قتل معمر القذافي واعتقل ابنه ثم اعتذر منه وانتحر

أقدم شاب ليبي يدعى محمد سليمان على «الانتحار» بعدما كلف صديقه بنشر رسالة له يطلب فيها من سيف الإسلام السماح.
وكان محمد البالغ من العمر 32 عاما، والمتزوج من دون أبناء، قد كتب رسالة خاصة وطلب من صديقه وابن جاره إبراهيم نشرها ولكن بعد وفاته، وفي الرسالة نصائح طلب أن ينفذ الشعب الليبي بنودها، كما طلبهم أن يستسمحوا له من سيف الإسلام القذافي، وذكر فيها أنه سينتحر.

ويوم الثلاثاء الماضي أقدم محمد على الانتحار، حيث دخل داخل حفرة عميقة، وأطلق الرصاص من مسدسه الخاص صوب قلبه، فمات على الفور، ثم دفنه ابن جاره بنفس الحفرة بناء على وصيته.
وقال الشاب في وصيته: أرجو كل من وجد كلامي هذا أن يقرأه لآخره، وأن يفكر فيه جيدا، وأن يحاول ألا يسيء الظن بي، سواء كان ثائرا أو مؤيدا أو بين بين، أهم شيء اقرأ وتأمل وفكر (أرجوكم)، فأنا ابن ليبيا، ولي قصة مؤلمة آلمت حياتي، وأنا كذلك من الثوار الذين اعتصموا بطرابلس، وقبلها خرجت في الزنتان، وكذلك في الزاوية وفي بنغازي وفي مصراتة، كل هذه المدن كنت أذهب إليها لأشارك الثوار وأنا أصلي من «أوباري» واسمي «محمد سليمان» وعمري «32».
واعتبر في رسالته أن ما حدث ويحدث في ليبيا خطأ كبير وغلطة لا يمحوها التاريخ “إذ كيف نسفك دم بعضنا؟ كيف نهدد ونتسلط على بعضنا؟ كيف نلقب بعضنا بألقاب ساذجة (طحلب، جرذ)؟ كيف نجرؤ ونطلق الرصاص أو نقصف أو نحرق أي فرد نشك بمجرد شك أنه مخطئ؟ لماذا الثائر يريد تمشيط المؤيد والمؤيد يريد قتل الثائر؟ لماذا أطحنا وقتلنا الزعيم وما أنهينا الصراع؟ ماذا نستفيد من التعذيب الذي يحدث بسجوننا؟ من هم الأسرى وكيف نعاملهم؟ أو ليسوا أبناء شعبنا عربا مسلمين؟ أليس لهم حق اختيار ولاءاتهم واعتقاداتهم؟ هل عاملناهم بسنة رسولنا وببنود ديننا؟ كيف ولماذا ولم ومن وما؟ أسئلة لا حصر لها ولا انتهاء لأجوبتها.
وقال ان المجلس الحالي والحكومة الجديدة ليس لهم هدف في إنهاء مشاكل الليبيين، وتأمين راحتهم أو حقن دمائهم، وذلك لأن عوائلهم مؤمّنة، بيوتهم محروسة، دمهم محقون، وحقهم مكبر،

وفي نهاية الرسالة ذكر الشاب محمد ما قال إنها قصته والتي قال فيها: إخوتي أنا شاب ليبي أخبرتكم باسمي وعمري ومدينتي، وأنا أحد الثوار الذين خرجوا في عدة جبهات، في القتل أنا بنفسي قتلت ٢٤ شخص من الذين رفعوا راية القذافي، وساعدت في أسر كثير منهم، أصبت ولكن ذهبت بنفسي إلى مصر لأن إصابتي فقط في الساق برصاصة صغيرة، أنا تواجدت عند قتل الزعيم الراحل، رقصت فرحا، وأنا أعلم أني على خطأ والله كنت أعلم هذا، كنت واثق من أن الخطأ كان واضحا في معاملة حاكم رعاني وكبرني بعد الله بهذا، كنت أراه عاجزا، وأضحك، رأيته مسنا بسيطا فسخرت واحتقرت، وكان الناس حولي يصرخون ويفرحون ويكبرون، مات هو ولا يعرف من أنا ولا كيف أنا، مات وأنا فرح بموته وهو من لم يصدق أني ابن شعبه، مات وانتهى،

وأنا هنا أعيش كلما خرج فوج ليقتل خرجت لأقتل، وأنتقم لأخي وابن خالي وثلاثة من أبناء جدي خال أبي، أصبت بحالة أقرب للصرع فعدت إلى بيتي وبقيت به حتى سمعت خبر اعتقال سيف الإسلام فأخذت ابن خالي الكبير وذهبنا إلى مكان التجمع أحبتي أنا الآن أكتب ودمعي والله غزير: اعتديت مع بعض الثوار على سيف والله اعتديت، لا حركت ضميري ولا استشعرت ديني، اعتديت عليه وكان ينظر بعينين دامعتين إلي، ربما لو يسأل عني لتذكرني فقد كنت أقرب واحد وكان ينظر لي بكثرة دون غيري، نظرات غريبة، وسكوت رهيب، اعتديت عليه والله وكان صاحبي يقول: حرام عليك هو مفجوع في أهله، ومريض في بدنه، لكن قلت لكم كنت لا أحرك الضمير،

قلت: أحسن أحسن، اعتديت والله عليه ولما اقتيد إلى مكان آخر، فرحت بأسره ولعنته ورجمته ، رأيت ضعفه فاستكبرت، والله أنا ظالم، أنا نادم، أنا نادم، أنا نادم، أتعرفون إن سيف هذا وقع على ملكية أبي لأرضنا التي نسكن فيها، وقد رعى زواجي قبل ٣سنوات تقريبا في زواج جماعي، وشملني منحته لطلاب الجامعة، صح كان جبارا يهدد كارهي أباه، لكن أنا كنت ظالم لأن الظالم (سيف) يتغير لمظلوم إذا استغل وقت ضعفه، كان صديقي يقول: إنسان إنسان يا محمد قلت له: حمار ، سأخبركم ماذا حدث أنا واثق لن تصدقونني لكن خذوا: أنا الآن في بيتي، أصبت بشلل في يدي وليس شلل فالأطباء لم يروا شيئا، وأما قلبي فأشعر أن سيخرج من الألم ولكن دون أن يروا الأطباء شيئا، تركت الصلاة والعبادة، اعتزلت الناس، قد تقولون يمكن ليس ظلمك سيف السبب ولكن ربي أخبرني فما أنساني سيف كيف سأستسمح منه، أصبح تفكيري ماذا استفدت من إهانته، أنا والله ظالم كيف أخذ له حقه مني، أخبرني الله بأن كل ما قلت يا رب أخبرني بذنبي الذي جعلني تعيسا فجأة يأتي شكله أمامي، ونظرته لا تفارقني،

كأنه يقول لي: ارفق بي، كلما سألت الله أن يذكرني بمن ظلمت تذكرت سيف، أحاول أتذكر غيره لا يخطر أحد ببالي. أنام فيأتيني في النوم، أجلس في الخلاء والبر فأراه، أتصدقون أصبحت لا أنام إلا قليلا؟ أصبحت أفكر في الخلاص، نعم سأنتحر وأنا أعرف أني ظالم لنفسي، سأنتحر فقد قال لي سيف بنظرته لن تكسب مني شيئا وبحق فأنا ما كسبت إلا ما رأيتم، سأنتحر فبيدي هدمت وطني، وقتلت أخوتي، وأهنت حاكم بلدي، وبيدي نعم بيدي اعتديت على أسير أعزل، والله سأنتحر سأنتحر وحديثي عن لوعة الألم الذي حدث لي بعد ظلمي سيف لن ينتهي، قالت لي أمي زره بالسجن واستسمح منه، أمي قالت ولكن لن ولن أجرؤ على هذا، سيراني ويرفض السماح، لن أستطيع أن أزوره فالله عاقبني وأراد أن يحرقني حيا لكي أترك التجبر، قد قلت لأمي: سأنتحر الله أراد نقمة له، ربما سيف دعا علي، أو وكل عقابي إلى الله.

أنا لن أذكر وصفي فقط اسألوه عن صاحب العلم المخطط المرسوم على الطاقية، سيتذكر حتما، هذا غير كم كتبت عنه كلام سيئا، كم طعنت في شرفه وفي أهله، كم سخرت من شكله أو أصابعه، كم نزلت باليوتيوب فيديو يخطئ عليه، أو يكذب عليه، أو يفسر عيبا أو زلة عليه، كم رسمت رسوما ساخرة له، وعبارات لا تليق بمسلم، كم انتهكت حرمة عرضه، ودنست سيرة جميله، كم نطقت فيه كذبا، أو قلت عليه زورا، آه من سواد الدنيا حولي، ما فعلت هذا إلا معه كنت أكره أباه لكن صبيت جم الشر عليه بعضها لهدف وبعضها استعراضا أمام الناس، لو له رسالة مني (سأقول له: الآن عرفت أن لك قلب أحرقه اعتدائي، وحس يوجعه السجن والهم، وروح يتعبها الامتهان، الآن فهمت أننا نحن الليبيين لانعرف الجميل، ننكر الخير، لن تصدق ندمي لا أنت ولا أي ليبي، لكن هذا أنا) لا يعرفني ولا استفدت بل هو من استفاد، ، اطلبوه لي السماح، واستوصوا به خيرا، سألت علماء أقنعوني بحرمة الانتحار. لكن ربما لا يشعرون بشعوري. دنياي مظلمة، وحياتي جحيم، وقلبي ضائق، وفؤادي أسود، وروحي محترقة، أنا سأنتحر وهذا حديثي في رسالتي، سأرسلها لابن جاري ابراهيم، وبعد وفاتي سيخرجها، وأنا لست شهيد، لست شهيد، دمي ليس له قيمة وإن غطى بلدنا كله، أنا هنا رجل كرهت نفسي وحياتي واشهدوا أن الظلم ظلام بالدنيا.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *