لم تستطع التشنجات السياسية بين فريقي 8 و14 اذار والتي اعتاد عليها المواطنين ان تحول دون اقدام السواد الاعظم من اللبنانيين على التحضير لإحياء عيدي الميلاد ورأس السنة، حيث سجلت الفنادق رقما قياسيا في الحجوزات رغم الاسعار الملتهبة.
فقد توقفت بعض الفنادق لا سيما في العاصمة وجبل لبنان على استقبال الحجوزات بعد ان وصلت الى 100% رغم ان تسعيراتها سجلت ارقاما غير اعتيادية اي بمعدل 3 او 4 اضعاف عن الاسعار بغير وقت الاعياد.
تؤكد احدى الموظفات في فندق (باين لاند) في حمانا ان جميع الغرف والكهوف والفلل في مجمع “باين لاند” قد تم حجزها، ولم يبق سوى “جونيور سويت” بتسعيرة 700 دولار في الليلة.
وتقول “لقد تهافت الناس على حجز الغرف منذ اسبوعين تقريبا مما اضطرنا اليوم الى الاعتذار من المتصلين بعد ان نفد عندنا جميع الاسرّة والكهوف و..”.
وتشرح بأن سعر الغرفة ليلة رأس السنة للشخص الواحد بلغ 450 دولار، فيما اسعار الفلل والكهوف تضاعفت ربما عشرات المرات.
فهناك غرف في الفلل ل6 اشخاص تجاوز سعرها الـ2500 دولار.. فيما وصلت تسعيرة الكهف ( يوجد ضمن الفندق كهوف مستقلة داخل الطبيعة مجهزة بجميع وسائل الترفيه والتدفئة) الى الـ1000 دولار للشخصين.
اذا لقد وجدت هذه الفنادق رغم التهاب اسعارها رواد تهافتوا قبل الاعياد بشهر على التخطيط لقضاء ليلة ممتعة مع العائلة.
ماذا يقول المواطن؟
يبرر المواطن فادي حنين اقدامه على حجز غرفة له ولزوجته في فندق “باين لاند” بأنه يمكن ان يغض النظر عن كل شيء الا عن مناسبة رأس السنة التي تمر يوما واحدا في العام.
ويقول فادي “اذا لم نستطع طوال السنة تأمين تكاليف هذه الليلة فما فائدة العمل اذا؟؟ كما لا يمكنني ان اتقبل بأن ترى زوجتي اصدقائها يحيون هذه الليلة في الفنادق وتعجز هي عن ذلك، اريد ان نفرح معا ونستقبل العام بالفرح بعيدين عن كل ما يُذكرنا بمشاكلنا وهمومنا اليومية“.
من جهتها تقوم “نيفين” باختيار ارقى الفنادق سنويا احتفالا بليلة رأس السنة، ليس حبا بالفرح كما تقول، إنما للتفاخر أمام اصدقائها.
فهي تريد ان تكون مميزة بكل شيء حتى باختيار سهرات اعيادها “لأنه في حال أمضى احدا سهرة أجمل من تلك التي اقضيها فلن اسامح نفسي على التقصير“.
ترفض نيفين ان تسمي ما تفعله بالانانية “ولكن هذا الاسلوب في الحياة هو نمط شخصيتي“.
ولكن بين الفنادق الفخمة، ومواطني “الفخفخة” يبقى هناك في لبنان اناس منسيين بين طيات البؤس، عيدهم يكون بكسرة خبز يتصدق بها احد عليهم، فهل سيخطرون هؤلاء على بال المحتفلين في ليلتي الميلاد ورأس السنة بعد ان نستهم دولتهم؟