إكس خبر- “مش ضامن حلفائي ومش ضامن جنبلاط”… بهذه المعادلة فتحت معراب أبواب القصر على مصراعيْها. الحكيم “مش ضامن حدا”، فهو ليس سوى مرشّح كتلته على ما يبدو حتى الساعة. قالها جعجع وباركتها مصادر “المستقبل” عبر “صدى البلد”: نعم هو ليس مرشّح 14 آذار… بعد”!
لم يقطع المستقبليّون حبل السرّة نهائيًا مع القوات اللبنانية، فهو ليس مرشّحهم “بعد”، وفي تلك الـ”بعد” أملٌ يشتمّ أبناء معراب رائحته من بعيد مع علمهم المسبق بأن آخرين في تلك القوى سيترشّحون أيضًا وأن بعضهم قد تهضمه قريطم أكثر من جعجع نفسه المتفلّت في الآونة الأخيرة من عباءات الانسجام مع 14 آذار سياسيًا وتنفيذيًا والضارب على طبول الرئاسة وحيداً من دون انتظار موقف حلفائه أو أقله منحهم فرصةً لتبنيه مرشّحهم الأوحد.
لأن الحريري عائد…
لم يستسِغ أبناء التيار الأزرق منذ البداية محاولات جعجع حشرهم في زاوية احتضان ترشّحه دون سواه وهم العالمون بأن شيئًا لن يمنع أمين الجميل وبطرس حرب وسواهما من الترشّح. أبعد من ذلك، يعلم الرئيس سعد الحريري وممثلوه في لبنان أن نصف الشعب اللبناني لا بل أكثر لا يمكنه تقبّل رجل معراب رئيسًا للجمهورية، وبالتالي فإن خوض هذه المغامرة بتسميته يعكس قمّة المواجهة في وقتٍ يعيش البلد هدوءًا سياسيًا وأمنياً نسبياً ويبحث الجميع وعلى رأسهم “المستقبل” عن ترسيخ هذا الهدوء وتوسيع رقعة الانفتاح على الجميع انطلاقاً من حكومة المصلحة الوطنية تمهيداً لعودة الحريري رئيسًا للحكومة لا أقلّ من ذلك. وبالتالي فإن هذا الحلم المستقبلي لا يمكن أن يتحقّق إلا برضى حزب الله والرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط.
… والمختارة أيضًا
وإذا كانت مصادر “المستقبل” تقرّ بأن “جعجع فهم اللعبة وتحدّث بنفسه عن أنه ليس مرشّح 14 آذار لأننا لم نحسم الاسم بعد”، فإن المختارة هي الأخرى لا تحبّذ دخول البرلمان في جلسة انتخاب الرئيس باسمٍ يعتبره الكثيرون “استفزارياً”، ولعلّ هذا الاستفزاز المقصود هو أول ما عبّر عنه تيار المردة بلعبة كلامٍ بين “ترشّح رئاسي لمرشّح يرشح دماً”، فيما لم يكن آل كرامي أقل قسوةً بوصفهم هذا اليوم (أمس) بـ”باليوم الأسود الذي تمكن فيه قاتل رشيد كرامي من الترشح للرئاسة”… موقفان منتظران لا يخرجان عن وجهة تفكير حزب الله رغم كلّ محاولات الانفتاح القواتيّة على الضاحية وتبنّي خطابٍ مهادنٍ كرره جعجع أمس بتأكيده أنه لا يحمل البغضاء لحزب الله أو لأي فريقٍ آخر.
خيوط اللعبة
وفيما لا تزال بعض مصادر “المستقبل” المسيحية منها بنوع خاصٍّ ترتقي بترشّح جعجع وترفع من أسهم حظوظه في بورصة 14 آذار الرئاسيّة مكتفيةً بعبارة غير توكيدية: “قد يكون مرشّحنا”، يرى الكثيرون أن حديث العماد عون الأخير عن رفضه الترشّح في وجه جعجع على النحو الذي فُهِم به ساهم في إضعاف موقف الحكيم الذي وصفه بعضهم بأنه التفافة على أيّ موقفٍ قد يتخذه الحلفاء من شأنه إقصاء القوات عن السباق الرئاسي. ليست هي الحال في كواليس معراب التي أكد “حكيمها” أنه “جاهزٌ للانسحاب في حال لم تسمِّه 14 آذار”، ومع ذلك، لا يخرج التحليل الأول لخطوة جعجع السريعة (المتسرّعة في رأي حلفائه) عن مسار إمساكه ربما بخيوط اللعبة على ما يؤكد مطّلعون على المرحلة الرئاسيّة، بمعنى أنه اشتمّ رائحة توليفة تُطهى في مطابخ محلية وإقليمية ودوليّة للتوافق على سواه داخل قوى 14 آذار أولاً وفريق 8 آذار ثانياً، فقرّر بالتالي استباق الجميع والالتحاق بقطار الترشّح فقط ليقوله للجميع وتحديداً لحلفائه أنه موجودٌ على الساحتين المسيحيّة والوطنيّة وأن التذرّع بالتاريخ لإقصائه لم يعد مجدياً لدى قواعده المتعطّشة الى عودته شخصياً الى مراكز القرار من باب الرئاسة الأولى.
لا ينتظر شيئاً
قال جعجع ما لديه، أعلن جهوزيّته لخوض المنافسة حتى من دون حلفائه. أرادها ببساطةٍ “شرفيّة” وهو العالم بأن زمن رئاسيات 2014 قد لا يكون زمنه. لا ينتظر شيئًا من أحد، هذا ما يقوله أقله، ولكنه في الواقع ينتظر الكثير وينتظره الكثير. ينتظره تجاوز «خصمين» لدودين: خصم السياسة وخصم التاريخ. الأول مرشّح سواء من قوى الحلفاء أو الضفة الأخرى، والثاني يحمل التحدّي الأكبر ولا يبدو مطمئناً من ردات فعل بعض «الشركاء في الوطن»، فيما ينتظر هو أن يحضن الحلفاء ترشيحه وإن كان هذا الأمر صعباً فحتمًا ينتظر أن تلمح عيناه من معراب المطلّة من فضّلته قوى 14 آذار عليه مرشحاً وربما مشروع رئيس… من يدري!