وعلى مدار يومي المؤتمر يناقش المجتمعون وضع القدس من خلال أربعة محاور أساسية تغطي جوانب القضية وهي: القدس والقانون الدولي، والقدس والتاريخ، والقدس والاستيطان (الانتهاكات الإسرائيلية)، والقدس ومنظمات المجتمع الدولي.
وقال أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني في خطابه الافتتاحي للمؤتمر إن عروبة القدس اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى، داعيا من مؤتمر الدوحة إلى دعم التوجه إلى مجلس الأمن للتحقيق في الإجراءات الإسرائيلية. واتهم الشيخ حمد إسرائيل بانتهاك القانون الدولي داعيا لتحرك عاجل لوقف سياسة التهويد التي تقوم بها إسرائيل.
كما خاطب الجلسة الافتتاحية الرئيس الفلسطيني محمود عباس داعيا العرب والمسلمين إلى الدفاع عن المدينة المقدسة بكل السبل. وأضاف في كلمة مطولة “نشجع العرب والمسلمين على زيارة القدس لتعزيز صمود أهلها وترسيخ تراثها وثقافتها”. وقال إن القدس ستبقى عربية القلب والروح والوجدان رغم التطهير العرقي.
وشهد المؤتمر خروجاً للرئيس محمود عباس عن نص الخطاب المكتوب، إذ أشار مازحاً في معرض مطالبته بمساعدات لأهل القدس والفلسطينيين، إلى حديث نبوي عن إرسال الزيت (للمساعدة)، وقال: «سواء أكان زيت زيتون أم زيت بترول».
ولوحظ أن أمير قطر الشيخ حمد بن حليفة آل ثاني عقّب على مزاح عباس في نهاية الجلسة الافتتاحية، وقال: «نرجع لموضوع التزييت»، وخاطب أولاً محافظ القدس في شأن حديثه في المؤتمر عن مشاريع تحتاجها المدينة، وقال: «أنا تطرقت (في خطاب الافتتاح) إلى أن هذا يرجع إلى الإخوة الفلسطينيين كيف يقدمون لنا المشاريع، ونحن نتابعها عن كثب».
وتابع الأمير في إشارة احترام إلى الرئيس الفلسطيني: «كنا نقول لأبو مازن عام 1960 الأستاذ (عمل أستاذاً في قطر آنذاك)، وهو الآن رئيس الدولة الفلسطينية، ونحن (في قطر) كانت (المنطقة فيها) جفاف ولا أحد جاء إلينا بالغاز، أجدادنا الفاتحون العظام ذهبوا إلى القدس، والآن دولة قطر عندما حصل الحصار على غزة، فإن شعب غزة يعرف أننا الوحيدون الذين وقفنا معهم، وكذلك حزب الله جنوب لبنان يعرف موقفنا معه بالزيت» بعد الغزو الإسرائيلي الأخير (في إشارة إلى إعادة إعمار جنوب لبنان).
أما في شأن دعوة عباس إلى العرب والمسلمين بزيارة القدس، قال أمير قطر في تعقيبه: «فكرنا منذ 15 عاماً أن نمشي إلى القدس، وطلع علينا الشيخ يوسف القرضاوي بفتوى وقال: لا أحد يمشي إلى القدس الا الفلسطينيون. ونطلب من القرضاوي (كان حاضراً) إن أمكن أن يطلع لهم بفتوى في شأن الذهاب إلى القدس».
هذا المزاح الهادف بين الطرفين, أضفى جوا جديدا وغير تقليدي في مثل هكذا مؤتمرات التي يغلب عليها الكلام ولا تقترب من التلقائية والرد السريع.