ففي خضمّ الأحداث التي يششهدها لبنان منذ يوم الأحد الفائت والاشتباكات الدائرة بين وحدات الجيش اللبناني الباسل ومسلحي الشيخ المتطرف أحمد الأسير, طالعتنا قناة “الأو.تي.في” يوم الاثنين ظهرا بصور قالت انها “حصرية لها” وهي تُظهر مسلّحين اثنين ملتحين, وقد سقطا قتيلين والدم منتشر عليهما, حيث زعمت القناة انهما من الجنسية السورية وقد سقطا في معارك ضد الجيش اللبناني.
وما هي الا دقائق حتى بدأت باقي القنوات التلفزيونية تبثّ نفس الصور وتُشير الى “قوّة” الأوتيفي في جلب مثل هذه الموادّ الحصرية في مثل هكذا توقيت.
دقائق أخرى, حتى بثّت قناة “الجديد” اعتذارا بشكل خبر عاجل تعتذر فيه من مشاهديها كونها تأكدت ان الصور مفبركة وتعود الى انفجار حصل في العراق ولا تمت بصلة الى لبنان او معارك صيدا.
وهو ما أربك القناة البرتقالية وأظهر حقيقة ما يبدو انها نوايا خبيثة تكنّها للشارع اللبناني عموما ومحاولتها نشر السموم والتعصّب بين الطوائف.
مرّت 4 ساعات, لتفاجئنا وهي المعروفة عادة بمصداقيتها في الوسط الاعلامي, ببثّ شريط فيديو منقول من وكالة أنباء غير معروفة على الانترنت ويظهر به الفنان المعتزل والمتشدد المتطرف حاليا فضل شاكر وهو يقول انه قتل “فطيستين”, فيما فسّرت الأمر بأنه يقصد الجيش اللبناني وشهدائه الذين سقطوا قبل يوم واحد.
ولم تكتف المنار ببث الفيدية مرتين, بل تمادت وتفننت بتواقيت بثّه, فنشرته على موقعها وصفحتها على الفيسبوك وأعادت بثّه طوال ليل الاثنين.
وما هي الا ساعات قليلة, حتى تراجعت عن فعلها وسحب شريط الفيديو الذي تبيّن انه يعود لفضل شاكر الذي يقاتل مع أحمد الأسير, الا انه قديم ويعود الى 9 حزيران/يونيو وكان يقصد “بالفطيستين” قتلى سرايا المقاومة عندما اشتبك الطرفان حينها.
لا نعرف ماذا استفادت قناتي المنار والأوتيفي من هكذا أخبار وموادّ “سامة” تبنّتاها في أحلك الأوقات وأكثرها خوفا لدى اللبنانيين عموما, لتشحن النفوس أكثر, وتزيد التوتّر والانفسام في الشارع, في الوقت الذي كنا نتمنّى منهما ان تعملا على خفض النبرة ودرء الفتن والتجرّد من حب المزايدات وسرقة الأضواء التي سرعان ما انطفأت على رأسيهما.