وكانت التظاهرة في العاصمة صنعاء قد وصلت إلى جولة (دوار) “كنتاكي”، وسط هتافات من المتظاهرين المطالبين بالحسم الثوري في إطار برنامج لتصعيد الاحتجاجات في البلاد للتسريع بحسم الثورة بعد ثمانية أشهر من انطلاقتها .
وأكد شهود عيان أن قوات الأمن تصدت للمتظاهرين وقتلت العديد منهم على الفور،فيما توفي عدد آخر بعد وصوله إلى المستشفى الميداني بساحة التغيير الذي اكتظ بالمصابين، ما دفع بالمستشفى إلى توجيه نداء عاجل للمواطنين للتبرع بالدم، إضافة إلى الأطباء للمساعدة على إسعاف المصابين، ووصلت أسر الشباب المعتصمين في الساحة لتفقد ذويهم، فوُجد البعض قتيلاً والآخر مصاباً .
ودان المجلس الوطني لقوى الثورة الجريمة الجديدة، التي تعد الثانية من حيث عدد القتلى والأولى من حيث عدد الجرحى، بعد مجزرة صنعاء في 18 مارس/ آذار الماضي، وأكد أن المجزرة الجديدة لن تمر بلا عقاب، مطالباً المجتمع الدولي بالكف عن الصمت حيال المجازر التي يرتكبها النظام ضد المتظاهرين العزل من السلاح .
واتهم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ووسائل الإعلام الرسمية القوات المنشقة وقيادات في أحزاب المعارضة من أبرزهم الشيخ حميد الأحمر بالتسبب في مقتل وإصابة المتظاهرين من خلال تجنيد مجاميع عسكرية وقبلية مسلحة ونشرهم على أسطح المنازل المتاخمة لحي الجامعة القديمة، قبيل أن يبادر هؤلاء إلى إطلاق النار على مناطق تمركز القوات الحكومية بحي الزراعة واستهداف المشاركين في المسيرة المليونية لدى وصولها إلى منطقة حي الزراعة وباب قاع العلفي، وذلك بهدف تصعيد الأزمة السياسية القائمة وتبرير النوايا المبيتة لتفجير الأوضاع العسكرية في العاصمة والبلاد .
وسبق أعمال العنف في ساحة التغيير اشتباكات عنيفة في منطقة الحصبة بين قوات الأمن وأتباع الشيخ القبلي صادق الأحمر، حيث قتل أربعة أشخاص وجرح عدد آخر، كما تواصلت المعارك بين قوات الحرس الجمهوري ورجال القبائل في منطقة أرحب، إضافة إلى استمرار المواجهات في محافظة تعز، حيث أصيب العديد من المتظاهرين أثناء تفريق قوات الأمن مسيرة في منطقة الراهدة بالمحافظة .
وكانت مظاهر حلحلة سياسية للأزمة قد بدأت بالظهور خلال الساعات التي سبقت الاعتداءات الدامية بحديث بعض مصادر القرار في الخارج عن احتمال توقيع نائب الرئيس عبدربه منصور هادي على المبادرة الخليجية خلال أسبوع، إلا أن مستجدات الأمس أعادت الأزمة إلى نقطة الصفر .
من جهته, وصف المجلس الوطني المعارض مقتل عشرات المحتجين في مظاهرة مساء اليوم الأحد، المطالبة بتنحي الرئيس اليمني، بـ”الجريمة”، مطالباً المجتمع الدولي بـ”التحرك السريع”.
وقال بيان صادر عن المجلس في بيان صحافي: “في مجزرة جديدة تضاف إلى السجل الإجرامي لبقايا النظام العائلي، سقط العشرات من الشباب المشاركين في مسيرة سلمية، شهداء وجرحى”.
وأضاف “الجريمة البشعة التي أودت بحياة العشرات من الشباب اليمنيين التواقين للحرية والذين خرجوا بصدورهم العارية في مواجهة آلة القمع والقتل والدمار التي تمتلكها عصابة تمرّدت على شرعية الشعب وإرادته، ورفضت الرضوخ لمطالبه وتنصّلت عن كل الإلتزامات الدولية”.
وناشد المجلس “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكل أحرار العالم، سرعة التحرك واتخاذ قرارات عملية وإنهاء حالة الصمت المطبق لإيقاف جرائم هذه العصابة من بقايا نظام صالح العائلي، وحماية حق الملايين من أبناء الشعب اليمني في الحياة الحرة والكريمة والآمنة”.
وطالب كل المنظمات اليمنية والإقليمية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان، بـ”رصد هذه الجرائم وتوثيقها كأدلة تثبت جرائم عصابة تبدي استعدادها لسفك مزيد من الدماء وجر البلاد إلى العنف والفوضى تشبثاً بالسلطة رغم خروج الملايين رافضين بقائهم فيها”.
وكانت مصادر طبية في مستشفي جامعة العلوم والتكنلوجيا قالت ليوناتيد برس إنترناشونال إن 22 شخصاً قتلوا وجرح أكثر من 100 آخرون بجروح، خلال مشاركتهم في مظاهرة في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء.
وقالت مصادر محلية إن قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي قامت بمهاجمة المحتجين عند المناطق المحيطة بساحة التغيير في شارعي الزراعة وتقاطع كنتاكي.