وقال معارضون إن عشرات الآلاف خرجوا للمشاركة في جمعة “الشيخ صالح العلي” –وهو أحد قادة المقاومة ضد الانتداب الفرنسي- للتنديد بنظام الرئيس السوري بشار الأسد والمطالبة بإسقاطه.
ففي مدينة حمص وحدها -التي شهدت أعنف المظاهرات- قتل ثمانية متظاهرين، في حين أشار التلفزيون السوري إلى مقتل أحد عناصر الشرطة على أيدي “مسلحين”.
وقد خرجت مظاهرة في حي الإذاعة بمدينة حلب شمال البلاد، وسقط أول قتيل في تلك المدينة منذ تفجر الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا منذ ثلاثة أشهر.
وقال شاهد عيان من حمص يدعى أبو رضوان للجزيرة نت إن عشرات الجرحى سقطوا في الاحتجاجات بعدة مناطق, مشيرا إلى حصار القوات السورية لحيي البياضة وباب السباع.
دمشق
من جهته تحدث رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان عمار القربي للجزيرة عن سقوط جرحى بإطلاق نار على متظاهرين بدمشق, وأشار إلى قطع الاتصالات عن بعض المناطق.
كما أشار إلى أن مئات الآلاف تظاهروا في درعا وحماة, في حين تحدث شاهد عيان عن سقوط خمسة جرحى في نوى قرب درعا أثناء المظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام.
وسقط أربعة قتلى في حرستا بريف دمشق وفي دير الزور, أثناء قيام متظاهرين بتمزيق صور الأسد, حيث اندلعت احتجاجات وصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع المظاهرات المناهضة لنظام الأسد قبل ثلاثة أشهر.
أما في حماة فقد حمل المتظاهرون علما كبيرا لسوريا ردا على تحرك مماثل لأنصار الأسد بدمشق قبل أيام. وفي مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور خرج المتظاهرون عقب صلاة الجمعة مطالبين بإسقاط النظام.
وخرج متظاهرون بمدينة كفرنبل بمحافظة إدلب شمال البلاد بمظاهرة عقب صلاة الجمعة يرددون هتافات تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس، وفق ما جاء في صور بثها ناشطون على الإنترنت.
وأشار شاهد من الرستن إلى خروج مظاهرات حاشدة رغم التضييق الأمني. ودعا “الضباط الشرفاء” من الرستن للانضمام للاحتجاجات, موضحا انضمام “عدد كبير من الضباط” للمتظاهرين, قائلا إنهم لا يستطيعون الظهور علنا خوفا من القتل والاعتقال. وتحدث عن انشقاق عشرة ضباط على الأقل من الرستن.
وقد أظهر تسجيل على شبكة الإنترنت أحد ضباط الجيش وهو يعلن انشقاقه عن القوات المسلحة. وقال النقيب رياض أحمد -وهو من الفوج الخامس والأربعين من القوات الخاصة وقائد السرية الأولى من الكتيبة تسعمائة وأربعة وسبعين- إنه كان يتمنى توجيه سلاحه نحو العدو الإسرائيلي.
من ناحية أخرى, تحدث حسين أبو الصيف -وهو أحد اللاجئين السوريين في تركيا- عن “فظائع تعرض لها عدد من سكان بلدة جسر الشغور على أيدي ضباط وجنود سوريين اقتحموا البلدة”.
وأوضح أبو الصيف في اتصال هاتفي أن القوات السورية في البلدة قتلت أفراد عائلتين بعد عودتهما من تركيا بناء على تطمينات السلطات السورية, وقال إن القتلى هم من عائلتي أبو هيثم قطقوط وعبد الجليل أبو خليل.
هذا وأشار الصليب الأحمر الدولي المتواجد في المخيمات السورية على الأراضي التركية أن قوات الأمن السورية تقوم بتهديد النساء اللاتي عدن الى جسر الشغور للاطمئنان على منازلهن وهدتت بفعل ذلك أمام الأطفال, مما يظهر نذالة وتعارضا مع القانون الدولي.