ويقول أرشد الصالحي، عضو الجبهة التركمانية، في تصريحات صحافية إن هذه التصريحات جاءت في وقت حساس جدا، لذلك «نشعر بأن كركوك مقبلة على حرب أهلية».
ومن جهته قال عمر الجبوري، عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية، لـ «الجزيرة نت» إن الذي يعرف طبيعة التركيبة السياسية العاملة في كركوك يستطيع أن يحدد من له أهداف سياسية في كركوك.
وأضاف انه من المعروف أن هناك مشروعين في كركوك، الأول مشروع كردستانية كركوك الذي تتبناه وتعمل له الأحزاب الكردية، وخاصة الحزبين الرئيسيين الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، والمشروع الثاني هو عراقية كركوك ويتبناه العرب والتركمان وبقية القوى السياسية الأخرى.
وأوضح أن المشروع الأول يريد السيطرة والاستحواذ على كل السلطات الإدارية والأمنية في كركوك، وفرض أجندات أمنية مرتبطة بالأحزاب الكردية من خلال نشر قوات الأسايش والبشمركة، وهذا ما يحصل الآن بعد انتشار قوات كبيرة من البشمركة والأسايش في محيط كركوك بذريعة حماية المكون الكردي من مخاطر وهمية وخلق عدو وهمي لدخول هذه القوات.
الفتنة
وأكد الجبوري أن من يحاول فرض كردستانية كركوك هو الذي يخلق ذرائع لإثارة الفتنة أو صراع قومي داخل كركوك لاستكمال تنفيذ مشروعه السياسي، بعد أن حقق خطوات متقدمة في هذا المشروع بإحداث تغييرات سكانية كبيرة بعد عام 2003.
ففي ذلك العام يقول الجبوري تم إدخال حوالي 950 ألف كردي إلى كركوك دون أسباب مشروعة، إضافة إلى التعدي على الأملاك العامة والخاصة والاستيلاء على كل الدوائر الإدارية والأمنية.
وعن كيفية تلافي هذه الفتنة، قال النائب البرلماني إن المكونات الأساسية في كركوك تتشكل من العرب والأكراد والتركمان والمسيحيين ولا يمكن أن تتجاوز هذه الفتنة إلا وفق إطار التوافق بين هذه المكونات.
وأشار إلى أن القانون منح هذه المكونات مركزا قانونيا واحدا في الفقرة الأولى من المادة 23 من الدستور، بغض النظر عن حجمها، ورأى الجبوري أن هذا هو الحل الأمثل الذي يجنب كركوك أي فتنة أو حرب أهلية مستقبلا.
كردية كركوك
وقال محمد خليل نصيف، عضو مجلس محافظة كركوك عن الكتلة العربية، لـ «الجزيرة نت» إن هناك أيادي خفية تعمل على إثارة الفتنة في كركوك، وأضاف انه شاهد لافتات كتب عليها «كركوك عاصمة كردستان» وضعت على مقربة من مبنى قائمقامية المحافظة ودوائر أمنية أخرى. وتساءل نصيف عمن يستطيع وضع هذه اللافتات دون أن تراه الأجهزة الأمنية وحماية المحافظة، إن لم يكن من المعروفين لديهم؟
وضع حساس
وبدوره وصف حسن توران، عضو مجلس المحافظة عن الكتلة التركمانية، الوضع في كركوك بأنه حساس ودقيق.
وقال «نحن كتركمان ندعو إلى عدم حصر الملف الأمني بيد مكون واحد، لأن هذا من شأنه أن يخلق حساسية بين المكونات».
وكان من المفروض ـ بحسب توران ـ أن تتم مناقشة قرار دخول البشمركة مع اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة واللجنة العليا في الحكومة المركزية قبل اتخاذ مثل هذه الخطوة، وأكد أن الجهود مستمرة للتوصل إلى حل لهذه المشكلة بين جميع الأطراف السياسية والحكومة وحتى الجانب الأميركي لغرض تجاوز هذه الفتنة.
يذكر أن الأوضاع في كركوك قد توترت بعد الغزو الأميركي 2003، ورغم تخصيص المادة 140 في الدستور لتسوية أوضاعها، فإنه لم يتم التوصل إلى صيغة يقبل بها الجميع.
البرلمان العراقي يقر بالإجماع اعتبار قصف حلبجة إبادة جماعية
من جهة أخرى صوت مجلس النواب العراقي امس بالاجماع على اعتبار قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيميائية في مارس العام 1988 جريمة إبادة جماعية.
وقال النائب عن التحالف الكردستاني خالد شواني للصحافيين اثر الجلسة التي عقدها مجلس النواب العراقي أمس «صوت المجلس بالاجماع على اعتبار حادثة حلبجة التي ارتكبها النظام السابق بحق الكرد جريمة إبادة جماعية». وكان آلاف الاكراد احيوا في احتفال اقيم في قضاء حلبجة التابعة لمحافظة السليمانية في اقليم كردستان امس بحضور رئيس حكومة الإقليم برهم صالح الذكرى لحادثة قصف حلبجة بالاسلحة الكيميائية والتي اسفرت بحسب الاحصاءات الكردية عن مقتل خمسة آلاف مدني وإصابة عشرة آلاف آخرين من سكان هذه المدينة القريبة من الحدود الايرانية.
«القاعدة» في بغداد
في سياق آخر، أصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق أمس الاول حكما بالإعدام شنقا حتى الموت على والي بغداد في تنظيم القاعدة وخمسة من مساعديه. وقال المتحدث باسم مجلس القضاء الأعلى عبدالستار البيرقدار إن القضاء العراقي أصدر حكمه المذكور بعد ثبوت الادلة ضد المدانين وان الحكم قابل للتمييز.