السيد نصرالله: النظام السوري لن يسقط ونعم للحوار .. واسرائيل تنفي اغتيال باراك أو نائب الموساد

شدّد أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله على أن “الحزب لا يبني تحالفاته على أساس مزاجاته، بل يُحضِر أمامه مصلحة الأمة والوطن والناس، وفي رأس هذه الأسس مسألة الموقف من المشروع الصهيوني في المنطقة من خلال فهمه في حقيقته وأبعاده ومخاطره ومرتكزاته ونقاط قوته وحاضره وبيئته الحالية”. وفي كلمة باحتفال في ذكرى “الشهداء القادة” في حزب الله، قال نصرالله: “إن خطر المشروع الصهيوني الذي تمثّله إسرائيل يشمل المنطقة كلها، وعندما نأخذ من هذا المشروع هذا الموقف العدائي فذلك لأن هذا المشروع يحتل فلسطين ومقدّسات المسيحيين والمسلمين ويعمل على تهويد القدس وألحَق المصائب والآلام بحق الشعب الفلسطيني، إضافة الى اعتقادنا وإيماننا إلى جانب إثبات الوقائع بأن المشروع الصهيوني خطر على دول المنطقة وشعوبها مهما كان انتماءهم الديني وأياً كان عرقهم وأياً كان انتماءهم الحضاري”، مشدداً على وجوب مواجهة “هذا الخطر وإسقاطه خصوصاً وأن كل مقاوم بهذه المنطقة وخصوصاً في دول الجوار عندما يقف بوجه إسرائيل إنّما يدافع عن كل الأمّة”، وأضاف: “قادتنا الشهداء الذين سقطوا كانوا يدافعون عن لبنان وسوريا وفلسطين والأردن ومصر وعن كل دولة عربية وإسلامية في المنطقة”.

 

وتابع نصرالله: “هذا هو المعيار الأساسي الذي من خلاله نقيّم ونصحح ونبادر ونُقِيم تحالفاتنا، وهذا من أهمّ المعايير، كما على هذا الأساس نقيّم سلوكنا، ونحن أبناء حزب الله من خلال هذا التقييم ننظر إلى الآخرين سواء كانوا أحزاباً أو تيارات في لبنان والمنطقة العربية حول موقفهم تجاه فلسطين”، معتبراً أن” الأولَى بهذا الزمن بالحركات الإسلامية الصاعدة بالمنطقة أن تُقيّم نفسها بالموقف من قضية فلسطين ومن خطر المشروع الصهيوني على الأمة ودين هذه الأمة”. نصرالله الذي أيّد “كل حركة إسلامية في أي بلد عربي أو إسلامي تجاه المشروع الصهيوني في المنطقة”، قال: “كذلك عندما نتخذ مواقفنا تجاه الأنظمة والحكومات ننظر إلى معيار الموقف من المشروع الصهيوني، فخلال 60 عاماً من احتلال فلسطين بعض الأنظمة (العربية) كانت متواطئة على فلسطين مع الغربي والإسرائيلي وساعدت على تقوية هذا الكيان، وحاولت تيئيس الأمّة، وأستطيع أن أقول إن بعض الأنظمة كانت صادقة ومخلصة للأميركي والإسرائيلي وبذلت كل شي من أجل إنجاح هذا المشروع، وهناك دول وأنظمة أخذت موقفاً حيادياً وهي تتحمل مسؤولية، وهناك صنف من الأنظمة والحكومات كان موقفهم ممانعاً ورافضاً وتحمّلوا تبعات ومخاطر ومحاصرات ومؤامرات”.

ورأى نصرالله أن الدخول إلى أوضاع المنطقة يجب أن يكون “من الزاوية الصحيحة أي بالنظر إلى موضوع اسرائيل وواقعها الحالي وكيف تقيّم التهديدات وموقعها ممّا يجري في المنطقة خصوصاً في مصر وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان، فالشعوب العربية والحكومات العربية كلها منشغلة الآن عن فلسطين، واليوم الحدث المسيطر هو سوريا، ولا أقول البحرين لأن أحداً لا يسأل عن هذا الأمر لا منظمات دولية ولا جامعة عربية ولا مجلس الأمن على الرغم من المظلومية الكبيرة التي تعاني منها البحرين”، وأضاف: “أين جامعة الدول العربية والعالم العربي من مشروع اسرائيل في فلسطين من تهويد القدس وتهجير المقدسيين وتعذيب الأسرى في السجون كالأسير خضر عدنان الذي مضى في إضرابه عن الطعام 60 يوماً؟ فلو كان خضر عدنان إسرائيلياً هل تصرف العالم كما يتصرف الآن؟ ولو كان اسرائيلياً لكانت الحكومات العربية وأمراء ورؤساء وملوك عرب دعوا من اجل التحرك للاطمئنان على صحة هذا الاسرائيلي”.

واعتبر نصرالله أن هناك “ارتباكاً يسيطر على العقل الاسرائيلي في هذه المرحلة”، مشيراً الى كلام وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مؤتمر “هرتزليا للأمن الإسرائيلي” حين قال: “التحديات التي تواجهها اسرائيل اليوم أكثر من التحديات التي واجهت الأباء المؤسسين أو التي واجهت إسرائيل في حربي 67 و73″، فرأى نصرالله أن “القلق الذي تحدث عنه باراك ليس نتيجة الشعر والأدب والحفلات الفنية بل نتيجة المقاومة والتضحيات”. وأردف: “(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو قال قبل سقوط (الرئيس المصري السابق) حسني مبارك وقبل الانسحاب من العراق وليسمع اللبنانيون وتحديداً 14 آذار: “بعد الانسحاب الأحادي من لبنان عام 2000 والانسحاب من قطاع غزة انقلب الاتجاه، وبات واضحاً الآن أن إسرائيل لم تعد دولة لا يمكن التغلب عليها””. وأكمل نصرالله: “أميركا والغرب اليوم إلى تراجع، ومرتكزات التسوية اصبحت منتهية، ونظام مبارك انتهى وهناك من أقام العزاء على حسني مبارك فيما هو فرح لما يجري في سوريا، أما العراق الذي كان يحمي البوابة الشرقية التي تحمي إسرائيل، قال عنه نتنياهو إنّه اليوم أصبح حليفاً لإيران، في حين أن القوة الجوية الإسرائيلية فبعد حرب تموز 2006 باتت غير قادرة على حسم معركة، وكذلك القوة البرية سقطت وهي لم تستطع أن تقف بوجه أبناء المقاومة في جنوب لبنان”، لافتاً الى أن رئيس جهاز “الموساد” الإسرائيلي يقول إن “90 % من قوة جيوش العالم النارية يملكها حزب الله”، وعلّق نصرالله على ذلك بالقول: “أما هل نملك أو لا، فالله أعلم. يكفي أن يؤمن الاسرائيلي بأن المقاومة تملك قوة نارية أكثر من 90% مما تملكه جيوش العالم”.

وأكمل نصرالله قائلاً: “نحن عندما ننتمي إلى هذا الفهم أو الفكر سواء كنت إسلامياً أو مسيحياً أو وطنياً أو عروبياً، فهل من الحق والإنصاف أن أساوي بين الموقف من أنظمة ساومت على فلسطين وبين أنظمة رفضت هذا الأمر؟ هل تصبح الامور أنّ من ترك وتآمر وتخاذل هو المدافع عن هذه الأمة؟”. وفي سياق متصل، توجه للمصريين بالقول: “أيّها المصريون الأحباء، في كل فوضى وحادث أمني واضطراب فتشوا عن الاسرائيلي والاميركي. في العراق فرصة الأميركي الفوضى والاقتتال الداخلي بعد فشله بالبقاء، ولديه فرصة كبيرة لإسقاط النظام السوري، واليوم هناك إجماع في اسرائيل بأن أي خيار هو أفضل من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وإسرائيل تراهن وتعتقد أن البيئة الإستراتيجية التي تكوّنت هي على حسابها، والأمل لديها هو إسقاط النظام في سوريا، لأن المعارضة عندما يصبح راعيها الاميركي والغربي والعربي المعروف تاريخه يحق لنا أن نقلق”. وأضاف: “أيّها الناس لماذا الإصرار على إسقاط النظام السوري؟ أليس من الغريب اصطفاف أميركا وإسرائيل ودول الاعتداء العربي التي تتحمل مسؤولية ما يجري في المنطقة والقاعدة؟ كل هؤلاء يجمعهم هدف واحد هو إسقاط النظام السوري”.

وإذ أكدّ دعم “النظام السوري”، سأل نصرالله: “هل يستطيع أحد أن يقول إن النظام بسوريا هو نظام غير ممانع ولم يبِعْ المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، خصوصاً أنه تم رفض الورقة التي أتى بها (وزير الخارجية الأميركية الأسبق) كولن باول طالباً من الأسد تسليم (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) خالد مشعل وغيره من قادة المقاومة وخطوات تجاه المقاومة في فلسطين ولبنان”.

ورأى نصرالله أنّ “النظام السوري وقف بوجه المشروع الأميركي الاسرئيلي في المنطقة”، وخاطب الذين يسألون عن سبب عدم فتح النظام السوري لجبهة الجولان بالقول: “أنتم يا من تتحدثون عن المقاومة هل وقفتم إلى جانب المقاومة وقدّمتم لهم المال؟ النظام (السوري) بدأ بإصدار القوانين في الأحزاب والإعلام ثم مشروع الدستور، فلماذا هذا الإصرار على إسقاط النظام؟ الحكومات العربية تقول إن الحل مع اسرائيل هو سياسي وبالتفاوض ولا سقف زمني وهم منذ عشرات السنين يريدون التفاوض مع الاسرائيلي، ومبادرة السلام العربية ما زالت على الطاولة، وبالتالي الخيار مع الاسرائيلي التفاوض والحل السياسي، فلماذا أنتم تقبلون تفاوضاً وحلاً سياسياً مع اسرائيل ولا تقبلونه في سوريا؟ لماذا لا تقفون في البحرين إلى جانب الشعب الذي يلتزم بالمقاومة؟ أول من نزل إلى الشارع في حرب غزة هو شعب البحرين، وعندما كانوا يتظاهرون من اجل فلسطين كان يُطلَق عليهم الرصاص الحي من قبل النظام ولو قُدِّر بإجراء انتخابات لرأيتم البحرين يقف الى جانب المقاومة”، مجدداً القول: “يا إخواني اليوم من أجل فلسطين والقدس وسوريا ولبنان والعراق والأردن، إن فرصة إسرائيل الفوضى والفتنة التي يراد لها ان تنتقل في اجواء التحريض والمشاكل، فهل نعطي إسرائيل هذه الفرصة وهي تعيش قلقاً وجودياً بالإضافة للموضوع الايراني النووي الذي يقلقها ولو كان سلمياً؟”. وإذ شدد على وجوب “البحث عن حلٍّ سياسي في سوريا وفي مصر والعراق والبحرين ولبنان وتضييع الفرصة على الإسرائيلي”، سأل نصرالله: “هل أقدم أي ملك أو أمير أو شيخ في أي نظام عربي على الإصلاحات التي أقدم عليها الأسد؟ لكن الأميركي يريد تدمير سوريا والعراق”.

وتعليقاً على الذكرى السابعة لاستشهاد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري التي تم إحيائها في “البيال”، قال نصرالله: “قبل يومين في 14 شباط مرّت على لبنان ذكرى عزيزة على جميع اللبنانيين هي ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وشهداء آخرين، ونحن نعبّر عن مواساتنا لعائلته ومحبّيه وعن إدانتنا لهذا الحدث، ونحن أهل حوار ومنطق ونحترم عقول اللبنانيين والطرف الآخر، ولسنا إلغائيين بل نعترف بوجود الآخر ونتكلم مع بعض ولو في الإعلام”. وأبدى نصرالله تأييده ودعمه “لأي دعوة للحوار الوطني بدون شروط مسبقة”، مضيفاً: “نشارك في أي حوار وطني نتّفق على جدول أعماله أمّا إذا كانت الدعوة الى الحوار بشروط فهذه ليس دعوة للحوار، لا بل هي تسجيل نقاط”.

نصرالله الذي تمنى “لو لم يتم تعداد المجازر التي ارتكبت على لسان (رئيس حزب القوات اللبنانية) الدكتور (سمير) جعجع لأن الأفضل لو تحدث عنها عميد “الكتلة الوطنية” كارلوس إده”، اعتبر أن “التذكير بمجزرة ثكنة فتح الله (في بيروت التي حصلت في الثمانينات من قبل القوات السورية بحق عناصر من حزب الله)، تسجّل للحزب وليس عليه”، وتابع: “هذا دليل على علاقتنا الاستراتيجية مع سوريا، فحتى عندما أخطأ بعض الضباط السوريين معنا و”صفّونا على الحيط”، لم نقاتل سوريا وذلك من أجل فلسطين. أما الذين التي قتلتهم قوات وميلشيات بعض المتحدثين فهؤلاء سقطوا من أجل ماذا؟”. وأردف: “أما الخطيب الرابع (في البيال) وهذا الخطيب الذي تحدث بإسم “المجلس الوطني السوري الاسطنبولي” فإذا كان أول طلوع هلال المجلس الوطني السوري أن يتحدث بإسمه (منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار) فارس سعيد، فهذه بداية جيدة”.

وإذ طالب بأن يكون لدى قوى الرابع عشر من آذار منهجاً لأن “لدينا معياراً واحداً”، مستذكراً “هجوم” الرئيس سعد الحريري على حزب الله يوم تكلم نصرالله عن البحرين منذ عام، أضاف أمين عام حزب الله: “نحن نتطلع الى ليبيا ومصر وسوريا وكل الدول حتى روسيا والصين ولندن وواشنطن عبر هذا المعيار. تذكروا قبل نحو سنة يوم تحدثت عن موضوع الثورة في البحرين، فقامت قيامة قوى 14 آذار، والرئيس سعد الحريري “الله يشفيه (من الإصابة التي تعرض لها في رجله)”، يومها هجم علينا وقال: “قبل أيام صدرت مواقف عن قيادات عن حزب الله خُصِّصت لزجّ لبنان في خضم التحركات ببعض البلدان العربية الشقيقة، وموقف حزب الله هذا وجهٌ آخر لتصدير الانقسام والفتنة، والجمهور اللبناني والإسلامي لن يقف عند هذه الترددات والدعوات الخطيرة، ولن يسمح بفتح الأبواب أمام أي مغامرة بمصالح لبنان وعلاقاته مع اشقائه العرب، وهذه السياسة من حزب الله مرفوضة من اغلبية اللبنانيين، والتضامن مع الشعوب العربية شيء وصب الزيت على الخلافات العربية شيء آخر، ولبنان لن يكون جسرا تعبر منه الخلافات الى اي بلد عربي شقيق””. وإذ أوضح نصرالله أنه نقل كلام الحريري من عدد صحيفة “النهار” في 23 آذار 2011، أضاف: “إذا وضعنا هذا الكلام امام خطابات “البيال”، فأين المنطق؟ لماذا تقاتلون بالمال وبالسلاح بسوريا وكلكم في 14 آذار متورطون بتسعير القتال في سوريا؟”.

وعن مسألة خلية “حزب الله” في مصر قبل عامين، قال نصرالله: “عندما اعتُقِل أخٌ عزيز لنا في مصر وتم وضع ملف اسمه “خلية حزب الله” في مصر، قامت الدنيا في 14 آذار ولم تقعد. قالوا: حزب الله يزجّ لبنان بالصراعات، وسآخذ شاهداً آخراً غير الحريري، كلام الحكيم (سمير جعجع) الذي قال حينها إن “هذه الواقعة لا يمكن ان تمر عرضياً في أي دولة مهما كانت النوايا حسنة، كما انه لا يجب لأي حزب ان يسمح لنفسه بمخالفة قوانين الدول الأخرى”، فهل قوانين سوريا تسمح لك بأن تتدخل بالسلاح وبتحريض السوريين على بعضهم؟ إذا كان ارسال السلاح الى المقاومين الذين يقاتلون عدو هذه الأمة مُدان، فكيف تفعلون ذلك في قضية فيها فتنة وشبهة؟”، داعياً قوى الرابع عشر من آذار “الى الهدوء وحاسبونا على نفس معاييركم”.

وتابع نصرالله متحدثاً عن قوى الرابع عشر من آذار: “ربطوا خياراتهم كلها برهان واحد، وأساساً لم يكن لديهم خيار، بل رهاناتهم كانت انتظار سوريا، وحسموا أمورهم على سقوط النظام في سوريا، كما حسموا في رهانات سابقة ولم تصحّ معهم، وأنتم تحكون عن الحياد، وتقولون “لبنان أولاً”، أما نحن فليس عندنا “لبنان أولاً” ونقطة على السطر، بل عندنا لبنان أولاً وهناك ثانياً وثالثاً إلى جانبه. أنتم وقفتم مع الحياد في موضوع اسرائيل، فقفوا على الحياد في موضوع سوريا، فلماذا ربطتم وضع لبنان بسقوط النظام السوري؟”، متهماً اياهم بهذه الحالة بـ”زج لبنان في أتون الحرب”.

نصرالله الذي اعتبر أن من “شروط الحوار هي الوضوح والشفافية وأن يعبّر كل واحد عن نفسه جيداً”، قال: “المثل الأول قلت في الأسبوع الماضي إن سلاحنا ودعمنا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية مشكورةً، فقام البعض في 14 آذار وقال ان هذا الموضوع فيه إدانة. في المقابل إنتم من أين أموالكم؟ منذ 2005 إلى الآن أنفقتم ما يزيد عن 3 مليار دولار، من أين هذه الأموال؟ وإذا أحبّوا في يوم من الأيام نعطيهم بالتفاصيل”، لافتاً إلى أن “إيران لم تعطِ المال لحزب الله لأنّه حزب لبناني، بل لأنه حزب مقاوم لإسرائيل، أما أنتم فأحزاب سياسية فلماذا 3 مليار دولار أتتكم؟ هل هي مشاريعكم الاقتصادية واضحة؟ هل ورثتموها عن آبائكم؟ نحن في موضوع السلاح واضحون، معنا سلاح، “وفيكم تعملوا من ذلك قصيدة”، فنحن معنا سلاح ونزداد تسلحاً كمّاً ونوعاً، ويوجد لدينا سلاح معروف ويوجد سلاح مخبّأ وغير معروف، نخبّئه لأننا نريد حماية بلدنا وأن نُخفي دائماً للاسرئيلي المفاجآت”، داعياً قوى 14 آذار في المقابل إلى “الإعتراف بوجود السلاح معهم الذي يظهر بالشوارع”، مشدداً على أن “سلاح الحزب هو لقتال الإسرائيلي وسيتم الاحتفاظ بالسلاح حتى اشعار آخر”.

وتابع نصرالله متسائلاً: “هل إن سلاح الصواريخ والمدفعية أو القنابل الذي يمنع تهديد الإسرائيلي ويهدّد تل أبيب مقابل بيروت والضاحية الجنوبية هو سلاح فتنة؟ ثم هل أنتم بجدّ مقتنعون ان الربيع العربي خرج من رحم ثورة الأرز؟ الربيع العربي خرج ضد أنظمة كانت تديرها (وزير الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا) رايس و(وزير الخارجية الأميركية الحالية هيلاري) كلينتون، والذين يديرونكم اليوم. قبل سقوط نظام مبارك في مصر ذهبتم بالصف إلى مبارك وتمشيتم مع (وزير الخارجية السابق أحمد) أبو الغيط، فهل انتم من اسقط مبارك؟ هل كان سيولد الربيع العربي لو سقطت المقاومة؟”.

وتوجّه نصرالله لقوى الرابع عشر من آذار: “يا قادة 14 آذار _ هذا الإصبع (رفع نصرالله إصبعه في أثناء كلامه) لن يعجبهم_ لستم في موقع من يضع الشروط او يملي الشروط، أنتم مشتبهون بذلك. أمليتم الشروط في حرب تموز 2006 وانتهت إلى غير ما اردتم. يا قادة 14 آذار مع احترامي لمن لديه نية طيبة في الخيار الوطني، لستم في موقع من يعطي الضمانات في لبنان أمام التغيرات القائمة، فاللعبة في المنطقة اكبر منكم بكثير”، مشيراً الى أنه على “كل حريص على منع الفتنة أن يعمل على إسكات نوابه وحلفائه وإعلامه ولغة مواقع الإنترنت البغيضة التي تحرّض بالليل والنهار”، مستدركاً بالقول: “مع الأخذ بعين الاعتبار بهذه النقاط نحن مع الحوار دون شروط ولدينا المنطق وجاهزون للانفتاح. واللبنانيون خيارهم العيش مع بعض وفي الاستقرار رغم ما يجري في المنطقة، ونحن مع استمرار الحكومة ومعالجة مشاكلها. فالمحافظة على الاستقرار وتستحق”.

وحول التفجيرات التي حصلت في الهند يوم الإثنين الماضي ودولاً أخرى وتم اتهام ايران و”حزب الله” بها، قال نصرالله: “ليس لنا علاقة بهذه التفجيرات، ولا معلومات لدي عمن له علاقة”، وأضاف قائلاً: “سوف تبقى دماء عماد مغنية تلاحقهم (للإسرائيليين) في وعيهم ويقظتهم. وهذا الدم لن يسكن. أما ثأرنا فهم يعرفون أين. ثأرنا ليس في مجنّدين اسرائيليين او دبلوماسيين لأنه مهين لحزب الله أن يثأر لقائده بدماء مجنّديين أو دبلوماسيين إسرائليين عاديين. وهم يعلمون أين يأخذون احتياطاتهم. وما دام هناك دماء في عروقنا سوف يأتي اليوم الذي نثأر فيه لعماد مغنية ثأراً مشرفاً. وبين ثأر قريب غير لائق وبين ثار مشرف، نفضّل الثاني”.

من جهة أخرى، قال نصرالله: “البعض يكوّن صورة سوداوية عن المنطقة وأنّها ستصبح في المقلب الأميركي فقوموا يا 8 آذار فكّروا ماذا تريدون أن تفعلوا. أمّا للقائلين إن “حزب الله” يقول إنّه “يستعين بالإسرائيلي” (الكلام الذي قاله الأمين العام السابق لحزب الله صبحي الطفيلي) فهذا كلام معيب ومخزي”، وشدد على أن “الشيخ راغب حرب قُتل لأنه رفض أن يصافح”، وقال: “هذا شيخنا، ومغنية وعباس الموسوي قتلا لأنهما رفضا أن يساوما يوم عرضت علينا المساومة، وأسوأ من 2006 لن يأتي علينا. فالعالم كان ضدنا، وروسيا والصين وحتى الحكومة التي كنا فيها ضدنا، وقُصفت البيوت بالطيران، وقالوا خياركم الاستسلام او السحق، وأحد الزعماء المخلص المحبّ حاول أن يقوم بوساطة مع بعض العرب وقالوا له إن هناك قراراً بسحق حزب الله”.
وتابع نصرالله: “قالوا حتى تقف الحرب يجب أن تسلّموا سلاحكم وأن تتخلوا عن الأسرى، أو أن إسرائيل ستسحقكم، وأنا قلت لإخواني إنه لم يأتِ يوماً فهمتُ فيه الإمام الحسين وكربلاء كما فهمت ذلك في حرب تموز، قالوا لنا إن لديكم خيارين إما أن تستمر الحرب أو أن تتخلوا عن كرامة شعبكم. وحضر في وجداني يومها قول الحسين “هيهات منا الذلة”. نحن باقون هنا ومستمرون هنا بهذه الرؤية والوضوح ولا تقلقوا على المستقبل لأن القلق هو للأميركي والاسرائيلي وسنتمكن من المواجهة التي لا تعرف الهزيمة”.

=====================================================

ومن جهته, نفى الكيان الصهيوني الأنباء التي ترددت حول اغتيال نائب رئيس المخابرات الصهيونية “الموساد” تسيفي أشكالوف، بعبوة ناسفة انفجرت بسيارته فى أحد شوارع اسبانيا. وقال ليئور بن دور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية “إن هذا الخبر ليس صحيحا، ولا أساس له”. وكانت بعض المواقع الإخبارية أشارت إلى أن عبوة ناسفة انفجرت فى سيارة نائب رئيس المخابرات فى أحد شوارع أسبانيا.

وفي سياق متصل، اكدت السفارة الصهيونية في سنغافورة الجمعة ان وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك زار المدينة. لكنها نفت تقارير تحدثت عن مخطط لاغتياله. وقال المسؤول في السفارة ميخال ساريغ قدوري ان “الوزير باراك زار سنغافورة لحضور معرض الطيران وافتتاح الجناح الاسرائيلي”.

لكن المسؤول الصهيوني نفى مضمون تقرير نشرته صحيفة “الجريدة” الكويتية تحدث عن مخطط لاغتيال باراك من جانب ثلاثة افراد ينتمون الى خلية خلال زيارته التي استمرت من 12 شباط/فبراير حتى 15 منه. وتناولت وسائل الاعلام الاسرائيلية هذا التقرير في شكل واسع. واضاف المسؤول ان “الزيارة الوزارية تمت وفق البرنامج المقرر ولم يقع اي حادث غير مألوف. هذا التقرير لا اساس له من الصحة”.

وكان مسؤول في وزارة الحرب الاسرائيلية نفى الخميس ما نشرته الصحافة الكويتية حول قيام الموساد باحباط مخطط لاغتيال باراك خلال زيارته لسنغافورة هذا الاسبوع.

من جهة أخرى، فوجئ مواطنون لبنانيون برسائل نصية وردت الى اجهزتهم المحمولة تنسب لقناة المنار تأكيدها خبر اغتيال نائب رئيس الموساد الإسرائيلي في اسبانيا وقد لوحظ ان هذه الرسائل وصلت بشكل مكثف لمشتركي خدمة بلاكبيري.

المنار تنفي وقوفها خلف هذه الرسائل، وتنوه المواطنين الى أن اي خبر يرد على هواتفهم من خارج خدمة  MANAR NEWS لا تتبناه القناة ويلغي مسؤوليتها عنه. 

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *