وقالت الوكالة إن آلية للقوة الإيطالية التابعة لليونيفيل استهدفت عند مدخل صيدا الشمالي – نهر الأولي – بعبوة ناسفة لدى مرورها في المنطقة، ما أدى إلى إصابة 3 من عناصر القوة الإيطالية، مشيرة إلى أن إصابة أحدهم خطيرة.
وأضافت أن أحد المدنيين ممن صادف مرورهم في المنطقة أصيب جراء الانفجار.
ونقلت عن المتحدث الرسمي باسم اليونيفيل، أندريا تننتي، أن “إحدى الآليات التابعة لليونيفيل تعرضت لانفجار عبوة ناسفة لدى مرورها في منطقة صيدا – نهر الأولي ما أدى إلى وقوع 3 جرحى من عناصر الدورية.”
وكانت القوة الدولية في جنوب لبنان “يونيفيل” عند الحدود مع إسرائيل، قد تعرضت في الثالث من يوليو/تموز الماضي لسلسلة اعتداءات وصدامات من قبل عدد من سكان القرى.
وأشارت الأمم المتحدة مشيرة إلى أن المواجهات التي تكررت كثيراً في المنطقة الخاضعة لنفوذ حزب الله دفعت الدول المشاركة في تلك القوات “للشعور بقلق بالغ.”
وفي ذلك الوقت تجنب حزب الله التعليق على هذا الملف، فيما شنت أحزاب وشخصيات مقربة منه هجوماً عنيفاً على “يونيفيل،” وصولاً إلى الحديث عن خطة دولية لدفعها إلى مواجهة مع حزب الله، تتزامن مع صدور قرار عن المحكمة الناظرة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري.
وفي هذا السياق حذر سياسيون من وجود نية لدى قوى محلية لطرد تلك القوات.
من حهته, دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة الهجوم الذي تعرضت له قوة اليونيفيل في جنوب لبنان والذي اسفر عن ثمانية جرحى بينهم ستة جنود ايطاليين.
وقال بان “ادين الهجوم على قوة الامم المتحدة لحفظ السلام الذي وقع في لبنان (…) إنه أمر مؤسف وخصوصا ان اليوم يصادف اليوم العالمي لقوات حفظ السلام في الامم المتحدة”.
واضاف ان “الامم المتحدة ستعمل في شكل وثيق مع السلطات اللبنانية من اجل تحقيق كامل وسريع حول الهجوم بهدف احالة مرتكبيه امام القضاء”.
ونددت ايطاليا بلسان وزير دفاعها انياتسيو لاروسا كما بلسان سفيرها في لبنان، جوزيبي مورابيتو، “بالهجوم الإرهابي الجبان الذي يستدعي إدانة شاملة وقوية من قبل مختلف القوى السياسية اللبنانية التي تؤمن بالسلام والاستقرار والديموقراطية، والتي ترفض اللجوء إلى العنف كوسيلة للصراع السياسي”.
وفي باريس، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن فرنسا تدين بشدة الاعتداء على الكتيبة الايطالية في اطار اليونيفيل… وتطلب كشف حقيقة هذا الاعتداء… ندعو السلطات اللبنانية الى بذل كل ما في وسعها لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة.
وأضاف البيان: “لن نقبل بالمساس بأمن الجنود المنتشرين في اطار عملية حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة… تذكر فرنسا بالتزامها أمن لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته”.
وفي واشنطن، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: “ندين الاعتداء على القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان ونتوجه بتعازينا الى ضحايا هذا الهجوم”.
وأضاف: “ندعو الحكومة اللبنانية الى إجراء تحقيق كامل في هذا الحادث وظروف الهجوم، والقيام بما يلزم لجلب مرتكبي الهجوم سريعا أمام العدالة”.
محلياً، دان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الانفجار معتبرا أن هذا “العمل الاجرامي يصب في إطار زعزعة الامن والاستقرار في البلاد”.
واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل ما حصل، وطلب الى الاجهزة المعنية إجراء التحقيقات لكشف الفاعلين والمتورطين وإحالتهم الى القضاء المختص.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري فدان “بأشد عبارات الإدانة هذا العمل الإرهابي الذي لا يستهدف دور الأصدقاء في العالم في حماية السيادة اللبنانية وتوفير مقومات الاستقرار لبلدنا، إنما هو يستهدف سلامة لبنان وشعبه لا سيما سلامة المواطنين في الجنوب الذين عانوا طويلا من مخلفات الاعتداءات المتواصلة على أرضهم وأمنهم” بحسب بيان صدر عن مكتبه الإعلامي.
وإذ شدد الحريري على ضرورة أن تواصل قوات الطوارئ الدولية عملها وفقا للقرار 1701 حذر من أي “محاولات لاستخدام لبنان ساحة جديدة لتوجيه الرسائل ضد المجتمع الدولي وقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان تحديدا”.
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري “إلى اعلى درجات اليقظة من اجل كشف المجرمين وايقاع اقصى العقوبات بحقهم”، بينما وصف “حزب الله” الاعتداء بأنه “عمل اجرامي”، داعيا الى “كشف الفاعلين ومعاقبتهم”.
و أجرى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي إتصالا هاتفيا بالممثل الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز شجب في خلاله الانفجار الذي إستهدف دورية للقوات الدولية في جنوب لبنان .
وأكد الرئيس ميقاتي في خلال الاتصال ان هذا العمل مدان، منوها بـ”الجهود التي تبذلها الامم المتحدة لدعم الامن والأستقرار في جنوب لبنان”.
كذلك نبه حزب “القوات اللبنانية” تعليقا على الحادث الى خطورة المرحلة في ظل ظروف إقليمية غير مستقرة وحكومة تصريف أعمال، داعيا الأطراف جميعاً “الى التحلي بروح المسؤولية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية”.
ودعا “الدولة ان تتحمل كامل مسؤولياتها في اتخاذ كافة التدابير لتأمين عدم تكرار هذه الاحداث وبنوع خاص في منطقة الجنوب حيث يشكل القرار الدولي 1701 ضمانة لاستقرار لبنان ولدعم موقفه في مواجهة اسرائيل وعدم السماح باستعمال الجنوب مرة جديدة كعلبة بريد او ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية”.