فهاهي الحكومة الميقاتية تشهد يوميا شرذمة جديدة في صفوفها التي بدى واضحا للعيان أن من يمسكون بها ما هم إلا أهل للفساد والمحسوبيات وجمع الثروات. فبعيد استقالة وزير العمل شربل نحاس والمحسوب على ثاني أهم عضو في الحكومة الحالية أي التيار الحر أو العوني, اعتكف الميقاتي ثم عاد من جديد ليبرز خلاف جديد على حجم المنفعة التي ستأتي من مشروع الكهرباء.
فلبنان الذي لا يهنأ شعبه بكهرباء يومية على مدار الساعة, وأحيانا لا يراها الا ساعة, هاهم سياسيوه يختلفون على الحل الأمثل لإيجاد الطاقة ويشككون بوزير الطاقة جبران باسيل صهر الجنرال ميشال عون الذي أبدى اقتراحا باستجرار بواخر كهرباء من إيران تمد البلد بالطاقة 24 ساعة لمدة أقصاها ثلاث سنوات الى حين الانتهاء من مشروع مزمع التنفيذ من قبله أيضا. فالتسوية حول من يأخذ للجيب أكثر هو موضوع قائم في أروقة الحكومة اللبنانية وطرق الاستفادة الشخصية من مشروع استجرار الطاقة شيئ طبيعي لأعضائها.
نعود للشارع المتحرك, فترصد “اكس خبر” غلاء فاحشا بأسعار المحروقات والبنزين خصوصا الذي أصبح يكلف ما يزيد عن 25 دولارا أمريكيا لكل 20 ليتر وهو بازدياد مطرد يوميا وأسبوعيا من قبل نفس وزير الطاقة باسيل, مما أدى الى اعلان إضراب أصحاب الشركات الموزعة للمحروقات في لبنان وإغلاق محطات الوقود كليا يوم الجمعة وربما أكثر. الأمر الذي يعني توقف حركة النقل المروري وخلو الشارع اللبناني من السيارات وتعطيل الأعمال والمدارس في ظل صمت تام أيضا لنفس هذه الحكومة التي تكلمنا عن طمعها بموضوع الكهرباء.
وفي إطار الفساد المنتشر بقادة لبنان, لم تكن مفاجأة الفساد الغذائي كبيرا لدى الشعب, الذي استفاق منذ أسبوعين على أخبار تختص بانتشار اللحوم الفاسدة والمنتوجات المنتهية الصلاحية, لتأتي الصدمة لاحقا أن هذا الفساد الغذائي متغلغل في جميع المناطق ولدى أهم وأكبر المطاعم والأسواق والفنادق ويطال حتى مياه الشرب التي يكافح أي مواطن في لبنان للحصول عليها.
ومن المعلوم, أن فضائح الحكومة اللبنانية الحالية تظهر الى العلن يوميا, حتى بات أنصار الحكومة يعلمون تماما مدى فساد وطمع من فيها مدركين عشق أصحاب الكراسي باستغلال شرف وكرامة اللبناني التي لم ولن يتنازل عنها كل شريف في هذا البلد المقاوم.