خطير.. إحذروا تناول اللبنة في لبنان

فقد انشغل اللبنانيون أمس بالفضائح التي سربتها وسائل إعلام عن استخدام بعض مصانع الاجبان والالبان مادة Natamycin في منتجات اللبنة بما يعد أمراً مخالفاً لمواصفات اللبنة الإلزامية رقم NL 23 الصادرة عن مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية التي تحظر اضافتها الى منتج اللبنة. فما هي هذه المادة وما مدى خطورتها؟

رئيس جمعية المستهلك في لبنان زهير برو يشرح لـ “النهار” أن هذه المادة هي نوع من أدوية المضادات الحيوية التي تستخدم في أوروبا لمنتجات الجبنة خصوصاً في القشرة لمنع تطور الفطريات وتناميها، ولكن عندما يتم تناولها تنزع القشرة عنها بما يبقي الجبنة خالية من هذه المادة.

أما في لبنان، فيشير برو الى إن بعض المصانع تستخدم هذا المضاد الحيوي في الألبان واللبنة لتفادي عفونتها من دون مراعاة خطورتها على الجسم الذي يمتصها بالكامل.
وإذا كانت هذه المادة محظورة الاستخدام في الالبان فما هي المواد الحافظة المسموحة؟ وفق برو، فإن مادة Acid Ascorbec كافية لحفظ الالبان، ولكن بعض المصانع يضيف اليها مادة Natamycin لزيادة فعالية حفظ اللبن واللبنة لمدة أطول.

واذا كان البعض يقلل من خطورة هذه المادة، إلا أن برو ينبه الى ان تناول اللبنانيين يومياً منتجات الالبان يعني أنهم يتناولون المضادات الحيوية على نحو دائم، وهذا يعني بالمفهوم الطبي أنهم يعرضون أنفسهم للخطر، عدا عن اضعاف مناعة الجسم. فتناول هذه المادة على نحو دائم يصيب البيئة المعوية بضرر كبير كونه يقتل الفطريات والخمائر الطبيعية في المعدة… وأكثر فإن تناول المضادات الحيوية يوميا يعرض الجسم للامراض السرطانية.

ما هي الاجراءات المطلوب اتخاذها حاليا؟ يجيب برو إن “المطلوب هو الزام المصانع عدم اضافة هذه المواد في منتجات الالبان، وسحب الاصناف الموجودة من الاسواق وتلفها فورا للتأكد من عدم استهلاكها.

أما عن الاجراءات التي ستقوم بها الجمعية، يلفت برو الى ان الجمعية باشرت اتصالاتها بنقابة الصناعات الغذائية بغية حثها على التزام المواصفات اللبنانية، وكذلك ستقوم بالتعاون مع مختبرات الفنار التابعة لوزراة الزراعة بفحص منتجات الالبان بعد شهر للتأكد من خلوها من هذه المادة، لافتا أن مختبر الفنار كانت تنقصه المواد التي تسمح له بإجراء فحوص لمنتجات اللبنة، ولكن سيتم تجهيزه بعد أسابيع.

وزير الصناعة: لا داعي للهلع
ملف استخدام مادة Natamycin في اللبنة كان محور متابعة من وزير الصناعة حسين الحاج حسن الذي باشر التحقيق في الموضوع، وذلك انطلاقا من أنه “يمنع استخدامها كمادة حافظة في اللبنة، علما أنه يسمح استخدامها في مواد أخرى بأسلوب معين”. إلا أنه أكد في اتصال مع “النهار” أن هذه المادة ليست سامة كما يشاع وتالياً لا داعي للهلع، خصوصا وأنه تبيّن أن عينتين من أصل 5 عينات تم فحصها تحوي على هذه المادة، مؤكداً انه لو تبيّنا من خطورة الامر  لكنا سحبنا كل أنواع اللبنة من الاسواق.

ما هي الاجراءات التي ستتخذها وزارة الصناعة في حق المصانع المخالفة؟ يفضل الحاج حسن عدم الافصاح عن الاجراءات التي اتخذتها الوزارة حتى موعد المؤتمر الصحافي الذي سيعقده الحادية عشرة من قبل ظهر السبت المقبل في مقر الوزارة في حضور أصحاب العلاقة من المصانع التي تستخدم هذه المادة والمعنيين في الوزارة الذين يتابعون الموضوع، مؤكداً أنه سيُطلع الرأي العام على كل الملف على نحو متكامل.

وكان وزير الصحة وائل أبو فاعور وبعدما اطلع على نتائج التحاليل المخبرية التي وردت من مختبر UFAG السويسري لمنتجات اللبنة التي صنعت في مصنعين لبنانيين وأثبتت وجود مادة الـ Natamycin،  طلب من وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم  مبادرة مديرية حماية المستهلك  باتخاذ التدابير المناسبة لتفادي استهلاك اللبنة المصنّعة في هذين المصنعين، في انتظار استكمال الاجراءات الرسمية اللازمة.

الى ذلك، أشارت مصادر وزارة الصحة لـ”النهار” الى أن الوزارة ليست الجهة الصالحة لكي توقف انتاج اللبنة في هذين المعملين، لذلك طلبت من وزارة الاقتصاد اجراء التحاليل المخبرية الرسمية على أن يتم بالتوازي وعبر مراقبي المصلحة وقف بيع اللبنة في المراكز التجارية في انتظار صدور النتائج الرسمية من المختبرات المعتمدة لدى الوزارة. ولفت الى أن المصنعين كانا قد أجريا فحوصاً أكدت عدم ضرر هذه المادة، ولكن الوزارة آثرت التأكد عبر المختبرات الرسمية التي تعتمدها وزارة الاقتصاد.