اليمن: تعديلات في المبادرة الخليجية وانشقاق وحدات من الحرس الجمهوري

وقالت المصادر في تصريح لصحيفة «الأضواء» اليمنية المستقلة امس إن هذه الجهود تصب باتجاه نقل السلطة في اليمن، وبحث آلية المرحلة الانتقالية بعد إجراء تعديلات جوهرية على المبادرة الخليجية بالاتفاق مع تكتل تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارض الرئيسي في اليمن).

تعديلات مقترحة

وأضافت المصادر ان التعديلات المقترحة «تنص على أن تكون هناك فترة انتقالية في اليمن يتولى مهمة إدارتها القائم بأعمال رئيس الجمهورية نائبه الفريق عبدربه منصور هادي ويتم خلال هذه الفترة إنجاز تعديلات دستورية وقانونية تؤدي في النهاية إلى انتخاب رئيس جديد لليمن وإجراء انتخابات برلمانية».

وحسب هذه المصادر، فإنه تمت مناقشة المقترحات الجديدة مع مساعد وزير الخارجية الأميركي جيفري فيلتمان الذي زار اليمن مؤخرا ومع الجانب الخليجي، وأن الأطراف أبدت دعمها لأي تعديلات على المبادرة الخليجية تتفق عليها السلطة والمعارضة في اليمن.

من جانبها اكدت قناة العربية امس ان السلطات في مطار صنعاء افرجت عن القيادي في المعارضة وزعيم حزب الحق حسن زيد بعد اعتقاله لساعات.

وكان نجله محمد حسن زيد قد اكد نبأ اعتقاله لوكالة فرانس برس قائلا: «والدي معتقل» مشيرا الى انه «كان مسافرا الى جدة وفوجئ في المطار بحجزه ومنعه من السفر واقتيد الى مكان مجهول».

وعن خلفيات هذا الاعتقال، قال زيد «لا يخفى على الجميع ان السبب سياسي» مؤكدا ان المعارضة ستجتمع لاتخاذ موقف من اعتقال والده.

وأكد ان «الاتهام موجه الى الامن القومي ومن يقف وراءه» في اشارة الى اقرباء الرئيس صالح.

الحرس الجمهوري

الى ذلك، أعلنت وحدات من قوات الحرس الجمهوري اليمنية ـ التي يرأسها نجل الرئيس اليمنى على عبدالله صالح ـ تأييدها للثورة وانضمامها إلى اللواء 310 في محافظة عمران.

ودعا العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310 ـ في حديث خاص لقناة الجزيرة الفضائية امس ـ الأحزاب والقبائل إلى دعم الثورة والثوار، وقال إن النصر قادم وإن الشعب سيحقق مطالبه في التغيير وبناء الدولة المدنية.

في السياق نفسه، نفذت وحدات من قوات اللواء 310 وقوات الحرس الجمهوري عرضا عسكريا في مدينة عمران ردد الجنود خلاله هتافات تدعو إلى سقوط النظام.

من جانبه، أكد الأمين العام المساعد للحزب الحاكم في اليمن، أحمد عبيد بن دغر، أن الأزمة السياسية في بلاده والتي بدأت منذ خمسة أشهر قد قاربت على نهايتها. وفيما لم يعط بن دغر تفاصيل أكثر عن المسوغات ولا الكيفية التي ستضع حدا للأزمة اليمنية الراهنة، إلا أنه أشار إلى أن القوى المعادية المتآمرة ـ بحسب وصفه ـ قد جربت كل الأسلحة «بالمال والإعلام والدسائس والفتن والوقيعة بين أبناء الشعب اليمني، واستخدمت كل وسيلة للإضرار بحياة الناس وأمنهم ومعيشتهم، بما في ذلك قطع الطرقات ومنع البترول والغاز والكهرباء عن المدن ظنا منهم أن ذلك سوف يدفع الناس الى الفوضى والحرب الأهلية وسيؤدي الى سقوط النظام فخابت آمالهم».

خطوط حمراء

وأكد بن دغر في مؤتمر للحزب بعدن أن محاولة اغتيال الرئيس صالح مطلع الشهر الماضي كانت عملية انقلابية أسقطت كل الاعتبارات السياسية والدينية وتجاوزت كل الخطوط الحمراء لكنها فشلت. إلى ذلك وصف الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الحاكم طارق الشامي محاولة المعارضة تشكيل مجلس انتقالي بأنه عمل استفزازي انقلابي مرفوض.

في نفس السياق، أفاد مراسل «العربية» بأن الطيران اليمني قصف امس، منزل محمد الشدادي نائب رئيس مجلس النواب اليمني المنشق عن الحزب الحاكم في أبين ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أقاربه وجرح سبعة آخرين.

غارات على القاعدة

في نفس الوقت شن سلاح الجو اليمني عمليات قصف واسعة النطاق في منطقة جعار في محافظة أبين أسفرت عن مقتل ستة من عناصر تنظيم القاعدة، كما سقط نتيجة القصف أربعة قتلى من المدنيين وعشرات الجرحى، مع استمرار المواجهات بين مسلحي القاعدة ومعسكر 25 ميكانيكي المرابط في أبين.