وجاء في التسريبات ان القاتل مسيحي اعتنق الإسلام، وهو بريطاني المولد ونيجيري الأصل وكذلك حال صديقه الآخر الذي يرقد حاليا في المستشفى للمعالجة من رصاصات أطلقتها الشرطة بهدف توقيفه, لتكون المفاجأة بأن القاتل يعاني مرضا نفسيا خطيرا منذ عدة سنوات وقد لجأ في الآونة الأخيرة الى رجال دين متشددين أقنعوه بالابتعاد عن الأدوية لأنها “تسبّب له الهلوسات” بحسب رأيهم.
أما محطة “آي.تي.في” التلفزيونية التي انفردت ببث الشريط لأحد القاتلين وهو يتحدث عبر شريط فيديو لمواطن عادي قام بتصويره بكاميرا هاتفه الجوال، قالت إن ما بثته قسم قصير جداً من الشريط “أما الباقي ففظيع ومقزز” لذلك امتنعت عن بثه، ويبدو أن ما امتنعت عنه هو لقطات للقتيل وقد تمزق جسده بسكين وساطور القاتلين.
وقام بالتصوير شابّ كان ماشياً على قدميه الى موعد مع شركة قدم إليها طلب عمل، وحين وصل الى مكان الحادث راح يقوم بتصويره من بعيد، فاقترب منه أحد القاتلين وهو يحمل سكيناً وساطوراً بيسراه ويمينه بدت مبتلة بدم القتيل، ومن خلفه ظهر القتيل مرمياً بالشارع كما الدجاجة المذبوحة، وقال له: “لا تخف. اقترب.. أريدك أن تصوّرني”، فتماسك ملتقط الفيديو ولبى رغبته، بحسب ما روى لقناة “آي.تي.في” ليلة أمس خلال مقابلة معه وقد تم اخفاء وجهه لضرورات أمنية بظل أسود.
وراح القاتل يقول: “نقسم بالله العظيم أننا لن نتوقف عن قتالكم حتى تتركونا في حالنا. الأسباب الوحيدة لقتلنا هذا الرجل أن المسلمين يموتون في كل يوم. الجندي البريطاني العين بالعين والسن بالسن.. إننا نأسف أن ترى النساء ما فعلناه هذا اليوم، ولكن النساء في أرضنا يشاهدن الشيء نفسه أيضاً.. لن تكونوا أبداً في أمان. أسقطوا حكومتكم.. فإنها لا تبالي بكم”.
وما تناقلته وسائل الإعلام البريطانية أيضاً أن القاتلين رفضا الاستسلام ورمي ما كان بحوزتهما من أسلحة حين وصول الشرطة، وهي سكين وساطور ومسدس بندقي، بل إن واحداً منهما هاجم أحد ضباط الشرطة راغباً في قتله، وفي تلك اللحظة أطلقت عناصرها النار عليهما بصورة انتقائية، أي باختيار مواقع في الجسم لا تؤدي إلى القتل.. ربما الأطراف وما جاورها.
ومما نقلته الصحف البريطانية من تفاصيل نقلاً عن شهود عيان، أن القاتلين دهسا الرجل بسيارة كانا فيها، وكان مرتدياً قميصاً ممهوراً بعبارة “ساعدوا الأبطال”، ويبدو أنه خرج من ثكنة عسكرية قريب، ثم ترجّلا من السيارة بعد دهسه كالمجنونين تماماً.
وعلى الرصيف انهالا عليه بالسكين والساطور بسرعة بدا الواحد منهما معها كما وكأنه في سباق تنافسي مع الآخر عمن يمزّق من جسده أكثر، وعلى مرأى من شهود عيان، حتى لفظ آخر أنفاسه، ثم قاما بجرّه من الرصيف إلى وسط الشارع، وبقيا 20 دقيقة تقريباً يتجولان في مسرح العملية وسط حشد من مذعورين تحلّقوا وكأنهم في كابوس جماعي، الى أن وصلت دوريات الشرطة وأنهت أول حادث من هذا النوع تعرفه بريطانيا منذ 6 سنوات.