الافتتاح الذي أقيم يوم 2 ديسمبر كان الشعلة الاولى لانطلاق هذا المهرجان الكتابي, الذي ساهمت بعض الندوات والمحاضرات بإنعاشه واستقطاب الالاف له, ومع الجهد الكبير الذي بذله المنظمون في النادي الثقافي العربي, أنتج المعرض هذه السنة نسبا خيالية من المبيعات والزيارات فاقت كل التوقعات.
وكانت المملكة العربية السعودية, وكعادتها في كل عام تحت مظلة الثقافة والأخوّة قد شاركت في المعرض بجناح كبير يتعدى المائة متر مربع مع تصميم جديد بأمر وإشراف السفارة السعودية بلبنان من خلال ملحقيتها الثقافية التي يرأسها أ. جناح المساعد وهو خليفة د. القرني الذي استبعد من العمل لأسباب بقيت مجهولة.
أما الغريب في الأمر, فكان متمثلا بالطريقة التي خططت لها الملحقية الثقافية لاستقطاب اللبنانيين الى ندواتها ومحاضراتها التي أقامتها بقاعة المحاضرات ضمن معرض بيروت للكتاب, فقد كان للملحقية جدول من النشاطات أرادت أن تظهر به نفسها قوية ومحبوبة من خلال تصوير فيديو يظهر به المئات من المشاركين في ندواتها. ولهذا الأمر, فقد رأى المتابعون أن يستعبدوا اللبنانيين بإلصاقهم أوراقا في أرجاء المعرض كافة جاء فيها: “توزيع مصاحف وكتب قيّمة مجانا” في قاعة المحاضرات اليوم الساعة 6 على سبيل المثال.
وقد استهجن هذا الأمر عشرات من المثقفين الذين يزاولون على زيارة المعرض يوميا, فاستشاطهم الأمر غيظا وقرروا زيارة احدى تلك الندوات, ليفاجئوا بالناس يخرجون من الصالة وهم يتمتمون باللهجة اللبنانية: “شو عم يستعبدونا ويشحّدونا المصحف؟”
فقد علمنا من مصادر داخل المعرض أن القيّمين على الندوات السعودية لم يوزعوا المصاحف الا بعد أن يبقى الزائر داخل الصالة ويتابع الندوة كاملة مع منعه من الخروج والا التهديد بعد توزيع مصحف له, الأمر الذي جعل بعض ندوات الملحقية تبدو خالية من الزائرين الا ما قل وندر من موظفي السفارة أنفسهم.
أمر آخر, استدعانا لكتابة هذا التحقيق هو مصدر خاص أكد لنا الطريقة السيئة التي كان يعامل بها موظفو الملحقية, اخوانهم الزائرين اللبنانيين من عنجهة وفوقية لم تكن على بال أحد , وكثرة الشكاوى من مسؤول المحاضرات المدعو يحي السبعي وهو موظف بالسفارة السعودية بلبنان.
وكانت مفاجأة اليوم من المعرض وتيجة للفساد المستشري بالملحقية الثقافية, أن قامت بجذب الزوار وإغرائهم بتوزيع كتب قيّمة مجانا لمناسبة نهاية المعرض, تبيّن بعدها أن معظم الكتب “القيّمة” على زعمهم, ما كانت سوى أدلة لجامعة الملك عبد العزيز وبعض الاعلانات المبوبة وكثير من النشرات الاقتصادية السعودية المجانية التي لا تفيد القارئ ولا الزائر ولا اللبناني بشيئ.
إذا, هي نقطة سوداء يسجّلها الزوار عامة واللبنانيون خاصة على سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان وملحقيتها الثقافية, التي كانت شديدة الشبه بزمن الاستعباد في القرن التاسع عشر وما قبل.