أفاد ناشطون سوريون بمقتل 26 شخصا بنيران قوات النظام اليوم معظمهم بحمص ليرتفع عدد القتلى على مدى يومين إلى 110 قتلى رغم وجود المراقبين الدوليين، وقد تجدد القصف على خان شيخون بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، بعدما سلم مقاتلون من الجيش السوري الحر ستة مراقبين دوليين إلى قافلة للأمم المتحدة قرب مدخل المدينة.
كما واصلت القوات النظامية قصفها لمناطق بمحافظة حمص أعنفها على الرستن، إضافة إلى تعرض بلدة معربة ومخيم النازحين بدرعا لقصف عشوائي، وشن حملات دهم واعتقال في عدة مدن وبلدات وأحياء بالعاصمة دمشق.
تصاعدت وتيرة القمع الدموي الذي يمارسه النظام السوري، واتخذت اشكالا مرعبة من خلال تنفيذ اعدامات جماعية في حمص، وقبلها القيام برشق مشيعي احد القتلى في خان شيخون في ريف ادلب بالرشاشات امام انظار المراقبين، الذين قام عناصر الجيش السوري الحر بحمايتهم ليل امس الاول، ليصار الى تسليمهم الى فريق الامم الامتحدة نهار امس.
وقال مصدر, أن هذه القوات بدأت بتنفيذ “الإعدامات الميدانية” بعد منتصف الليل، مشيرا إلى اقتياد الشيخ مرعي زقريط، إمام مسجد أبو هريرة، من منزله والعثور عليه مقتولا “في منزل مهجور”، وأكد عبدالرحمن أن الشيخ زقريط “معروف بأنه من دعاة التعايش والوحدة الوطنية، وهو محبوب من السنة والعلويين والمسيحيين في المنطقة، وناشط في مجال العمل الخيري”.
وفي تفاصيل حماية الجيش الحر للمراقبين الدوليين, فقد سلم مقاتلون من الجيش السوري الحر ستة مراقبين بسيارتهم إلى قافلة للأمم المتحدة قرب مدخل مدينة خان شيخون وفق ما أكد قائد عسكري يدعى أبو حسن في اتصال مع وكالة رويترز، مشيرا إلى أن جميع المراقبين بصحة جيدة وفي طريقهم إلى العاصمة دمشق.
وأظهرت لقطات فيديو بثها الجيش السوري الحر قافلة للأمم المتحدة ضمت عربات متضررة تابعة للمنظمة الدولية محمولة على شاحنات وهي تتحرك من المنطقة.
وقالت وثيقة داخلية للأمم المتحدة حصلت عليها رويترز أمس إن ستة مراقبين “تحت حماية” المعارضين في “بيئة صديقة”، وأكدت الوثيقة أن البعثة الأممية في سوريا ترسل اليوم دورية لإحضار المراقبين المذكورين.
وفي وقت سابق قال قائد بعثة المراقبة الدولية الجنرال روبرت مود للصحفيين في دمشق إنه تحدث مع المراقبين الستة هاتفيا، وإنهم “يقولون لنا إنهم على ما يرام حيث هم وإنهم في أمان. سنقوم بإحضارهم هذا الصباح”.
وفي أول ظهور إعلامي له منذ فترة ليست بالقصيرة قال بشار الأسد في حديث لقناة روسيا 24 الروسية إن بلاده خسرت معركتها الإعلامية مع الغرب.
وتجرأ الأسد على “تناسي دماء السوريين” بتهديد الدول الداعمة للثورة السورية مؤكدا أن الثورة ستطال بلدانهم وراجيا الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند التفكير في «مصالح فرنسا»، وان يغير سياستها حيال سوريا والمنطقة.
من ناحية أخرى نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند أن تكون الولايات المتحدة تزود المعارضة السورية بأسلحة قتالية، وقالت إن للدول الأخرى قرارها في هذا المجال.
وكانت نولاند تعلق على سؤال بشأن معلومات نشرتها صحيفة واشنطن بوست أفادت بأن مسلحي المعارضة السورية باتوا يحصلون على أسلحة أفضل وأكثر في مسعى تدفع تكاليفه دول خليجية وتساهم في تنسيقه الولايات المتحدة.
وذكرت نولاند “قرارنا هو دعم المعارضة المدنية بطرق غير فتاكة وهناك دول اتخذت قرارات أخرى. وهذه قراراتها السيادية التي يعود لها اتخاذها”.
وفي تعليقها على انتخابات الأسد, اعتبرت نولاند إن الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا في سوريا في ظل الأجواء الراهنة لا تمثل إرادة الشعب.
وفي دليل على “ديمقراطيته”, قاطع نظام بشار الأسد جلسة عقدتها اللجنة الرئيسية لمناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة الأربعاء لتتجنب انتقادات حادة بشأن حملتها ضد المدنيين أثناء الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عام.
وكانت قائمة الاتهامات الموجهة إلى سوريا طويلة جدا حتى أن رئيس اللجنة كلاوديو جروسمان استغرق عدة دقائق في عرض قائمة تصنيفات الانتهاكات التي ابلغ عنها، وشملت الاتهامات اغتصاب صبية واستخدام قناصة والصعق الكهربي في الشرج وممارسة الجنس عن طريق الفم قسرا وشن هجمات على المتظاهرين الذين يعالجون في المستشفيات واستخدام الأسلحة الثقيلة في مناطق سكنية وعمليات إعدام دون محاكمة.