نيكولا ساركوزي الذي حل ثانيا بالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية حاصدا 25 بالمئة من الأصوات, حاول إخفاء صدمته من الفارق الذي لم يتوقعه, فيما احتفل غريمه صاحب المركز الأول بانتخابات الجولة الأولى ومرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند بهذا الإنجاز وقام بتقبيل أول طفل وجده بمركز الاقتراع شاكرا له مجيئه مع والدته للتصويت لصالحه ليحصد 28 بالمئة من أصوات الملايين.
أما المفاجأة فقد كانت مرشحة اليمين المتطرف ابنه ال42 عاما, مارين لوبين إذ تفوقت على استطلاعات الرأي وجاءت ثالثة ب19 بالمئة من الأصوات.
وبعيد صدور نتائج الدورة الأولى, عرض ساركوزي على هولاند خوض ثلاث مناظرات انتخابية قبل جولة الإعادة المقررة في الشهر المقبل, فجاء الرد سريعا إذ أعلن هولاند موافقته على خوض غمار مناظرة واحدة فقط.
وأقر ساركوزي بأنه لا بد من احترام أصوات ناخبي الجبهة الوطنية (يمين متطرف) التي ضاعفت عدد أصواتها تقريبا بين 2007 و2012 مؤكدا ضرورة الاستماع إليهم، واعتبر أن هذه أصوات الأزمة التي تضاعفت من انتخابات إلى أخرى.
في الوقت نفسه حذر وزير الخارجية آلان جوبيه من أنه إذا اختار الناخبون بالجولة الثانية دعم هولاند على حساب الرئيس ساركوزي، فإن فرنسا قد تصل إلى طريق مسدود على حد تعبيره.
من جانبها قالت زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة مارين لوبن التي حلّت ثالثة إنّ المعركة بدأت للتو، وإنها ستعلن مطلع الشهر المقبل لمؤيديها موقفها من مرشحي الجولة الثانية من الانتخابات.
وكان هولاند اعتبر أمس أنه “في أفضل موقع ليكون الرئيس المقبل لفرنسا” بينما دعا مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون -الذي حل رابعا- أنصاره إلى هزيمة ساركوزي بالدور الثاني.
واعتبر خبراء سياسيون أن ساركوزي لديه فرص أقل بالفوز بالدورة الثانية. ورأى بعض الخبراء أن مصير ساركوزي بات بين يدي مارين لوبن، وأن عليه أن يستميل ناخبي الوسط واليمين المتطرف بالوقت نفسه.
فهل يبقى ساركوزي بقصره أو يخرج منه بعد 5 سنوات قضاها ملكا ومتحكما؟