المختصون النفسيون يعتبرون أن الفارق المناسب بين الزوجين يتراوح بين 3 و5 سنوات، غير أن العقل وبقية أعضاء الجسم لا يمكن أن يستجيبوا للأوامر عندما يظهر الحب، حتى تجاه رجل اكبر عمرا بكثير.
شباب متأخر
أيضا تطور الحياة العصرية قدم للرجال والنساء امتيازات كثيرة، فهناك مراكز التدريب الرياضي وإمكان اجراء عمليات التجميل وتوافر الأغذية التكميلية، وغيرها من الوسائل التي تجعل من الصعوبة للوهلة الأولى الشعور بان شريك الحياة اكبر عمرا بفارق واضح.
كما انه ليس مكتوبا في أي كتاب أو دراسة بأنه لا يمكن التفاهم مع الناس الأكبر عمرا، بل على العكس من ذلك فعندما تتضايق الشابات من أقرانهن من الشباب ويشعرن بأنهم غير ناضجين وغير مسؤولين، يجذبهن الرجل الأكبر عمرا المتفهم لهن والمنصت لهمومهن وأفكارهن، خاصة ان تجربته الحياتية تكون اكبر وتصرفاته أكثر لباقة.
اختلاف في وجهات النظر
لكن ينبه المختصون النفسيون النساء إلى انه عليهن أن يتذكرن على الدوام انهن عندما ينظرن إلى الزوج الأكبر عمرا على انه أكثر حكمة وتجربة، فان الشريك المسن ينظر إليهن بعيون مختلفة، وهي أنهن شابات يتعيّن تعليمهن ومساعدتهن في اختيار طريقهن في الحياة.
ويضيفون: إذا كانت المرأة من النوع الذي يحب أن يقاد وتنتظر أن يقوم زوجها بذلك، فإن هذا الأمر يعتبر رائعا بالنسبة لها، أما المشكلة فيمكن أن تنشأ عندما تعتزم الزوجة الشابة فرض مواقفها وآرائها وشخصيتها على الزوج، لأنه لن يتقبل ذلك.
أيضا كلما كان الفرق في السن كبيرا، كان تأقلم الشريك الأكبر عمرا مع شريكه أصعب لان له عاداته ولا يحب التخلي عنها.
ويسري الأمر نفسه على التوقع بان يعمد الرجال الأكبر عمرا على مجاراة زوجاتهم الشابات في هواياتهن بالرقص أو اللعب في النادي أو الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، فالرجال الأكبر عمرا يفضلون المسارح والقراءة أو مشاهدة التلفزيون أو لقاء الأصدقاء الذين يماثلونهم عمرا، الأمر الذي يجلب الكثير من التعقيدات.
استعدوا للمستقبل
هناك عامل آخر مهم أيضا، وهو أننا جميعا يتقدم بنا العمر، لكن المسنين بالطبع يتقدم بهم العمر بشكل أسرع في نظر زوجاتهم الشابات، فما يستطيع الرجل القيام به بحماس في الأربعينيات، يمكن أن يصبح مشكلة في الخمسينيات، أما بعد عشر سنوات فيصبح الوضع أكثر تعقيدا، لان الرجل يكون تقاعد في حين تكون المرأة الشابة في أفضل مراحل عمرها.
ويظهر تأثير السنوات على الإنسان لان الجسم يبدأ بفقدان قوته وحيويته، ويصبح الرجل المتقدم به العمر أكثر بطئا، لهذا من الضروري على النساء الشابات اللواتي يتزوجن رجالا اكبر منهن بفارق واضح الأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر وتحضير أنفسهن لذلك.
بالطبع هناك استثناءات، لان الأمر يتوقف على كيفية شعور كل فرد بتقدم العمر وبنوعية أسلوب الحياة الذي ينتهجه، الأمر الذي يمكن أن تؤثر فيه الزوجة الشابة في حال استجاب الرجل لذلك.
وبكلمات أخرى، فان العلاقة بين الازواج الذين ينتمون إلى جيلين مختلفين فيها الكثير من النواحي الايجابية، وبالتالي فان الكثير من النساء يقدمن على هذا الارتباط بعقلانية، غير أن نجاح هذا الزواج مستقبلا يتطلب درجة عالية من التسامح من الطرفين، وسعي كل طرف لتفهم الآخر.