كما أكد صالح أنه لن يلجأ الى البندقية للرد على معارضيه معتبرا أن الطلقة الأولى للحرب من السهل إطلاقها لكن من المستحيل إيقاف تداعياتها. وقال صالح في خطاب جماهيري أمام انصاره الذين قدرتهم السلطات بأنهم نحو 6 ملايين تقاطروا الى صنعاء من كل أنحاء اليمن «نحن نرحب بمبادرة وزراء دول الخليج وسنتعامل معها بإيجابية وفي إطار دستور الجمهورية اليمنية».
وأضاف مخاطبا الجماهير المحتشدة عقب «جمعة التصالح»: عليكم بالصمود أمام الدعوات التي أطلقها «المشترك» باحتلال الوزارات كوزارة النفط والخارجية التي تعد من مكاسب 49 عاما من عمر الثورة اليمنية.
وقال صالح في خطابه الذي ألقاه بميدان السبعين بجوار قصره الرئاسي «سنواجه التحدي بالتحدي ونحن حريصون على عدم إراقة الدماء وعدم استخدام البندقية لان الطلقة الأولى من السهل إطلاقها لكن التحكم بنتيجة الحرب أمر عسير».
وكان المؤيدون لصالح قد توافدوا من المدن اليمنية الى صنعاء لتنظيم ما أسموه «جمعة التصالح» لتأكيد تمسكهم بالشرعية الدستورية والحوار ومنها الدعوة الخليجية للحوار بين السلطة والمعارضة اليمنية.
وفي المقابل، توافدت أيضا على العاصمة صنعاء حشود الجماهير اليمنية المناهضة للنظام لتنظيم مظاهرات مليونية «جمعة الفرصة الأخيرة» تلبية لدعوة اللجنة التنظيمية لـ «ثورة الشباب السلمية في اليمن» ويتم تنظيمها عقب صلاة الجمعة في معظم المحافظات اليمنية.
بموازاة ذلك، قتل ثمانية أشخاص بينهم ستة عسكريين في معارك اندلعت أمس الأول بين وحدة من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في محافظة لحج في جنوب اليمن، كما اعلن مسؤول امني لوكالة فرانس برس.
وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه ان المعارك اندلعت بين مسلحين من سكان بلدة العبوس الجبلية في محافظة لحج، ووحدة من الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل علي عبدالله صالح، الرئيس الذي يواجه حركة احتجاجات شعبية تطالب برحيله.
واضاف ان ستة عسكريين ومسلحين اثنين قتلوا واصيب خمسة اشخاص آخرين بجروح في هذه المعارك.
واندلعت المعارك بسبب رفض الجيش نقل معسكر لوحدة الحرس الجمهوري موجود منذ سنوات في جبل يشرف على بلدات المنطقة، وهو ما يرى فيه السكان «استفزازا»، كما قالت مصادر قبلية لفرانس برس.
وبحسب هذه المصادر، هاجم سكان صباح الخميس موقعا عسكريا على سفح الجبل وقتلوا جنديين فرد الحرس الجمهوري على الهجوم. واستمرت الاشتباكات متقطعة خلال الليل وحاول العسكريون صد المسلحين القبليين الذي حاصروا معسكرهم دون ان ينجحوا في ذلك، بحسب شهود.
وقال ضابط في الحرس الجمهوري متمركز في المنطقة لفرانس برس ان الوضع استمر متوترا أمس.