وقال الجنرال روبرت مود -رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا- إنه قرر تعليق عمل فريق مراقبيه جراء تصاعد العنف خلال الأيام العشرة الأخيرة، وأضاف مود في بيان أن المراقبين لن يقوموا بدوريات وسيبقون في مواقعهم حتى إشعار آخر.
وجاء في البيان أنه “حصل تصعيد في العنف المسلح في سوريا خلال الأيام العشرة الأخيرة، ما يحد من قدرتنا على المراقبة والتحقق والإبلاغ، أو على المساعدة في إقامة حوار داخلي وإرساء خطة للاستقرار، أي يعوق قدرتنا على القيام بمهمتنا”.
وأضاف البيان “أن غياب الإرادة لدى الطرفين للبحث في حل سلمي انتقالي والدفع في اتجاه تقديم المواقف العسكرية يزيد من الخسائر في الجانبين: هناك مدنيون أبرياء، نساء وأطفال ورجال يقتلون كل يوم، وهذا يطرح أيضا مخاطر كبيرة على مراقبينا”.
وتابع بيان مود “في هذا الوضع الذي ينطوي على مخاطر كثيرة، تعلق بعثة المراقبين الدوليين عملها. لن يقوم المراقبون الدوليون بدوريات وسيبقون في مراكزهم حتى إشعار آخر. وسيمنع عليهم الاتصال بالأطراف” المعنية بالنزاع.
وأشار مود إلى أنه ستتم إعادة النظر في هذا القرار بشكل يومي، وأن “العمليات ستستأنف عندما نرى أن الوضع أصبح مناسبا لنا للقيام بالمهام التي كلفنا بها”.
ميدانيا، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن 63 شخصا على الأقل قتلوا اليوم معظمهم في قصف للجيش النظامي على ريف دمشق وحمص.
وتحدث ناشطون عن اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر في أحياء بالعاصمة دمشق. كما أفاد ناشطون بأن قصفا بالقذائف يستهدف درعا، مع انتشار لدبابات الجيش النظامي.
ويحاصر القصف المستمر من قوات النظام السبت على أحياء عدة في مدينة حمص أكثر من ألف عائلة تعاني من نقص في المواد الطبية والغذائية.
وقد قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أحياء عدة في حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد شاركت في إضراب كبير اليوم.
دوليا, وصفت الولايات المتحدة الأوضاع في سوريا بأنها وصلت إلى “مرحلة حرجة”، وذلك إثر قيام بعثة المراقبين الدوليين بوقف عملها. وفيما حثت واشنطن على انتقال سلمي للسلطة، جددت المعارضة السورية دعوتها مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لحماية الشعب السوري من “عنف” نظام الرئيس بشار الأسد.
فقد أعلن البيت الأبيض اليوم أنه يتشاور مع حلفاء دوليين بشأن “الخطوات القادمة” في الأزمة السورية، بعد أن علق مراقبو الأمم المتحدة عملياتهم هناك، ردا على العنف الذي تصاعد على الرغم من إعلان وقف لإطلاق النار.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور في بيان “نناشد مجددا النظام السوري الالتزام بتعهداته بمقتضى خطة أنان، بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار”. وأضاف المتحدث دون أن يذكر تفاصيل “في هذا المنعطف الخطير نحن نتشاور مع شركائنا الدوليين فيما يتعلق بالخطوات القادمة نحو انتقال سياسي يقوده السوريون دعت إليه قرارات لمجلس الأمن”.
تجدر الإشارة الى أن طلائع بعثة المراقبين الدوليين قد وصلت إلى سوريا في 20 أبريل/نيسان بموجب قرار صدر عن مجلس الأمن، على أن تقوم بالتثبت من وقف إطلاق النار الذي أعلن في الثاني عشر من أبريل/نيسان. وبلغ عدد أفراد البعثة 300، وهو العدد الذي أقره مجلس الأمن.
إلا أنه قتل حوالي 3400 شخص منذ إعلان بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة الموفد الدولي العربي المشترك كوفي أنان.