رحل وسام الحسن حاملا معه أكبر وأبرز الأوسمة, بعد أن طالته أيدي الغدر التي كشف عملائها وأعمالها التخريبية ومخططاتها خلال ترؤسه فرع المعلومات.
ففي التكريم الرسمي لجثمان الشهيدين اللواء وسام الحسن وحارسه المؤهل الأول أحمد صهيوني, قدّم رئيس الجمهورية ميشال سليمان وسام الأرز برتبة ضابط أكبر للشهيد, الذي استقبله رفاق السلاح بمديرية قوى الأمن الداخلي بعنفوان ورؤوس شامخة كالجبال, مستذكرين تعاليم أستاذهم وسام.
وقد حضر المأتم الرسمي في الأشرفية كلا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي وقائد قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي.
أما هناك, في وسط بيروت تحديدا, فقد امتلأت الساحات بعشرات الآلاف من محبي قوى “14 آذار” ومؤيدي الشهيد وسام الحسن للصلاة لهم وتوديعهم وداع الأبطال.
وبعد إيداع الجثمانين الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وبعد كلمة للرئيس السابق فؤاد السنيورة والتي طالب فيها بإسقاط الحكومة اللبنانية, جاءت كلمة لأحد منظمي الحفل وهو الزميل الإعلامي نديم قطيش, ليدعو فيها صراحة الشباب المتواجد بساحة الشهداء الى اقتحام السراي الحكومي, طالبا منهم ترديد الشعار التالي: “يا شبابا ويا صبايا..يلا يلا عالسرايا”.
هي دقائق معدودة فقط لا غير, حتى توجّه المئات من الحاضرين الى مبنى السراي الحكومي في وسط بيروت مطالبين بإسقاط الحكومة ومرددين هتافات تتهم نجيب ميقاتي بالمشاركة باغتيال الحسن.
لم تطل المحاولات العفوية للشبّان الغاضبين, حتى انهمر مئات القنابل المسيلة للدموع عليهم دون تفرقة بين مسالم ومشاغب, تبعها إطلاق رصاص حي وبشكل كثيف من قبل حرس السراي الحكومي.
الطريقة الهمجية لأمن السراي, قد تكون دليلا جديدا على عدم تقبّل من يقبع بداخلها لتحركات الشعب ومطالبه العفوية والتي جاءت دون أي تنظيم مسبق كما بدا جليّا أمام عدسات القنوات الناقلة للحدث.
وقد نجحت بعد أقل من 20 دقيقة, مناشدات الرئيس سعد الحريري وفؤاد السنيورة وسمير جعجع بتهدئة الوضع وتراجع المطالبين بإسقاط الحكومة عن محيط السراي, الذي سقط فيه أكثر من 23 إصابة بسبب قنابل حرّاسه.
وقد أصدر رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة بيانا نفى فيه أي ترتيب أو تنسيق أو علم بمضمون كلام الاعلامي نديم قطيش. الذي دعا فيه لاقتحام السرايا.