وتحدث دبلوماسي عن إجماع يرتسم على منح أعضاء الاتحاد فترة انتقالية لإنهاء العقود التي تربطهم بإيران قبل فرض الحظر الذي يتزامن مع تشديد واشنطن عقوباتها لتشمل بنك إيران المركزي، بحيث يُسمَح بمعاقبة أي مصرف يسوي المعاملات المترتبة على استيراد نفط هذا البلد.
واقترحت الدانمارك -الرئيسة الدورية للاتحاد- ستة أشهر حلا وسطا بين بلدان كفرنسا طلبت ثلاثة أشهر، وأخرى كاليونان وإيطاليا وإسبانيا -التي تعتمد كثيرا على نفط إيران- اقترحت سنة كاملة.
ويلتقي وزراء خارجية الاتحاد الاثنين المقبل ليبتوا في أمر العقوبات التي ستعني -إن أُقرت- أن التكتل سيتخلى عن 450 ألف برميل من النفط يوميا، مما يمثل خُمس صادرات إيران من البترول.
وإذا اتخذ القرار فإنه سيعني أنه بنهاية يونيو/حزيران لن يسمح بتوقيع أية عقود جديدة مع إيران. لكن أي قرار يحتاج إلى إجماع.
وقال دبلوماسي أوروبي إن اليونان ما زالت تدرس مقترح الدانمارك ريثما تجد بلدانا أخرى تشتري منها النفط.
وتحدث دبلوماسي أميركي عن جهود تبذلها بلاده لإيجاد بدائل.
وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي في تصريحات نشرت الأحد إن بلاده ستعوض أي نقص ينتج عن الحظر.
وتحاول واشنطن إقناع بعض كبار مستوردي النفط الإيراني بالتوقف عن شرائه كما هو حالُ اليابان التي أبدت مواقف مترددة، والصين التي قاومت الضغوط الأميركية لكنها تنشد في الوقت نفسه أسواقا بديلة، والهند التي قالت في أحدث تصريح إنها معنية فقط بالعقوبات الأممية ولا تخطط لخفض وارداتها من إيران.
ولم يتضح بعد ما إذا كان اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحث تشديد العقوبات على بنك إيران المركزي من حيث تمر عائدات النفط الذي يمثل نحو 80% من مداخيل البلاد من العملة الصعبة.
واعتبر مندوب إيران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) علي خطيبي أن الحظر سيكون “انتحارا اقتصاديا” لأوروبا التي تعاني أصلا أزمة اقتصادية حادة، وستدفع بنفسها إلى “أزمة أعمق”.
أما وزير النفط رستم قاسمي فقلل من نجاعة الإجراءات العقابية. لكن مراقبين يقولون إن العقوبات بدأت تعطي مفعولها ويدلّلون على ذلك بتهاوي العملة الإيرانية.
من جهته دعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي -وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية- وزيرَ النفط السعودي لمراجعة كلامه، وقال إنه يعتقد أن تصريحاته رأي شخصي لا يعبر عن موقف الرياض، لكنه إن تجسد فسيكون إشارة “غير ودية”.
والسعودية العضو الوحيد في أوبك التي تملك القدرة على تعويض أي نقص في السوق.
زيارات
ويأتي الحديث عن تشديد العقوبات في وقت تستعد فيه إيران نهايةَ الشهر لاستقبال وفد من مراقبي الوكالة الذرية للإجابة عن أسئلة تتعلق بأنشطة نووية تراها المنظمة مقلقة.
وتؤكد إيران سلمية برنامجها، لكن الغرب يقول إنه غطاء لتصنيع القنبلة الذرية.
ووصف مندوب إيران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية الزيارة بأنها “إشارة على شفافية إيران”، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء فارس شبه الرسمية. وتحدث عن استعداد لمناقشة “أية موضوعات” لـ”إزالة أي لبس”.
وردت إيران على تهديدات الغرب بإبداء استعداد لاستئناف محادثات كانت قد انهارت قبل عام، من دون أن تجيب رسميا على رسالة من الاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص.
لكنها أيضا رفعت نبرة التهديد، وأطلقت مناورات قرب مضيق هرمز الإستراتيجي، وتستعد لتنظيم جولة جديدة منها.