ويمكن للراغبين بالاقتران بهذا الشكل ان يتوجّهوا الى أحد التجمعات التي يقيم فيها اللاجئون في مدينة صيدا أو في مختلف قرى الجنوب, وهو خبر صحيح، وهو مخالف للقوانين الدولية لأنك ستكتشف لاحقا أن الزوجة ليست إلا “طفلة” سورية تبلغ من العمر أربع عشرة سنة، ضغط عليها أهلها لتتزوج من رجل بالقوة يكبرها بأكثر من ثلاثين عاماً.
وإذا كانت الحرب في سوريا أجبرت النازحات السوريات من الأطفال، على التخلّي عن مقاعد الدراسة، واختطفتهن إلى بلدان اللجوء، فإنّ انحطاطاً اجتماعياً أنزل بهم بؤساً أكبر حين حوّلهن إلى زوجات بـ”الصفقة”، المشروطة بإعطاء عائلتها سلّة من المواد الغذائية شهرياً.
رَبُّ أسرة من آل عبدالله، يدعى “أبو إبراهيم”، من مدينة حلب السورية، ويقيم حالياً في مدينة صيدا، قال إنّه استأجر وعائلته منذ سنة تقريباً منزلاً صغيراً مكوّناً من غرفتين في منطقة صيدا القديمة، ولم يستطع أن يدفع بدل الإيجار لاحقاً، فأُجبِر على تزويج ابنته التي لم تتعدَّ 14 عاماً، وأن يكون مهر الزواج مليون ليرة لبنانية. وأضاف: “ولأنني لا أستطيع أن أتحمل مصاريف أولادي السبعة ومعي زوجتي ووالدتي في ظل التدني الكبير في المساعدات للنازحين في لبنان، اضطررت إلى هذا الخيار”.
هذه الظاهرة التي حُكي عنها مرارا وتكرارا وتحدث في مخيمات اللاجئين في الأردن والعراق ولبنان وتركيا, يبدو انها ترتفع اليوم الى أوجّها بسبب عدم مبالاة السلطات وعدم وجود رادع للمتاجرين بأعراض البنات.