خاص: فزّاعة الأمن في لبنان وحقيقة سحب دول الخليج لرعاياها

رنيم دندش – اكس خبر

حقيقة سحب دول الخليج لرعاياها من لبنان بين مطرقة الأمن وسندان المؤامرة

تداخل الملف السوري باللبناني.. والأمني بالسياسي.. والعربي بالعربي.. وكل هذه الملفات بالملف السياحي. هكذا يُمكن وصف الخطوة التي أقدمت عليها اربع دول خليجية “الإمارات وقطر والبحرين والكويت” بتحذير رعاياها من السفر إلى لبنان الاسبوع الماضي في خطوة لم يجد لها لبنان الرسمي أي مبرر.

نأت السعودية بنفسها عن ذلك رغم تأكيد سفيرها في لبنان علي عسيري بإعداد السفارة السعودية في بيروت خطة أمنية لإجلاء الرعايا والسياح السعوديين من لبنان إذا دعت الحاجة لذلك.
تنفّس القطاع السياحي الصعداء بقرار السعودية اذ يحتل السائح السعودي المركز الاول من نسبة السائحين في لبنان. أما “التحذير الخليجي الرباعي”  التي تقف انعكاساته عند حدود القطاع السياحي يبدو انه سيتواصل رغم كل الجهود الحكومية التي بذلت جهدها لتطويق القرار.

قيل ان الوزير الخارجية اللبنانية عدنان منصور سمع في الدوحة تذمرا كبيرا من كيفية تعامل القضاء اللبناني مع رجل الاعمال القطري عبد العزيز العطية، بل إنه تم استحضار العطية لمقابلة الوزير منصور ولا تزال الكمامة موضوعة على أنفه لتحميل الوزير ذنب اساءة معاملة القطريين لا سيما المرضى.

وقيل عن بعض الجهات السياسية التي عادت مؤخرا من الخليج انها سمعت كلاما عن اساءة معاملة السائح الخليجي من قبل الامن العام اللبناني على المطار خصوصا انه يتم مساءلتهم عن سبب مجيئهم الى لبنان واين يريدون السكن و…و… وكأن الخليج لا يكفيه تسهيلات الدولة اللبنانية لمواطنيه في لبنان حيث يتم منح التأشيرة لهم فورا عند دخولهم المطار بينما على اللبناني ان ينتظر لاكثر من اسبوعين واحيانا شهر للحصول على تأشيرة دخول الى الدول الخليجية هذا ان حصل عليها.

وفي كل الاحوال جاء انفجار الوضع الامني في الشمال ليكون الذريعة الامثل لإطلاق “التحذير الرباعي” وقطع رزق لبنان من قطاعه السياحي الذي يعتمد عليه الاقتصاد بشكل اساسي لا سيما وان السياحة البرية تراجعت بنسبة 90% بسبب الاحداث السورية.

وضع المراقبون هذه التحذيرات في اطار الضغط القطري على حكومة لبنان بسبب موقف النأي بالنفس عما يجري في سوريا. وتساءلوا عن كيفية معاملة السائح اللبناني في مطارات الخليج اذ يتم استجوابه عن سبب الزيارة وعن الكفيل وعن مدة الزيارة بالاضافة الى وجوب حمل كل شخص لاكثر من 1500 دولار في يده حتى يتم إدخاله
أما البحرين التي لها تاريخ من السجال وحتى العداء مع حزب الله والتي تتهمه مع ايران بالوقوف وراء الاحتجاجات في المنامة، استغلت هي الاخرى الاحداث الامنية شمالا للضغط على الحكومة اللبنانية التي ترى فيها سيطرة لحزب الله. ولم تكن علاقات الامارات بأفضل حال مع حزب الله وهي التي تمر بمد وجزر معه منذ قضية إبعاد اللبنانيين عن الامارات عام 2009، بالاضافة الى فصول الثأر العربي العربي وتحديدا الخليجي- السوري والذي تتم ترجمته عبر الساحة اللبنانية.

لبنان إذاً عاد لدوره القديم الجديد كساحة لتصفية الحسابات، وصار قطاعه السياحي ميزانا لقياس حجم الانزعاج او الرضى الاقليمي والدولي من سياساته.
فهل ستحذو السعودية حذو ” الرباعي الخليجي” ليكتمل الغضب الخليجي من لبنان الرسمي أم أن ساعة تفجير لبنان سياحيا وامنيا وسياسيا لم تحن بعد؟

أم أنّ سحب تلك الدول لرعاياها ومنعهم من القدوم للبنان مبنيّ على أساس استخباري ومعلومات خاصة بتلك الدول تبشّر بتأزم الوضع الأمني في لبنان بالأشهر القادمة؟

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *