واتهم “المجلس الوطني السوري” المعارض الأسد بجر البلاد إلى حرب أهلية، ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل حماية المدنيين . وقال رئيسه برهان غليون في اسطنبول “خرج علينا رأس النظام بخطاب خطير أكد فيه إصراره على استعمال العنف ضد شعبنا واعتبار الثورة مؤامرة إرهابية، وبالتالي قطع الطريق على أية مبادرة عربية أو غير عربية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة وتجنيب سوريا ما هو أسوأ” . واعتبر أنه أكد أيضاً “إصراره على دفع الشعب إلى الانقسام وإلى الحرب الأهلية” . وأضاف “لم يتعلم النظام شيئاً من عشرة أشهر من الأزمة” . وتابع “لقد أخفق رأس النظام في لفظ العبارة الوحيدة التي كان الشعب السوري ينتظرها منه وهي الإعلان عن تنحيه الفوري عن السلطة وتسليم الحكم للشعب ليختار ممثليه بحرية” .
وتزامنا خرجت عدة مظاهرات تندد بخطاب الرئيس الأسد حيث تظاهر أهالي كل من بلدة طفس وحي الشماس بمحافظة حمص, وبلدة حلفاية بمحافظة حماة.
وفي السياق نفسه, ارتفع عدد ضحايا المواجهات في أنحاء متفرقة من سوريا خلال الـ24 ساعة الماضية إلى 39 قتيلا سقطوا برصاص الأمن معظمهم في محافظة دير الزور، في حين تواصلت المظاهرات المنددة بخطاب الرئيس بشار الأسد الذي تعهد فيه بمجموعة إصلاحات وتوعد من سماهم “الإرهابيين والقتلة”.
وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن أكثر من 250 شخصا جرحوا بعضهم في حالة حرجة، وقالت إن قوات الأمن أطلقت الرصاص على متظاهرين لدى محاولتهم الوصول إلى مراقبي بعثة جامعة الدول العربية.
وتطرقت الهيئة العامة للثورة السورية في بياناتها إلى تفاصيل بشأن عمليات القتل التي شملت المتظاهرين، وقالت إن ثلاثة أشقاء بينهم سيدة قتلوا في إدلب بالإضافة إلى خمسة بينهم طفلة في حمص، وعسكري منشق في دوما بريف دمشق، وقتيل في كل من حماة والقامشلي.
وقالت الهيئة إن الطفلة عفاف محمود سراقبي البالغة من العمر أربعة أشهر كانت في المعتقل مع أبيها وأمها، وسلمت اليوم إلى عمها جثة هامدة، وبقي والداها في المعتقل.
وفي نفس الخطاب هاجم الرئيس جامعة الدول العربية وموقفها من الأزمة الحالية في بلاده، كما اتهم بعض الأطراف العربية بأنها تعمل وفق أجندة لزعزعة استقرار سوريا.
وإلى جانب مظاهرات الشارع، هاجمت المعارضة السورية خطاب الأسد، وقالت إنه تضمن تأكيدا على الاستمرار في استخدام العنف ضد شعبه ودفع الشعب إلى الانقسام.
في غضون ذلك قدرت الأمم المتحدة عدد القتلى في سوريا منذ بدء عمل بعثة المراقبين العرب بنحو أربعمائة شخص، جاء ذلك في تقرير قدمته المنظمة في جلسة مغلقة لمجلس الأمن.
وتعليقا على هذا التقرير، قالت المندوبة الأميركية سوزان رايس إن الحكومة السورية “بدل أن تلتزم بتطبيق بنود الاتفاق مع الجامعة العربية لإنهاء العنف فإنها فضلت التصعيد ضد شعبها على الرغم من وجود بعثة المراقبة العربية”.