روسيا تعطي فرصة أخيرة للنظام وتثير الفتن بإعلان خوفها من حكم السنّة والمروحيات تقصف والاخوان يتعهدون

هاجمت أغلب القوى العربية والإقليمية تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن المخاوف من ضغوط في المنطقة لإقامة نظام سني في حال سقط النظام السوري الحالي برئاسة بشار الأسد. وفي حين أشارت بعض القوى السياسية والدينية إلى «جهل» لافروف بطبيعة دور الأقليات في العالم العربي، أعربت أغلب الآراء عن شديد استنكارها لـ«دس الأنف» الروسي في الشؤون الداخلية أو العرقية بالمنطقة.. فيما التمس البعض العذر للارتباك الروسي، الذي يأتي خشية فقدان آخر معاقل روسيا في العالم العربي المعاصر.

هذه الأقاويل الغريبة التي ينتهجها لافروف ويتوضّح يوما بعد يوم مدى غبائه السياسي ولهث بلاده نحو نهب الثروات في الشرق المتوسط كانت دليلا جديدا على إثارة روسيا للفتن بسوريا بحيث يتّضح للجميع أن من يقول هذا الكلام هو نظام يتكلم بلسان نظام آخر بدون أن يفقه معنى ما ينطق به.

وتبقى ورقة حكم السنة, واحدة من بين الأوراق التي يلعبها الأسد كوسيلة للتهويل من احتمال صعود السنة، رغم أن السنة تعرف صعودا عاما في العالم العربي. ويبدو أن الأسد نجح نوعا ما في إقناع بعض القوى الغربية بأن إزاحته قد توفر فرصة لصعود «القاعدة» والتيارات الأصولية المتطرفة، مما جعل بعض القوى ترى أنه قد يكون الاحتفاظ بالأسد أفضل من فتح الباب أمام المجهول.

من ناحيته, عبّر الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف عن دعمه “القوي” لمهمة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا بوصفها “الفرصة الأخيرة” لتجنب حرب أهلية. وفي حين أصدر الإخوان المسلمون السوريون وثيقة يلتزمون فيها بدولة مدنية بعد رحيل الرئيس بشار الأسد، اتفقت واشنطن وأنقرة على إرسال مساعدات “غير عسكرية” للمعارضة السورية.

وقال مدفيدف لأنان أثناء اجتماعهما بموسكو اليوم “قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة أمام سوريا لتفادي حرب أهلية أطول وأدمى، ومن ثم فإننا نزودك بكامل دعمنا على كافة المستويات”.

محليا, قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 58 شخصا على الأقل قتلوا برصاص الأمن معظمهم في حمص وحماة. في حين قصفت مروحيات للجيش النظامي مناطق في ريف حلب، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. إلى ذلك تواصلت المظاهرات المنادية بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. من ناحيته أعلن الجيش الحر أنه قتل 15 من “الشبيحة” في اللجات بدرعا.
وبحسب الهيئة العامة للثورة السورية، فإن من بين القتلى تسعة أشخاص بينهم طفل سقطوا في مدينة حمص وحدها نتيجة قصف وإطلاق نار من قوات الأمن السوري. كما قتل خمسة بينهم امرأة في إدلب، وثلاثة في حماة. وقتل آخرون في ريف دمشق وحلب وغيرهما.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، عن حدوث حملات دهم واعتقال في مناطق مختلفة من سوريا وباشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة سقط فيها قتلى.

ومن ناحيته، أعلن الجيش الحر أنه دمر ثلاث مدرعات لقوات النظام السوري وقتل 15 من “الشبيحة” في اللجات بدرعا.

وفي هذه الأثناء، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا وثيقة أسمتها “عهد وميثاق”، وضعت فيها تعهداتها لمستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الرئيس الأسد.

وتعهدت الجماعة -في الوثيقة التي أُعلن عنها في مؤتمر صحفي عُقد في إسطنبول بتركيا- بالالتزام بدولة مدنية تعددية وديمقراطية، مع المساواة بين جميع المواطنين حتى في فرص الوصول إلى أعلى المناصب، ومع احترام حقوق الإنسان والحريات.

وعلى صعيد متصل، اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة إرسال مساعدات “غير عسكرية” للمعارضة السورية.

وأكد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس أن أوباما وأردوغان اتفقا خلال قمة الأمن النووي بكوريا الجنوبية اليوم على ضرورة إرسال مساعدات “غير عسكرية” للمعارضة السورية تشمل مساعدات طبية ووسائل اتصال.

واتفق الزعيمان على أن اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي سيعقد في الأول من أبريل/نيسان المقبل يجب أن يسعى إلى تحقيق هذا الهدف.

وفي محادثاته مع أردوغان، قال أوباما “إن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على ضرورة حدوث عملية انتقال إلى حكومة شرعية في سوريا”. وأضاف “لا يمكننا أن نقف متفرجين في مواجهة الأزمة الإنسانية التي تسبب بها النزاع”، والتي أدت إلى مقتل أكثر من تسعة آلاف شخص بحسب مراقبين.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *