ويُتّهم هؤلاء الشيعة لا سيما اللبنانيين، بالانتماء الطائفي فقط. فهم بنظر سلطات طرابلس، اما جواسيس لحزب الله واما عملاء لايران يقومون بنشر التشيع.
كما طال الامر معتنقي الديانة المسيحية التي بدأت ليبيا بالتضييق عليهم، فأقدمت على احتجاز 4 مسيحيين قائلة انهم كانوا يريدون التبشير بالمسيحية.
امل وحزب الله
وفي هذا الاطار، دانت قيادات في حركة امل وحزب الله ابعاد الشيعة من الناحية الانسانية، معتبرين بأنه كان يُفترض بالحكومة الليبية حماية هؤلاء.
الا ان القيادات اكتفت بالادانة افساحا في المجال امام جهود الدولة اللبنانية من اجل احتواء الموضوع، ولعدم احراج وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور.
وتشير مصادر مطلعة لموقع “اكس خبر”، بأن ظاهرة الطرد تمددت من دول الخليج الى ليبيا في ظل مزاعم عن صراع سني شيعي، تصاعد بعد الازمة في سوريا، تحت وطأة حملات اعلامية تشنها وسائل اعلام ممولة من دول الخليج العربي، وذلك في محاولة منها لاحراج ايران، الدولة التي تضم اكبر عدد من الشيعة في الشرق الاوسط.
ولفتت المصادر الى ان “اللبنانيين المطرودين يدفعون من ارزاقهم ولقمة عيش عائلاتهم، اثمانا سياسية لا علاقة لهم بها”.
قطر تسبق ليبيا
كما كشف مصدر خاص لـ”إكس خبر” أن قطر سبقت ليبيا في هذه الاجراءات، وسارت على خطى دولة الامارات، اذ ان المؤسسات الرسمية امتنعت منذ مدة عن تجديد عقود اللبنانيين الشيعة العاملين في الدوحة، وتقوم بترحيل كل شيعي انهى مدة عقد عمله”.
كما منعت السلطات القطرية ايضا المؤسسات الخاصة من استقدام اليد العاملة الشيعية، بحجة ان غالبيتهم من انصار حزب الله والنظام السوري.
الشيخ ماهر حمود مستنكرا!
ولاقت عمليات الطرد في ليبيا والتي تهدد ١٨ الف لبناني تقريبا موجودين هناك استهجان امام مسجد القدس في صيدا الشيخ “ماهر حمود”، وهو رجل دين سني بارز، حيث وضع ما يجري في اطار “خطة عالمية اقليمية محلية للضغط على المقاومة وحزب الله والجمهور الذي يمكن ان يمد الحزب بالدعم المالي والمعنوي والبشري”.
ورأى حمود “انه لو قبل الشيعة بالحل السلمي مع اسرائيل وتنازلوا عن القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة ولو تخلى حزب الله عن سلاحه لأصبح الشيعة بنظر هؤلاء مذهبا متقدما حتى على مذاهب اهل السنة” مؤكدا ان “هذه الحملة الشعواء التي يُغلفونها بغلاف مذهبي، لا تخدم الا المصلحة الاميركية- الاسرائيلية ولن تفلح في تحقيق اهدافها”.
يُشار الى ان دولة الامارات العربية كانت السباقة في افتتاح عمليات الطرد الجماعي للشيعة، منذ عامين ونصف تقريبا، الامر الذي استأهل حينها دخول الدبلوماسية اللبنانية بقوة على خط وقف حملات الطرد تلك، بحق الاف اللبنانيين.
استياء شعبي
وابدى عدد من المواطنين الشيعة استياءهم من عمليات الترحيل هذه، اذ يؤكد المواطن “حسين مطر” استحالة ان يطلب عملا في اي من البلدان العربية المناهضة للشيعة كما يقول لانه يُدرك سلفا بأنه غير مرحب به.
ويدعو “مطر” الدولة من اجل معاملة تلك البلدان بالمثل، لا سيما ليبيا قائلا “ألا يكفيها خطف الامام موسى الصدر، حتى تخطف لقمة عيش اللبنانيين الفقراء؟”.
من جهتها ترى “رنيم عواضة” ان الدول العربية المحسوبة على الغرب تحارب “الشيعة” على طريقتها، خوفا من وصول مفاهيم حزب الله المناهضة للغرب الى انظمتهم.
للمسيحيين نصيبهم!
يُذكر ان المتحدث باسم الأمن الوقائي في مدينة بنغازي الليبية حسين بن حميدة اعلن عن احتجاز 4 أجانب هذا الأسبوع في بنغازي، شرق ليبيا، للاشتباه في قيامهم بالتبشير بالمسيحية.
وأضاف: “جنسيات المحتجزين هي مصري وجنوب أفريقي وكوري جنوبي وسويدي يحمل جواز سفر أميركيا”.
وجرى توقيفهم، الثلاثاء الماضي، في مطبعة ببنغازي كانت بصدد طبع آلاف المطبوعات التي تدعو لاعتناق الدين المسيحي.
وشدد بن حميدة على أن ليبيا بلد جميع سكانه مسلمون والتبشير بأي ديانة أخرى فيه يشكل اعتداء على الأمن الوطني وجريمة، حسب القانون الليبي.