ومع فتح صناديق الاقتراع أمام “الشعب” السوري صباح أمس، قتل تسعة مدنيين في قصف مدفعي وصاروخي على أحياء حمص، الواقعة تحت الحصار العسكري والأمني منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، ودكتها أمس راجمات الصواريخ وقذائف «الهاون».
وقد قابل الشعب السوري الثائر هذا الاستفتاء ببرودة تامة حيث لم تشهد صناديق التصويت أي زحمة تذكر حتى في العاصمة دمشق كما شهد الاستفتاء انعداما تاما للمصوتين في محافظات حمص وحماة وبلدات درعا وريف دمشق والقامشلي وغيرها.
في غضون ذلك، قال الرئيس السوري بشار الأسد عقب الإدلاء بصوته: “إن الهجمة علينا إعلامية”.
وأضاف: «قد يكونون أقوى في الفضاء، لكننا على الأرض أقوى، ومع ذلك فنحن سنربح الأرض والفضاء»، في إشارة إلى الهجمة الإعلامية التي تطلقها بعض القنوات الفضائية التي تتهمها السلطات بالتحريض على سوريا.
وأفاد شهود عيان عن قيام عناصر أمنية بحجز هويّات الأفراد والعائلات التي نزلت بهدف شراء قوتها اليومي وصادرتها وأبلغتهم بإمكانية استرداد بطاقاتهم التعريفية بعيد الاستفتاء كل في مركزه الخاص.
وقد استشاط أتباع النظام غيظا من الاقبال الضعيف فقرروا تمديد مهلة الاستفتاء حتى العاشرة مساء بدل السابعة لللإساح بالمجال أمام كاميرات إعلام النظام بتصوير أكبر قدر ممكن من المقترعين وجمعهم لاحقا بفيديو ممنتج يناسب ذوق النظام وطموحاته ببث الأكاذيب.
وفي هذا السياق, وتماديا بالاستخفاف بعقول من يتابع قنوات الفساد الأسدي فقد نشر التلفزيون السوري الرسمي وأتبعه بالنشر موقع حزب البعث السوري الرسمي, صورا لبشار الأسد وعقيلته قالوا أنها أخذت أثناء قيام الأسد بالتصويت على الاستفتاء, إلا أن غباءهم لم يسعفهم بالتعرّف الى أن الصورة التي نشروها هي صور قديمة تعود لعام 2007 والأمر الذي يبدو واضحا في الصورة وخلفيتها.
إلا أن قائد الحملات الاعلامية الفاسدة ناصر قنديل تنبّه للأمر فأصدر قرارا سريعا بحذف الصور تلك واستبدالها بفيديو حقيقي للأسد داخل هيئة الاذاعة والتلفزيون حيث صوّت مع زوجته.
هذا وذكرت وسائل اعلامية لبنانية عدة أن التصويت في لبنان من قبل العمالة السورية كان خجولا ومتواضعا جدا ولم يتعدّى العشرات.
ويبقى السؤال هنا: “ما هي النسبة المدروسة من قبل الاعلام الفاسد التي سيخرج بها ظهر الأحد؟ وهل ستكون 99 بالمئة أم أقل بعشرة للتمويه؟”.