ما الذي هزّ مايا دياب؟

إكس خبر- سنفترض أنّ مايا دياب تجاوزت كونها مجرّد “مادة” مُغرية، وأنّها مع كلّ فيديو كليب جديد، لن تكتفي فقط بمظهر الحسناء. طغيان المُنتَج الإعلاني على جديدها “أيوة” (اخراج وليد ناصيف)، حال دون المسافة المُراد توافرها لتبسط اللايدي المعشوقة سيطرتها.

 

لمع “يا نيالي” (اخراج هاس غدار)، رغم المُكوِّن الإعلاني المشغول لخطف المُستهلِك، وظلّت دياب خلاله مُنشرِحة، في عينيها نار وفي كلّها ما يقهر الثلج. لحظة مضت، لتطرح “أيوة” بعدسة ناصيف، فإذا بها، بطبيعة الحال، تتقصّد الوقْع. كليب مع سعيد الماروق (“شكلك ما بتعرف أنا مين”) بيّنها مُستعرِضة، تجمع الغناء بالتمثيل والرقص. غدار وازى أغنية لطيفة بصورة تراوح ما بين المعنى والبساطة (الفكرة مستوحاة من كليب لبيونسيه)، الأمر الذي صرف الماروق النظر عنه، حين بالغ بـ”حلاوة” الصورة رغم ضعف القالب، ولم يعره ناصيف اهتماماً إذ صوّر دياب في “أيوة” وسيلة ترويج لمنتجات تجارية.

 

دياب هنا لأغراض ثلاثة: 1- الظهور مُبرَّجة، مثقلة بمجوهرات باهظة، تكاد لوفرتها، تفيض من أصابعها، 2- التذرّع بـ”السيلفي” لتبرير الحضور المُبالغ فيه للخليوي ذي الصورة الفريدة، والذي، يا للمصادفة، يحدث أنّه في متناول الجميع، حتى بائع المثلجات. 3- قيادة سيارة تمتاز بفتحة سقف ملائمة للهواء الطلق. خارج هذه الشكليات، لا حياة لمن تنادي. ستجد أنّ دياب على وشك الذوبان التام بالمهمة المولجة تحقيقها خدمة للعلاقة ما بين المُنتِج والمُستهلِك. هي، في العادة، تغنّي وتتمايل، من دون أن ينافسها أحد على تزعّم المشهد، فحصل أن قدّمت جديداً، فيه خليوي لا يتنازل عن الكادر، وسيارة تقاسمها حضورها، ومساحيق تجميل تفترس الوجه وتستعدّ لابتلاعه، الى كمية مجوهرات زادت عن حدّها فانقلبت الى ضدّها.

 

الدعاية قد تمرّ من دون أن يُوضَع المُشاهد مباشرة أمام فاجعة أنّ الفنّ بات صندوق بريد. استغلّ ناصيف موضة “السيلفي”، آتياً بالمعجبات يُمطرن دياب صوراً، لتتراءى الجودة عالية، وتُسرِع، أنتَ الذي ظننتَ الكليب فسحة فنية، الى أقرب متجر، لتبتاع الخليوي الذكي، “هذا الذي في كليب مايا!”. بدت مزحة كيف أنّ الجميع مُقتَدِر، يملك اقتناء هاتف ذي نوعية متفوّقة، الى درجة أن المذهول، صاحب الشاحنة المُحمَّلة بمكعّبات ثلج، حين لمح دياب أمامه في الشارع، هَمّ بتصويرها، ومن فرط سحرها، وقع هاتفه أرضاً على الثلج الواقع من جهته أيضاً، لكنّ دياب رفعته وأكملت العمل به كأن مكروهاً لم يقع، لتُلاحِظ، أيها المُستهلِك، أنّ المُنتَج غير مغشوش، وأنّك لستَ تبتاع نوعية سيئة! فقدان الصواب بدياب أثرُه أقل من قوّة ذاك الهاتف العصيّ على الارتطام وعلى درجات الحرارة، وبالطبع، نبدو سذجاً إذ نحاول مجاراة مشهد الدهشة المُفتعَلة.

 

ثم أنّ العمل لم يبتكر مَخرجاً ينقذه من الظهور متسرّعاً في عرض الإعلان، وراح، منذ بدايته، يضع دياب في إطار الإبهار الذي يستدعي، في حال الشهرة، طفرة التقاط الصور، كون مَن تراه العين لا يُصدَّق. الأغنية (كلمات هيثم الزيات وألحانه) تتفوّق على الكليب، من دون شرط الانتماء اليه، نوعها لا يُقاس بعمق المعنى بل باللطف على السمع. تغويك دياب: “قبلك طوابير واقفينلي كتير، وتروح لِفين إنتَ يا مسكين”. الشفتان مكتنزتان يغطيهما زهريّ منفلش، تناست كاميرا ناصيف نفسها وهي تُعظّم من شأنه.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *