بعد دقائق من الإعلان رسميا عن فوز وزير الدفاع المصري المستقيل عبد الفتاح السيسي بمنصب الرئاسة، سارع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تهنئته، واصفا نجاحه باليوم التاريخي.
لكن ملك السعودية لم يقف عند حد التهنئة، فقد طالب السيسي بـ”قطاف” ما سماها فوضى الضياع التي استهدفت استقرار الشعوب ومقدراتها، وفق الرسالة، كما دعاه إلى تقبل الرأي الآخر أيا كان اتجاهه وفق حوار وطني “يضم كل فئة لم تلوث يدها بدم الأبرياء”.
وفي إشارة إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمثل التحدي الأكبر للسيسي، طالب العاهل السعودي بعقد مؤتمر لأشقاء مصر وأصدقائها من المانحين لمساعدتها على تجاوز أزمتها الاقتصادية.
وأثارت الرسالة حفيظة بعض مؤيدي للسيسي، إذ عدوها أمرا يحدد للرئيس الجديد ما يجب عليه عمله مقابل حصوله على دعم اقتصادي.
وفي تصريح للجزيرة نت، قال رئيس تحالف المصريين الأميركيين مختار كامل إن السعودية تطالب السيسي بالقضاء على الثورات العربية مقابل دعمه ماليا.
وأضاف أن وجود ديمقراطية حقيقية أو جمهورية إسلامية ناجحة في مصر “يمثل خطرا على الأسرة الحاكمة بالسعودية التي تقدم نفسها على أنها ملكية إسلامية ناجحة”، مؤكدا أن الرياض ليست مع الإخوان المسلمين ولا مع الثورة الليبرالية.
أما الدكتور خليل العناني أستاذ العلوم السياسية بجامعة جوبز هوبكنز فقد وصف الرسالة بأنها “خارطة طريق” تضعها المملكة لمصر.
وقال في تصريح للجزيرة نت إن الرسالة تعبر عن التحالف الإستراتيجي بين الطرفين، مؤكدا أن هذا التحالف يسعى لمواجهة وإخماد الربيع العربي من جهة ووضع حد للإسلاميين وتهميشهم من جهة أخرى.
وخلص إلى أن الرسالة تؤكد أن المملكة تنظر للثورة المصرية على أنها نوع من الفوضى التي يجب وقفها، إن لم يكن التخلص منها، حسب تعبيره.
ويعتبر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العربية المفتوحة بالدانمارك عصام عبد الشافي، الرسالة تأكيدا على دعم المملكة للانقلاب والسعي للحصول على مزيد من الاعتراف الدولي به. واستدل على حديثه بالدعوة لعقد مؤتمر للمانحين.
وأشار إلى أن الأمر ليس جديدا على النظام السعودي الذي يعد “أداة أميركا” للتدخل في قضايا المنطقة بهدف تحقيق أهدافها وتأمين مصالحها، حسب تعبيره.
وفي الجهة المقابلة، وصف محمد عطية، عضو تكتل القوى الثورية الداعم للسيسي موقف الملك عبد الله بالمشرف، مؤكدا أن رسالته للسيسي “تعبر عن الأخلاق الحقيقية للعرب”.
واستبعد أن يكون حديث العاهل السعودي عن الفوضى موجها للثورة، مؤكدا أنه يعني “ما تثيره جماعة الإخوان المسلمين في الشارع”.
وأعرب عن أمله بأن يقدم الدعم الاقتصادي لمصر في صورة مشروعات تستوعب البطالة التي تعاني منها، لأن الدعم النقدي غالبا “لا يذهب في مكانه الصحيح”.
يشار إلى أن السعودية كانت من أوائل مؤيدي انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي، حيث سارع الملك عبد الله بإصدار بيان أعلن فيه دعمه لخريطة المستقبل التي شملت عزل مرسي وتعطيل العمل بالدستور المستفتى عليه في عهده.