يُدين مزارعو نبتة الحشيش في الهرمل بالجميل والعرفان لاهل اليمونة الذين كادوا أن “يأكلوا الضرب” وتحترق محاصيلهم لولا تدخل وزير الداخلية مروان شربل في اللحظات الأخيرة.
فقد استطاع اهالي اليمونة افشال المرحلة الاولى من تلف الحشيشة في البقاع فتم تأجيل المرحلة الثانية الى ايلول حيث بدأت في ١٨ من الشهر الجاري مع ما يحمل هذا التاريخ من معاني.
يُردد الكثير من الاهالي في الهرمل أن الدولة ارادت ان تتعامل معهم “بحسن نية” ولذلك اختارت ١٨ الشهر لبدء المرحلة الثانية حيث يكون المزارعون قد قطفوا “غلات بيادرهم” في ١٤ أيلول
وحول هذا الموضوع, يسخر أحد زارعي نبتة الحشيش سابقا (م. د) من الارقام التي تُصدرها مكتب مكافحة المخدرات والتي تقول ان كميات التلف تجاوزت ال٧٠٠٠ دونم متسائلا “كل الناس هنا في الهرمل وجرودها قد قطفت النبتة بين ١٠ و١٤ ايلول ولم يخسر احدا موسمه الا اذا كان هناك من احد قد تأخر في القطاف فما الذي تُتلفه الدولة اليوم منذ ١٨ ايلول؟”.
يشرح م.د أن البقاعيين اعتادوا على قطف النبتة بالتزامن مع عيد الصليب في ١٤ ايلول “حيث تكون النبتة قد “فطمت” (مفردة يستخدمها مزارعو الحشيش) لكن البعض يتركها احيانا ١٠ ايام اضافية لتستوي اكثر فيكون بالتالي مردودها أكبر”.
الا ان (م.د) يؤكد ان هذا العام بدأ الناس بالقطاف قبل ١٤ ايلول بعد ان علموا بأن الدولة تستعد لجولة ثانية من التلف.
أما كيف وصل الخبر الى الناس فيقول م.د ان الدولة تقوم بإبلاغ المخاتير بالامر ويصل الخبر الى الناس عن طريق المخاتير فيأخذوا حذرهم ويتحضرون “للواقعة”.
لا تحتاج زراعة نبتة الحشيش للكثير من المجهود او العناء. تبدأ زراعتها في جرود الهرمل التي تتميز بأرضها البعلية، في نيسان من كل عام. لا تحتاج في تلك الجرود الى ري لان الارض “رطبة”.
تُترك النبتة الى ١٤ ايلول ليتم حينها القطاف. والوضع لا يختلف كثيرا مع الارض السقي سوى ان تلك النبتة تحتاج الى الري هنا.
لكن فارق الانتاج كبير جدا بين ارض البعل وارض السقي حيث يستطيع الدونم في ارض السقي ان يُعطي ٧٠٠ كيلو خلال القطاف فيما لا يتجاوز ال٥٠ كيلو في ارض البعل وهذا ما يُفسر رخص استثمار الاراضي في جرود الهرمل التي تبلغ ١٠ دولار فقط شهريا.
وبعد القطاف يقوم المزارعون بنشر قضبان الحشيشة حتى تيبس ومن ثم يتم توضيبها مع قضبانها في أكياس في المنازل.
في المرحلة الثانية تبدأ عملية فرط النبتة ليتم رمي القضبان جانبا ومن ثم يبدأ فركها على طاولات خاصة بها.
بعد الفرك يتم نخلها ثم يُستخدم منخل آخر اسمه “المقطف” خاص بهذه النبتة فتخرج حينها “بودرة” الحشيشة التي يستعملها الناس.
أما النقطة الأهم لدى المتابع, فهي سعر المحصول الذي يبلغ وزنه ٧٠٠ كيلو من النوع الاخضر حوالي ٣٠٠٠ دولار أمريكي.
ويعتقد كثيرون ممن يعملون بهذه التجارة, أن محاصيلهم ستذهب للأعداء والدول الخارجية ولن تضر أبناءهم في لبنان.
إلا أن مصادر خاصة وثّقت لـ”اكس خبر” وصول أكثر من 30% من هذه المحاصيل البعلبكية الى بيروت ومختلف مناطق لبنان, ايتم تجزئة كل كيلوجرام ووضعه في أكياس صغيرة, ليتراوح سعر الأوقية أو بحسب اللبنانيين “نص الربع” مبلغ 70 ألف ليرة أي قرابة ال50 دولارا.
وبحسبة بسيطة بعد الاطلاع من مصادر “اكس خبر” على أسعار “السوق” هذه الأيام, فإن كل كيلوجرام يبلغ سعره 350 دولارا, إذ يتحجج أصحاب التجار بأن البضاعة ذات جودة عالية وتهريبها داخل لبنان صعب.