ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن خامنئي قوله لهنية إن الشعوب تنتظر من حماس أن تواصل المقاومة ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فقد شعبيته بسبب ابتعاده عن المقاومة.
وأضاف المرشد الإيراني قائلا إن إيران “تقف دائما إلى جانب المقاومة الفلسطينية”.
وحذر آية الله علي خامنئي -وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية- حركة حماس من أي “تسوية” مع إسرائيل، وقال لهنية “يجب الحذر دائما من تسلل أنصار التسوية إلى المقاومة لإضعافها تدريجيا”.
وقال أيضا موجها كلامه إلى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة “لا يساورنا أي شك في مقاومتكم ومقاومة العديد من الأشقاء، والشعوب لا تنتظر منكم إلا ذلك”، في إشارة إلى حركة حماس.
وأعلن إسماعيل هنية السبت الماضي في خطاب ألقاه بطهران ونقله التلفزيون الإيراني أن حماس لن تعترف أبدا بإسرائيل، مشددا على أن نضال الفلسطينيين سيستمر حتى تحرير كل أراضي فلسطين بما فيها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
من جهتها, هاجمت حركة (فتح) اليوم الأحد، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيّد علي خامنئي، ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، على خلفية إنتقادات وجهها الأول للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، خلال إجتماع مشترك في طهران.
وقال الناطق باسم (فتح) أحمد عساف، في بيان، إن “مكانة الزعيم الشهيد ياسر عرفات خالدة في ضمائر الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم، ولا يحتاج لشهادة زور من خامنئي إيران”، مستنكراً ما وصفها بـ”أقوال الزور التي أدلى بها خامنئي إيران عن الشهيد الخالد ياسر عرفات بحضور إسماعيل هنية”.
وكان خامنئي قال خلال لقائه هنية في وقت سابق اليوم، إن عرفات “كان رمزاً للمقاومة والنضال وكان شخصية محبوبة بين شعوب المنطقة، ولكن في نهاية المطاف إنحرف عن جادة المقاومة وفقد رصيده بين شعوب المنطقة بين ليلة وضحاها”، معتبراً أن “المقاومة والصمود تقود الى كسب قلوب الأمة وأنها زاد غنى علينا الحفاظ عليه”.
واستهجن الناطق باسم (فتح) “صمت هنية أمام تجني خامنئي على قائد الثورة والمقاومة الفلسطينية ياسر عرفات وعلى تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يعتبر عرفات رمزاً خالداً لا يمكن للصغار التأثير عليه”.
وأضاف “يعلم خامنئي ويعلم الساكت عن الحق أمامه إسماعيل هنية أن الإحتلال الإسرائيلي قد اغتال قائد الشعب الفلسطيني بسبب ثباته على حقوق شعبنا وتمسّكه بالمقاومة المشروعة للإحتلال والإستيطان، حتى قضى شهيداً بعد حصار في مقر قيادته في الوطن لثلاث سنوات”.
وقال عساف “لا ننتظر شهادة من الخامنئي بحق زعيمنا الذي كان وقف بشرف مع طموحات الشعب الإيراني للحرية، لكننا نستنكر تساوق هنية مع الإساءة لتاريخ الشعب الفلسطيني مقابل حفنة من المال”، مؤكداً “وقوف حركة (فتح) إلى جانب الشعوب العربية في الخليج العربي بوجه المطامع الإيرانية”.
ودعا طهران الى “الكف عن التدخل بالشؤون الفلسطينية والعربية التي ما نتج عنها إلا الإقتتال والإنقسام والتشرذم والمآسي”.