شمال لبنان يغلي.. بالصور: مقتل شيخين برصاص الجيش اللبناني وقطع طرقات واحتجاجات

الحقد على الطوائف واتهامها زورا وباطلا, أجّج وضع مدينة طرابلس وشمال لبنان عموما.

فبعد اشتباكات الاسبوع الماضي بين جبل محسن وباب التبانة, حصل يوم الأحد ما لم يكن بالحسبان.

فقد كان شمال لبنان وتحديدا حلبا “العصية على الدمع” مع موعد جديد مع الإرهاب المسلح ولكن من “حامي الوطن” هذه المرة, الجيش اللبناني.

فقد أفادت التقارير والمعلومات عن استشهاد الشيخ احمد عبد الواحد ورفيقه الشيخ محمد مرعب وهما اماما أكبر مساجد المنطقة, ومعروف عنهما طيب الأخلاق وحب الجماهير.

وفي المعلومات, انه اثر توجه الشيخ احمد عبد الواحد من بلدة البيرة الى الاعتصام الذي كان مقررا في حلبا “بمواكبة مسلحة” كعادته خوفا عليه من التهديدات الدائمة له من بعض الأحزاب هناك، ولدى وصول الموكب الى مفرق تل عباس الغربي حيث كان هناك حاجز للجيش اللبناني ، وامتنع الموكب “كسائر المواكب الرسمية الأخرى التي تقل شخصيات هامة في لبنان” عن التوقف على الحاجز، فما كان من الضابط المسؤول إلا وأن أمر بفتح نيران عساكره على الموكب ليقوم هو “بقنص متعمّد” حسب ما تناقله شهود العيان في المنطقة, ما أدى الى استشهاد الشيخ عبد الواحد اضافة الى مرافقه الشيخ محمد حسين مرعب من بلدة البيرة.

وفور سماع نبأ استشهاد هذين الشيخين واللذين يعتبران علامة فارقة في الشمال اللبناني, قامت جموع من الأهالي و”بعفوية” بقطع جميع الطرقات المحيطة وإحراق الدواليب احتجاجا.

ومن ناحيته استهجن النائب عن كتلة المستقبل في الشمال خالد الضاهر مقتل الشيخين وطالب بطرد قوة الجيش اللبناني المتواجدة هناك لأنها “تكنّ كل الحقد على أبناء حلبا والشمال” طالبا من قوات الأمن الداخلي أن تقوم بمهمة الأمن مؤقتا.

وعلى وقع هذه الأحداث, سيطر التوتر على شمال لبنان أجمع ونزل أهالي المدن والقرى هناك الى الساحات وبادروا بقطع الطرقات المؤدية من والى بيروت احتجاجا ومطالبة منهم للتحقيق الشفاف ومحاسبة من تسبب بهذا العمل “الإجرامي” كائن من كان ومهما علت مراتبه.

من جهتها, نعت دائرة الأوقاف الاسلامية في عكار “استشهاد فقيدها فضيلة الشيخ الشهيد احمد محمد عبد الواحد إمام وخطيب مسجد المجدل – الدريب في عكار والشهيد محمد حسين مرعب، اللذين استهدفا صبيحة هذا اليوم براص عناصر من الجيش اللبناني”.

وجاء في بيان أصدرته بعد ظهر اليوم “ان الدائرة المشهود لها بدعم الدولة ومساندتها والتي تكن كل الاحترام والتقدير للمؤسسة العسكرية بكل مكوناتها، لا ولن تسمح لأي جهة كانت ان تحدث فتنة بين المواطنين والمؤسسة العسكرية”.

وأبدت الدائرة استنكارها واستهجانها لقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه وطريقة قتلهما “على يد من يفترض بهم ان يحافظوا على أرواح الناس وأمنهم، وتعتبر ذلك سابقة خطيرة”، محذرة “من بعض العناصر المتطرفة داخل المؤسسة العسكرية التي تسيء بتصرفاتها للمؤسسة العسكرية وتريد بهذه الأفعال ان تحدث شرخا بين المؤسسة العسكرية والمواطنين، وهذا ما لا يريده ولا يقبل به أحد في هذا الوطن”.
ودعت الدائرة الى إضراب عام يوم غد الإثنين على الأراضي اللبنانية كافة، مشيرة إلى أن العمل في دار الفتوى ومؤسساتها يتوقف طيلة ثلاثة أيام حدادا، وأعلنت عن تقبل العزاء بالفقيدين يوم الخميس المقبل.

من ناحيته’ أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أسفه للحادث الذي حصل في منطقة حلبا اليوم وسقط بنتيجته الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه، وأعرب عن تعازيه وحزنه العميق لخسارتهما.

وإذ نوه بالدور الوطني الذي يقوم به الجيش على مساحة الوطن، فإنه اعتبر “أن الخسارة تقع على الجيش كما على اهلنا في عكار الذين يشكلون الدعامة الاساسية والخزان الرئيسي للمؤسسة العسكرية وقدموا الشهداء والتضحيات في سبيل الوطن”.

وعسكريا, صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، البيان التالي: “إلحاقا لبيانها السابق المتعلق بالحادث الأمني الذي حصل قبل ظهر اليوم في بلدة الكويخات – عكار، توجه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر إلى منطقة الشمال، حيث عاين مكان الحادث، واطلع على الأدلة المتوافرة، كما باشر التحقيق مع عناصر حاجز الجيش للوقوف على ظروف الحادث وملابساته وإجراء المقتضى القانوني”.

وأجرى الرئيس سعد الحريري اتصالا بعائلة الشيخ الشهيد أحمد عبد الواحد معزيا، كما أجرى اتصالات برئيس الجمهورية ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي مطالبا بلجنة تحقيق فورية في ظروف جريمة قتله ومحاسبة المسؤولين عنها مهما علت مراتبهم.
واستنكر الرئيس الحريري جريمة القتل التي تعرض لها عضو مجلس بلدية البيرة الشيخ أحمد عبد الواحد والشيخ محمد حسين المرعب على حاجز للجيش اللبناني في عكار اليوم، داعيا أهل عكار إلى التزام الهدوء وعدم الإنجرار إلى فخ الفتنة.
وقال الرئيس الحريري: إن تيار المستقبل وكتلة المستقبل النيابية لن يتوقفا عن المطالبة بمحاسبة العناصر التي أطلقت النار على الشيخين الشهيدين ومن أمر بإطلاق النار عليهما.
وأضاف: “لقد كان الشيخ أحمد معروفا بوطنيته ووقوفه الدائم إلى جانب الحق، وقد تجلى ذلك في وقوفه إلى جانب قضية العدالة للرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما إلى جانب الشعب السوري في نضاله ضد نظام البطش والتسلط الأسدي.
إلا أننا ننبه أهلنا في عكار من الانجرار إلى أي ردود فعل تستهدف نقل الفوضى إلى منطقتهم، فمن الواضح أن هناك مخططا للنيل من مناطق لبنانية بعينها واستجرار الأحداث والمشاكل إليها خدمة للنظام السوري وأدواته.
إننا لا نضع عملية القتل في خانة الجيش اللبناني بالجملة، وهو المؤسسة الوطنية العسكرية التي لطالما وقف أهل عكار إلى جانبها وكانوا خزانا لها ومن الذين بنوها وعملوا في سبيل أن تكون في خدمة كل لبنان. ولكن من الواضح أن هناك مندسين ومتورطين في هذه العملية يريدون تسخير المؤسسة ورمزيتها لاستيراد أزمة النظام السوري مع شعبه والعالم العربي والعالم إلى لبنان، في محاولة يائسة لإنقاذه من نهايته المحتمة.

وفي اجتماع متأخر من ليل الأحد, قال رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي: مقتل عبد الواحد محزن على جميع اللبنانيين، المؤلم أن الحادث وقع مع قوة من الجيش اللبناني، لن يتوانى على أخذ أشد العقوبات ، لاحصانة لاحد وأن القانون يبقى فوق الجميع, ندعو الى تحكيم العقل والضمير وأناشد الاهالي عدم تمكين أعداء لبنان من النيل، أدعوهم الى التعاطي مع القوى االامنية ونحن نحرص على الامن وعلى كرامة الشعب, وأدعو لضرورة فتح الطروقات وعدم التعرض لمصالح الناس والمرافق العامة . وختم قائلا: أنا أكثر إطمئنانا من الصباح، رهاني على القوى الامنية ومطمئن أن تحل الامور في الساعات المقبلة، ولا مصلحة لاحد بتوتير الامن

وتنشر لكم “اكس خبر” الصور الحصرية لعملية قتل الشيخ عبد الواحد ورفيق حصريا:


شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *