سمير جعجع: أنا حريري المسيحيين

اكس خبر- أقفل رئيس حزب القوات سمير جعجع بازار 14 آذار الرئاسي على ترشحه من دون حضوره السوق أو اضطراره الى البيع والشراء. خاض معركته على جبهات حلفائه، فضرب صورة رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل وصفّى حساباته مع تيار المستقبل، ثم خرج يقول: أنا قائد مسيحيي 14 آذار

 

لن يرشّح رئيس الحكومة تمام سلام نفسه إلى رئاسة مجلس الوزراء في حال كان الرئيس سعد الحريري ينوي الترشح. أما إذا أقدم على ذلك، فلن يأخذ أحد من قوى 14 آذار ترشّحه في الاعتبار. أما الحريري فهو لن يستأذن سلام، بالتأكيد، إذا ما قرّر العودة الى السراي. «ما يصح هناك يصحّ هنا أيضاً»، تقول مصادر القوات اللبنانية. لا يمكن «تمام سلام مسيحيي 14 آذار»، أي الرئيس أمين الجميّل، الترشح لرئاسة الجمهورية إذا كان «حريري الموارنة»، أي سمير جعجع، مرشحاً للرئاسة.

 

 

يوضح المصدر القواتيّ أكثر: «حدود نفوذ سلام في حسابات المستقبل هي المصيطبة أو دائرة بيروت الثالثة، فيما حدود الكتائب في حسابات القوات هي بكفيا أو المتن الشمالي». ضياع المستقبل بين ترشيحَي حرب (مثلاً) وجعجع أشبه، من وجهة نظر القوات، بضياعه بين ترشيحَي عمار الحوري وسعد الحريري.

 

لا يكتفي جعجع بما سبق لإقناع نفسه بأنه سيكون مرشح قوى 14 آذار. فهو الوحيد بين المرشحين المحتملين لهذا «الفريق المؤسساتي» القادر على تقديم برنامج رئاسي، ينكبّ الآن على تطريزه. فلا يزوره وفد إلا يستعيد أمامه، بلهفة، ذكريات «المنطقة الشرقية» أو «درّة الشرق» كما يحلو للقواتيين وصف أربعة أقضية لبنانية بين عامي 1986 و1988. يومها كان «التغيير والإصلاح حقيقيين: مشاريع سكنية، نقل مشترك، طبابة مجانية، فرص عمل، تنشيط سياحة (…) وتطوير قدرات القوات عسكرياً لتغدو أشبه بجيش نظامي حقيقي». «برامجهم سيرتهم في الحكم»، يقول قيادي قواتي متني، مضيفاً: «وبرنامجنا إنجازاتنا في السلطة: لا يريد المواطنون رئيساً متردداً وصاحب لا قرار (الجميّل)، ولا صاحب قرارت هوجاء (ميشال عون)». يقود إعجاب جعجع بتجربته السابقة الى قوله أمام وفد نقابة المحررين: «سأنتقل بالبلاد الى مرحلة جديدة من خلال نقلة نوعية في الحكم يسودها الأمان والاستقرار والبحبوحة».

 

حُسم الأمر، أقفل المعرابيون بازار 14 آذار الرئاسي على مرشحهم من دون حضور السوق أو البيع والشراء. خصومه، قبل أنصاره، داخل هذا الفريق يعترفون بأنه فرَض نفسه وقطع الطريق على حلفائه. استبقت القوات انعقاد المكتب السياسي للكتائب الذي كان مقرراً الاثنين الماضي لترشيح الجميّل. انعقاد الهيئة التنفيذية للقوات ألغى نشاط بكفيا. لم يقف جعجع عند هذا الحد. ففي الكتائب، يربط أحد المسؤولين مساعي بعض الحزبيين، كالنائب نديم الجميّل مثلاً، لضرب صورة رئيس الحزب وإضعافه أمام الرأي العام بخيوط توصل إلى معراب. والرئيس الجميّل أكثر من يعرف أساليب جعجع ووسائله، «من داخل العائلة وخارجها»، للحرتقة عليه. يدعم الكتائبيون رواياتهم بمقولة قواتية شائعة هذه الأيام: «من يصعب عليه الإمساك بحزبه يستحيل عليه الإمساك بالبلد». وجعجع يمسك بخاصرة رئيس الكتائب الضعيفة لشغله ببيته الداخليّ عن معركته الرئاسية المفترضة.

 

أما الأهم فهو استغلال القوات معركة الرئاسة لتصفية حسابات سابقة مع تيار المستقبل. فما حصل في قانون الانتخابات النيابية، حين التف تيار المستقبل على القوات مسوّقاً لتمثيل بعض النواب لجمهور 14 آذار المسيحي، تكرر عشية تشكيل الحكومة حين افترض الحريري أن مشاركة الكتائب والنائب بطرس حرب تغنيه مسيحياً عن مشاركة القوات. وفي ذاكرة الحزب عدة رسائل مستقبلية تؤكد لجعجع سهولة استعاضة المستقبل عنه بـ«ركّاب» مسيحيين آخرين. فقبيل تشكيل الحكومة، كان أحد المبعوثين الحريريين إلى معراب شديد الوضوح في «لفت نظر الحكيم» الى استحالة الطعن في مسيحية وزراء الكتائب أو الوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون. وعليه، كان لا بد من خطوة قواتية توجب على الحريري تحديد من يمثل مسيحيي 14 آذار بوضوح: سمير جعجع أو بطرس حرب وروبير غانم وكل الآخرين؟

 

تؤكد مصادر معراب اليوم أخذ الحريري في اعتباره «قدرة القوات على تفكيك منظومة 14 آذار متى رغبت». ليس فقط داخل الأمانة العامة أو على يسارها. يكفي الغمز انتخابياً من قنوات زحلة والأشرفية والمتن الشمالي وكسروان وجبيل والبترون والكورة، لإعلام 14 آذار أن «أي صفقة على حساب جعجع سيكون لها وقعها في هذه المناطق». بلغ الكلام هذا المستوى وأكثر. أما تهديد معراب بتعكير مياه الشرب السعودية، فلا يؤدي إلا إلى «إغراق» البلدة الكسروانية بمياه عذبة من دول خليجية أخرى.

 

لا تنكر الدائرة المشتركة بين القوات والمستقبل وجود جفاء بين الطرفين، و«ضياع نواب 14 آذار» جراء صمت الحريري المطبق حول ترشح جعجع. بات هناك فريقان من النواب، يؤيد الأول توحيد بندقية «ثورة الأرز» ومناصريها عبر خوض معركة رئيس القوات حتى النهاية، فيما يفضّل الثاني لعب دور جدّي في هذا الاستحقاق عبر دعم مرشح يمكن إيصاله إلى بعبدا. سينتهي هذا «الانقسام الديمقراطي» ضمن الفريق الواحد مع وصول كلمة السرّ السعودية طبعاً. لكن ما لن ينتهي هو التداعيات السلبية لأسلوب جعجع في التعاطي مع الحريري. ولعل قائد القوات ينجح في الفوز بلقب مرشح 14 آذار إلى الانتخابات الرئاسية، لكن هذا لن يجعله رئيساً ولا قوة ناخبة للمشاركة في تعويم رئيس. «ربما نجح جعجع في فرض فيتو رئاسي على طموح بعض حلفائه»، يقول أحد صقور ثورة الأرز، إلا أن ذلك «لن يؤدي سوى الى استبعاده في الدورة الأولى». وعليه، «سيكمل الفريق الآذاري مفاوضاته الجدية في الدورة الثانية من دون الرجوع إليه، في سيناريو أشبه بذلك الذي سبق تشكيل الحكومة».

 

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *