تجيء فلسطين اليوم لانها تؤمن بالسلام ولان شعبها وكما اثبتت الايام الماضية احوج ما يكون اليه ، تجيء فلسطين اليوم الى هذا المحفل الدولي ممثل الشرعية الدولية مؤكدين قناعتنا بأن الاسرة الدولية تقف الآن امام الفرصة الاخيرة لانقاذ حل الدولتين، وتجيء في لحظة فارقة اقليميا ودوليا كي تكرس حضورها وتحمي امكانات واسس السلام العادل المأمول بالمنطقة
في مسيرة نضاله الوطني الطويلة حرص شعبنا على تحقيق التماثل بين القانون الدولي وطرائق مقاومته، وحرص على ان لا يفقد انسانيته وسمو اخلاقياته وقيمه الراسخة وقدراته الخراقة على البقاء والابداع والامل رغم هول ما لحقه من توابع النكبة، ورغم جسامة المهمة وثقلها فقد عملت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وقائدة ثورته على تحقيق هذا التوافق وعندما اقر المجلس الوطني عام 1988 مبادرة السلام الفلسطينية واعلان الاستقلال فقد كان بذلك بقيادة ياسر عرفات يصادق على قرار تاريخي صعب وشجاع يحدد متطلبات مصالحة تاريخية تطوي صفحة الحروب والاعتداءات، لم يكن ذلك بالامر الهين لكن امتلكنا الشجاعة والااحساس بالمسؤولية لاتخاذ القرار الصحيح لمصالح شعبنا العليا
لقد استمعنا واستمعتم خلال الشهور الماضية الى سيل لا يتوقف من حملات التهديد والوعيد الاسرائيلية ردا على مسعانا السلمي والدبلوماسي لتنال فلسطين مكانة دولة غير عضو بالامم المتحدة وشاهدتهم كيف تم تنفيذ جانب من هذه التهديدات في غزة ولم نسمع من اي مسؤول اسرائيلي كلمة واحدة تبدي حرصا على انقاذ عملية السلام بل شهد شعبنا تصيعدا غير مسبوق في الاعتداءات والحصار والتطهير العرقي وبخاصة في القدس الشرقية واعتداءات المستوطنين
لم نأت الى هنا لنزع الشرعية عن دول قائمة بالفعل هي اسرائيل بل لتأكيد شرعية دولة يجب ان تقام سريعا هي فلسطين ولم نأت لنضيف تعقيدات لعملية السلام التي قذفت بها الاجراءات الاسرائيلية الى العناية المركزة بل لاطلاق فرصة لتحقيق السلام
كل صوت منكم يؤيد مسعانا اليوم هو صوت شجاع ونوعي، تأييدكم لمساعنا رسالة لكل الفلسطينيين في الوطن والشتات وللاسرى بأن العدالة ممكنة وان الامل مبرر وان شعوب العالم لا تقبل باستمرار الاحتلال ولهذا نحن هنا اليوم، تأييدكم لمساعنا سيكون سببا للأمل لدى شعب محاصر باحتلال عنصري وبتقاعس يصل الى حد التواطؤ عن لجم العدوانية الاسرائيلية، فتأييدكم سيؤكد لشعبنا انه ليس وحيدا وان رهانه على التمسك بالشرعية الدولية لم ولن يكون رهانا خاسرا، نجدد التأكيد ان فلسطين ستتمسك على الدوام باحترام ميثاق وقرارات الامم المتحدة وضمان الحريات العامة وسيادة القانون وتعزيز الديمقراطية وتدعيم حقوق المرأة
كما وعدنا اصدقاءنا سنستمر في التشاور معهم ان صادقت هيئتكم على رفع عضوية فلسطين وسنعمل على تعزيز التعاون مع دول وشعوب العالم من اجل السلام العادل
الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبة باصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين، ولهذا بشكل خاص نحن هنا اليوم واملنا بالله وبكم وشكرا