بلوغ ما سماه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق “مربع الموت”، الذي يضم الى عرسال البقاعية، بريتال، النبي شيت، وقرى أخرى شيعية، تُسرق اليها السيارات، ويُسجن فيها المخطوفون الى حين دفع فدية. والمشكلة، بل الكارثة الحقيقية في هذا المجال، أن هوية السارقين والخاطفين معروفة، واقامتهم محدّدة، ولا تعمد الدولة الى القبض عليهم، بل ان “الجرصة” في أن القوى الأمنية جندت ألفي عنصر دخلوا المنطقة عند خطف الطفل ميشال ابرهيم الصقر قبل مدة. وعاد الأمنيون خاليي الوفاض، في فشل أمني – مخابراتي غير مستغرب، بل يخيف لأنه في لحظة ما يدفعنا الى التشكيك والظن في تواطؤ ما.

 

وما يعني “حزب الله” في هذا المجال هو الغطاء السياسي، المعتمد أو غير المقصود، الذي يوفره لهؤلاء. فالأجهزة الأمنية لا تتحرك الا بتنسيق مع أمن الحزب في تلك المناطق، وأمن الأخير على علم أكيد بمكامن الخطف والسرقة، بالأسماء والعناوين، وهو قادر على القبض على المرتكبين، ومنعهم من مواصلة اعتداءاتهم على كرامات الناس، واذا أراد عدم المواجهة مع ناسه، فيمكنه ارشاد القوى الأمنية ومساعدتها في الحدّ من هذه الظاهرة. ان الرغبة في عدم وقوف الحزب وجهاً لوجه مع ناسه يجعل من هذا المحيط بيئة حاضنة للخارجين على القانون، والهاربين من وجه العدالة، وهو أمر لا يليق بما تدعيه هذه المقاومة.

 

اذاً يا صديقي المقيم في أميركا، وتحمل جنسيتها وتنعم بخيراتها، وربما تسميها الشيطان الأكبر، تعال الى هذه الأرض المنكوبة بالشياطين من كل حدب وصوب، واسأل معنا عمن يتحمل المسؤولية في وطن الكانتونات غير المعلنة!

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *