وبحسب هذه المصادر فان السعودية تطمح الى ضمان دعم واشنطن في الموضوع السوري اكثر بكثير مما اظهرته العاصمة الاميركية حتى الآن. وقد عبر عن ذلك بطريقة ضمنية ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز الذي كان يرغب في دعم عربي اكبر للشعب السوري استباقا للقاء المرتقب مع اوباما في وقت ترى المملكة ” ان الخروج من المأزق السوري يتطلب تحقيق تغيير على الارض ومنح قوى المعارضة ما تستحقه من دعم “.
فالتضامن العربي كان ليكون مهما وفاعلا على هذا الصعيد من اجل اظهار العرب موحدين في اتجاه معين يكون ضاغطا على الادارة الاميركية على هذا الصعيد. ولذلك فان الامر الذي يثير تساؤلات هو ما اذا كانت المملكة ستنال من واشنطن دعما في هذا الاطار بناء على الاجراءات التي اتخذتها المملكة ضمانا لعدم وقوع اسلحة معينة بين ايدي مسلحين متطرفين علما ان ثمة من يؤكد ان جانبا من الخلاف مع قطر والذي ادى الى سحب سفراء المملكة والبحرين والامارات من قطر الى استمرار دعمها جماعة الاخوان المسلمين في مصر وسوريا وسواهما. ولهذا الملف اهميته في ضوء جملة اعتبارات لا مجال لذكرها كلها في هذا السياق، الا انه بدا لافتا للمصادر المعنية اعلان نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي الى المنطقة ميخائيل بوغدانوف، على اثر قمة الكويت التي شارك فيها واستبقت زيارة اوباما للمملكة، ان روسيا مستعدة لمواصلة التعاون مع واشنطن من اجل تسوية للازمة السورية على قاعدة الاتفاقات التي توصل اليها الطرفان سابقا. ومع ان هذا الموقف يمكن ان يظهر حرصا روسيا على نقل الاهتمام من ضم روسيا للقرم وتداعيات ذلك على العلاقات الروسية الاوروبية والاميركية، فان المصادر المعنية لم تسقط هذا الموقف من احتمالات وروده من ضمن سياق استباق المحادثات الاميركية السعودية وما يمكن ان تشمل من رفع اميركي للحظر على تسليم اسلحة معينة للمعارضة مع ما يعني ذلك، خصوصا في ضوء تحول هذه الاخيرة في اتجاه تسجيل مكاسب لها معقل الرئيس السوري على الساحل وكسر احتكار سيطرته عليه.
ومع ان المصادر تؤكد ان موضوع المفاوضات مع ايران يشكل الاولوية التي تتقدم على الملف السوري علما ان الملفين مرتبطان في ضوء مدى تورط ايران في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الاسد، فان الرئيس الاميركي يحمل في جعبته توضيحات تتصل بان الخيارات التي اعتمدها مع ايران انما تعود لنفاذ الاحتمالات مع استعدادات اوروبية للتفلت من الموقف الدولي الموحد الذي يفرض عقوبات على ايران بحيث ان العقوبات الاميركية لم تكن لتغدو فاعلة في اي من الاحوال. وتقول المصادر ان الامر يرتبط بما اذا كان الرئيس الاميركي يحمل ضمانات من انه لن يأخذ من ايران ضمانات حول ملفها النووي فيما يترك ايران تعبث في امن المنطقة في ظل سعي الى توسيع نفوذها وتهديد استقرار دول المنطقة عبر تحريك الطائفة الشيعية في هذه الدول كما حصل مع سوريا التي اخذ منها الاتفاق على تسليم سلاحها الكيميائي فيما يترك السوريون لمصيرهم البائس والمميت لسنوات عدة مقبلة.
وتقول المصادر ان الكثير يرتبط بالضمانات التي يمكن ان يقدمها اوباما على هذا الصعيد، نظرا الى ارتباط هذه النقطة بمجموعة دول في المنطقة وليس بدولة محددة ما قد يساعد على استعادة ثقة الدول العربية الصديقة للولايات المتحدة بها من حيث المبدأ بعدما تدهورت اسهمها كثيرا في هذه الدول، خصوصا اذا اتصلت هذه الضمانات بما يمكن ان تعتبر شروطا يتعين على ايران التزامها قبل اعادة استيعابها كليا من ضمن المجتمع الدولي.
ولا تقل اهمية في هذا الاطار اعادة تنسيق المواقف في شأن تقديم الدعم لمصر على رغم ان المصادر الديبلوماسية ترى ان السلطات المصرية وجهت ضربة استباقية موجعة للمحادثات الاميركية السعودية عبر احكام اعدام بالجملة رسمت علامات استفهام وشكوكا حول ولاية الرئيس المحتمل وكيفية ادارته المقبلة للوضع المصري المقلق.
ولهذه العوامل وسواها ثمة متابعة عن كثب للمحادثات الاميركية السعودية وما ستؤدي اليه من نتائج على مستويات وملفات عدة.