إلا ان الشاب الكوري يبدو انه جمع بين القصص الخيالية ونسج منها خطة يعتقد انه سينجح من خلالها بكسر ذراع أميركا عبر التهديد بضرب منشآتها في جزر هاواي و”الفخفخة” الاعلامية بقيامه ليلا باتخاذ قرار أمر من خلاله وحدات الصواريخ الإستراتيجية في بلاده بأخذ وضعية الاستعداد لمهاجمة قواعد عسكرية أميركية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادئ،
وكي لا يُفهم ما أكتب انه دفاع عن أميركا والعياذ بالله, إلا ان الحق يجب أن يُقال بأن ذلك الشاب ومن يدعمه ان كانت الصين او ايران, فلن يستطيع الصمود بوجه العالم هو وجنوده الضعاف وأصحاب الخبرة القليلة أكثر من ساعات قليلة, هذا في حال ترجم “تهديداته” الى أفعال وهو امر مستبعد جدا جدا.
صاحب الشخصية الغريبة والأفكار العجيبة, لم يقدم لبلده شيئا منذ رحل والده عن الحكم تاركا الدنيا, ناسيا ان ولده الطائش لا يمكن أن يحكم شعبا فقيرا مثل شعب كوريا الشمالية, لأن الشعب سيثور يوما بوجه الحروب والتهديدات المستمرة التي يخلقها “زعيمهم” الجديد صاحب “المرجلة” وحب الظهور الاعلامي.
واتوقف هنا قليلا مع ما قاله لي صديق عربي يقطن في أمريكا ويعمل مهندسا نفطيا, حين قال لي انه يجلس حاليا في سريره ويقرأ بعض الاخبار للتغلب على الأرق, فلم تذهب عن رأسه تلك الموجات الغاضبة والتهديدات القادمة من كوريا الشمالية ناحية البلد التي يقطن, ما دفعه للضحك على ما سماها سخافة زعيم الشمالية لأنه وبالعادة عند تهديد دولة لأخرى بضربها بالنووي او الكيماوي او حتى بصاروخ خارق فلا بد لشعب تلك الدولة المهدّدة أي أميركا بالشعور بالخوف والزحف نحو الملاجئ كما يفعل على سبيل المثال المستوطنون في اسرائيل عند صدور تهديد من حزب الله.
إلا ان صديقي استعجب لأمر السكان في سان فرانسيسكو وهاواي الذين يسهرون دون ان يعطوا اهتماما لتلك التهديدات او التفكير فيها وكأن هناك ما يطمئنهم او انهم لا يعيرون ذاك الابله الشمالي اي اعتبار.
وواقعيا, فإن تزايد احتقان كوريا الشمالية وانهمار التهديدات منها, قابلته أميركا ببرود يعجب له العقل, فهل هي الحكمة التي لا يتمتع بها عادة الأمريكان؟ أم أنها لعبة أممية او اعلامية جديدة لن تفهمها الشعوب حاليا وسيعرضها التاريخ لاحقا؟