وكان مجلس الشعب السوري أقر مشروع قانون حول الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا يسمح للررئيس بشار الاسد بالتدخل.
واعتبرت دمشق ان الابراهيمي “تجاوز مهمته” بالحديث عن الانتخابات الرئاسية السورية.
وعبرت الولايات المتحدة عن “اشمئزازها” من عزم النظام السوري تنظيم انتخابات رئاسية عزز فيها الرئيس بشار الاسد كل حظوظه للفوز فيها.
وبعد 14 عاما على توليه السلطة، لم يعلن الاسد بعد رسميا عزمه على الترشح لولاية جديدة في الانتخابات المقرر اجراؤها قبل تموز.
ولم يتم الاعلان بعد عن الموعد المحدد لاجراء الانتخابات الرئاسية، إلا ان دعوة الناخبين يجب ان تتم قبل 60 الى 90 يوما من انتهاء ولاية الاسد في 17 تموز.
وستجري الانتخابات في بلد مزقته حرب اهلية ويعاني من ازمة انسانية غير مسبوقة واقتصاده منهار.
وقبل اربع سنوات، في غمرة الربيع العربي الذي عم العديد من الدول العربية واطاح بالرئيسين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك قبل ذلك باسابيع، خرجت في عدد من الشوارع السورية يومي 15 و16 آذار تظاهرات سلمية احتجاجا على اعتقال اطفال لانهم كتبوا شعارات مناهضة للنظام على الجدران.
وفي غضون السنوات الثلاث الاخيرة قتل اكثر من 146 الف شخص في سوريا وهجر اكثر من تسعة ملايين آخرين من بيوتهم، ليشكلوا اكبر تجمع للاجئين والنازحين في العالم، بحسب الامم المتحدة.
وهناك اكثر من مليون طفل محرومين من المساعدات الانسانية بحسب اليونيسف، واكثر من 250 الف سوري محاصرين بحسب الامم المتحدة، وهؤلاء مخيرون “بين المجاعة او الاستسلام”.
ومنذ ربيع 2013 بعد سلسلة من التراجعات، استعاد النظام زمام المبادرة واخذت قواته، مدعومة بمقاتلي حزب الله تشن الهجوم تلو الاخر لاستعادة مدينة تلو الاخرى من ايدي المعارضة.
وفيما النظام يستعيد المدينة تلو الاخرى، لا تزال المعارضة منقسمة على نفسها وتنخرها جماعات جهادية.
ومنذ كانون الثاني 2014 تدور حرب شرسة بين مقاتلي المعارضة وغالبيتهم من الاسلاميين وجبهة النصرة من جهة وجهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام. لكن يبدو ان ايا من الطرفين- لا النظام المدعوم من روسيا وايران ولا المعارضة المسلحة المدعومة من السعودية وقطر- قادران على ان حسم المعركة عسكريا.
وقال آرون لاند رئيس تحرير موقع “سيريا ان كرايسيس” الالكتروني ان “الخلافات القوية في صفوف مقاتلي المعارضة اتاحت للاسد ان يحقق مكاسب على الارض لكن هذه المكاسب غير كافية لتغيير الوضع او افساح المجال امامه لاستعادة السيطرة على كل انحاء البلاد”.
وعلى الصعيد الديبلوماسي فان الازمة وصلت ايضا الى طريق مسدود.
وقد بدد فشل مفاوضات جنيف في كانون الثاني وشباط التي جمعت للمرة الاولى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة، الامال الدبلوماسية بالتوصل الى حل سياسي للنزاع رغم نفي العواصم الغربية ذلك.
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من تداعيات اعادة انتخاب الرئيس السوري مرة جديدة، على عملية السلام في جنيف، داعيا روسيا وايران الى ممارسة ضغط على النظام السوري للعودة الى طاولة المفاوضات في جنيف بشكل “بناء اكثر”.
لكن رحيل الرئيس السوري عن السلطة الذي كان يطالب به الغربيون في بداية النزاع لم يعد كما يبدو مطروحا.
والخميس أقر مجلس الشعب السوري البنود المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بعد اقل من اربعة اشهر، والواردة ضمن مشروع قانون للانتخابات العامة.
ورغم ان هذه البنود تتيح نظريا، وللمرة الاولى منذ عقود، اجراء انتخابات تعددية، الا انها تغلق الباب عمليا على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، اذ تشترط ان يكون المرشح قد اقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الاعوام العشرة الماضية.
وتسلم الرئيس الاسد الحكم في 17 تموز 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. واعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات.