اللحم الرخيص الطريق الأقصر للعمل بالإعلام العربي: عرض وطلب

اكس خبر – رنيم دندش
قد تَصلح المواضيع الجنسية مادة دسمة لتحقيق تلفزيوني أو صحفي. لكن ان يصبح الجنس وسيلة لولوج القنوات التلفزيونية والاعلام المكتوب خصوصا للفتيات فهذا يعني تدمير لطاقات إعلامية أخرى قد تكون أكبر حجما وأفضل كفاءة لكن ذنبها انها ترفض استغلال جسدها للوصول الى عالم الاضواء والشهرة.
فالوسط الاعلامي العربي يَضجُّ بأرقام كبيرة عن تسلل الكثيرات الى مناصب وظيفية لم تكن شهاداتهن الجامعية تؤهلهن لبلوغها، إلا أن الجنس لعب لعبته في ايصالهن بعد مسايرة رغبات المدراء حيث وُجدوا اذ لا طريق غيره أمامهن لضمان فرصة العمل.

لا لغة للأرقام في هذه الحالات في الوطن العربي لاعتبار هذه الامور غريبة على مجتمع محافظ ما يجعل هكذا استغلال جنسي طي الكتمان والسرية. إلا ان ما يتم تسريبه من محيط الكثيرات من العاملات في هذا المجال يكشف حقائق مُذهلة قد تشكل صدمة اجتماعية لو وصلت للناس على انها حقائق لا يرقى لها شك لكن في الكثير من الاحيان يتم التعامل معها على انها شائعات مُغرضة حيث لا دلائل تؤكدها.

هاديا “الشهيرة”.. ولعبة الجسد

هاديا مخلوف (اسم مستعار) لم تكن تتوقع خروجها الى الاضواء وان يلمع نجمها يوم كانت مجرد “سكريتيرة” تعمل في احد مكاتب المحاماة في مسقط رأسها في زحلة. إلا ان القدر ساق اليها رجل قلب حياتها رأسا على عقب وجمعها برئيس محطة “جديدة” لتبدأ حكايتها من هنا وهي ابنة ال28 ربيعا.

فقد أعجب صاحبنا بماريا كأنثى تستطيع ان تلبي له جشعه الجنسي وان يستغلها في إرضاء رجال آخرين مقابل احتضان المحطة لها.

وبالفعل احتضنت المحطة هاديا بدعم كامل من صاحبها، وأعطيت مساحة اسبوعية على الهواء لتقديم برنامج خاص بها بعد ان تم تجنيد طاقم إعداد ذا خبرة يعمل على تحضير الحلقات، بدءا من مقدماتها مرورا بالتقارير وصولا الى الخاتمة التي اعتادت تلاوتها في نهاية كل حلقة.. ولم تكن هي سوى مجرد “منظر إطلالي” يقوم بقراءة ما كُتب له… حتى كان بإمكان المشاهدين العاديين الذين لا علاقة لهم بكواليس الاعلام ان يميزوا بين صورتين ل”مارو” في برنامجها على هذه القناة.

الصورة الاولى: هي المتحدثة البارعة اللبقة في تقديم مقدمات حلقاتها وخواتمها وعرض بعض تقاريرها حتى يخال للمشاهد انه امام اعلامي مخضرم، احترف المهنة لسنوات طوال. أما الصورة الاخرى فهي صورة الصحافي الفاشل الذي لا يستطيع محاورة ضيفه بل يسأل سؤالا وضعه آخرون له وليس لديه المقدرة على الغوص في تفاصيل او تشعبات اجابة الضيف. فكانت هاديا تكتفي بطرح السؤال وتترك للضيف الاجابة دون مقاطعة الا ما ندر

قلم… في جسد

ربى (اسم مستعار)  صحافية في إحدى الصحف لم يتجاوز عمرها ال20 عاما ولم تحمل من الصحافة الا الاسم. فلا هي خريجة إعلام ولا هي خضعت لتدريب ودورات او لتمرين في اي صحيفة كما ان اختصاصها لا يرتبط بمجال عملها مطلقا. لكن لجسدها الفضل فيما وصلت اليه بعد ان باعته لرجل ذا مكانة اجتماعية استطاع منحها عملا في صحيفة كما أوكل الى احد معارفه مهمة صياغة مواضيعها ومساعدتها عند الحاجة. لا تُخفي الفتاة “الصحفية” رأيها في حرية التصرف بالجسد واستغلاله للوصول الى الهدف “فالغاية تبرر الوسيلة” في رأيها.

شهادة لمراسلة تلفزيونية

تقول ريما (اسم مستعار) “انا مراسلة لتلفزيون فضائي لا يملك الكثير من المشاهدين. أطمح للانتقال الى اي محطة فضائية تكون أكثر مهنية وشهرة. لكن هذا المجال جعلني أقرف العمل في ظله. فلقد وعدني أحد السياسيين بتوظيفي وفورا وخلال يوم واحد في فضائية مشهورة جدا جدا شرط أن أقوم بقضاء يوم ممتع معه في اي مكان اختاره. طبعا رفضت الفكرة.

تكررت المحاولة لكن هذه المرة مع رجل اقتصادي مرموق عندما دعاني واصر على تلبية الدعوة لزيارة منزله مقابل إدخالي فضائية ذات شهرة. وتكرر رفضي ايضا. لكنني صرت اشعر اليوم بالتمييز بيني وبين زميلات لا تصل خبرتهن الى خبرتي وأفوقهن نشاطا ومهارة، لكنهن دخلن فضائيات كبيرة باختيار اقصر الطرق اليها (اي الجنس) فيما انا سأصر على رفض الفكرة متأكدة من ان لا وجود لمساواة في عالم الاعلام.

فجأة.. وجه إعلامي

لم تكن سيلين (اسم مستعار) أكثر من فتاة دخلت صحيفة ذات يوم للتدريب وخرجت منها بعد ايام قليلة ولم يكن عنوان اي خبر تكتبه يقل عن 15 كلمة. اي انها فشلت حتى التعلم في صياغة عنوان او تحرير خبر صغير. وما هي الا ايام قليلة حتى يصير اسمها في أرقى الجرائد المحلية وعلى أهم المواضيع. لم يُفاجأ زملائها بعد ان ارجعوا ذلك الى ما كانت تردده علنا وبجرأة عن اقامتها لعلاقات جنسية ودفاعها عن حقها في الوصول بأي طريقة الى عالم الشهرة والاضواء ومهما كان الثمن. وفجأة صارت هذه الفتاة وجها إعلاميا في فضائية كبيرة. كيف وصلت هذه الفتاة؟ الاجابة واحدة عند المحيطين بها “يكفي انها أنثى لتستطيع ان تصل.. فكيف اذا كانت فتاة تجاهر بعلاقاتها الجنسية”؟

يبقى ان نشير الى ان ظاهرة استغلال الجنس من اصحاب المناصب لم تقتصر فقط على عالم الاعلام حيث توجد احصائيات تؤكد تفشي هذه الظاهرة في مختلف مجالات العمل وحتى في الكثير من الصروح التربوية ما يضع مؤسسات المجتمع المدني امام مسؤولية محاربة هذه الظاهرة والتقليل من تفشيها ان لم تستطع القضاء عليها.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *