دعا القادة العرب في ختام قمتهم التي استضافتها بغداد الخميس إلى حوار بين الحكومة السورية والمعارضة اللتين طالبوهما بالتجاوب مع مهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. ومن ناحيته، اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن القمة كانت ناجحة بكل المقاييس.
وأدان القادة “الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين”، واعتبروا -في البيان الختامي للقمة الذي حظي بإجماع المشاركين- “مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية”.
ودعوا “الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى التعامل الإيجابي مع المبعوث المشترك (كوفي أنان) لبدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة” الخاص بذلك.
وطالب القادة الحكومة السورية بالوقف الفوري “لكافة أعمال العنف والقتل”، ودعوا “إلى سحب القوات العسكرية والمظاهر المسلحة من المدن والقرى السورية، وإعادة هذه القوات إلى ثكناتها دون أي تأخير”.
كما أكدوا “موقفهم الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية وتجنيبها أي تدخل عسكري”.
أما ليبيا, التي غاب قائدها السابق معمّر القذافي, فقد اكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتفالي الليبي خلال افتتاحه القمة 23 على «عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول».
لكن عبد الجليل الذي رأست بلاده الدورة السابقة، اعرب عن القلق حيال «مشاهد الابادة والتعذيب التي يرتكبها النظام السوري». وأعرب عن تطلع بلاده للتعاون مع جميع أشقائها، خاصة تلك التي يتواجد فيها عناصر من النظام السابق.
أما الرئيس التونسي منصف المرزوقي –الذي يحضر القمة العربية لأول مرة منذ تبوئه منصب الرئاسة, فقد دعا نظيره السوري بشار الأسد إلى التنحي، مطالبا بإرسال قوة سلام عربية “تحت راية الأمم المتحدة” إلى هذا البلد الذي يشهد انتفاضة شعبية عارمة منذ أكثر من عام.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في ختام القمة، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن القمة كانت ناجحة على مستوى الحضور والقرارات وأداء الحكومة العراقية، وإنها تمثل إنجازا كبيرا لبلاده.
أما نبيل العربي فدعا لحقن الدماء ووقف العنف في سوريا، واعتبر أن الملف السوري انتقل إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكد أن المسار السياسي في سوريا بيد الشعب.
وفي وقت سابق, قال رئيس مجلس الوزراء القطري حمد بن جاسن بن جبر آل ثاني معلّقا حول المستوى الضعيف للتمثيل القطري والخليجي عموماإن بلاده تريد علاقات متميزة مع العراقباعتباره جزءا من المحيط العربي، غير أنه أشار إلى أن بلاده لا تتفق مع ما يحدث في العراق من تجاهل لبعض الفئات ومن بينها السنة بطريقة لا تؤدي إلى مصلحة العراق أو العالم العربي بشكل عام.
وقال حمد بن جاسم إن قطر تريد من الحكومة العراقية أن تحل هذه الفئوية بطريقة تجمع الشعب العراقي وتعطي كل ذي حق حقه، من خلال حوار بين جميع الأطراف.
وأضاف أن قطر لم تقاطع القمة العربية ببغداد، لكنها حاولت إرسال رسالة لأشقائها العراقيين “مفادها أن قطر كانت تود أن يكون الحضور أعلى، ولكن لنا بعض الملاحظات سنتحدث فيها عندما نجلس سويا”.