وامتلأت صفحات الانترنت وبخاصة الفيسبوك والتويتر برسائل الرثاء من جميع الساسة والمشاهير حول العالم. وكان اللافت, الطريقة التي خصّ العرب بها “فقيدهم الغالي” الحاج ستيف جوبز, فقد امتلأت صفحات العرب على مواقع التواصل الاجتماعي برسائل العزاء والحزن والقهر لرحيل هذا الرجل, الأمر الذي بدى غريبا نوعا ما من قوم يحزنون على من لا يعرفونه ولا يعيرون أهمية لقضاياهم وشهدائهم الذين تسيل دماؤهم يوميا بالليترات. وقد اجتهد العرب برفع صور جوبز وأبدعوا بابتكار عبارات الحزن وتسارعوا بتغيير حالاتهم “Status” الاجتماعية على مواقع التواصل مما شكل استغرابا قضى الى فكرة وجود فراغ في حياة العرب وعدم وجود قضايا تشغلهم.
عام 2004، دخل ستيف جوبز الى المستشفى، حيث اجريت له تحاليل، ليكشف الأطباء له انه مصاب بسرطان البنكرياس النادر. وكما نعرف فإن حظوظ النجاة من هذا المرض منعدمة. لهذا، نصح الطبيب مبتكر علامة التفاحة المقضومة الشهيرة، بأن يذهب الى البيت ويوقع وصيته، ويحاول إفهام أولاده بأنه سيغادرهم قريبا، في مهلة أقصاها 6 أشهر.
في محاضرة ألقاها عام 2005 خلال حفلة تخريج طلاب جامعة ستانفورد، تحدث جوبز عن إصابته تلك.
بعد فحص الخلايا الدقيقة للورم، تبين ان العلاج قد ينفع بطريقة أو بأخرى، في السنوات الـ 7 التي سبقت وفاته، عاش جوبز سلسلة انتكاسات صحية، لكنه كان في كل مرة يتعافى، قبل ان يغرق في صعوبات المرض من جديد.
رغم مرضه، تمكن جوبز من مواصلة عمله الدؤوب في شركة «آبل»، مشكلا إلهاما حقيقيا لكل من يعانون من مرض السرطان، فالحياة لا يمكنها ان تتوقف عند حدود ورم خبيث. كما انه شكل أملا للكثير ممن يعانون من أورام خبيثة مستعصية على العلاج، صحيح ان الأطباء قدروا فرصه بالعيش بأشهر، الا انه عاش لـ 7 سنوات بعد اكتشاف المرض.