وقد اكدت الدراسات النفسية أن هناك حاجة فطرية للالتصاق بالأم لتعين الطفل على النمو السليم.
وتشير إحدى الدراسات الواسعة التي اجريت في وقت مبكر من عقد الثمانينات القرن الماضي في الغرب: (ان التأثير الافضل للرضاعة الطبيعية في مظاهر النمو العقلي المعرفي تأتي خلال العامين الاولين من حياة الطفل) ويدعم هذه الدراسة “نظرية الامن الانفعالي” والتي تشير إلى ان محور الامن النفسي يبدأ منذ مرحلة الرضاعة ويتكرس فيها وينعكس ذلك على الاطفال حينما يصلون سن البلوغ فيكونوا أكثر تعاوناً مع الرفاق والكبار .
ولقد بينت الدراسات على “درجة الذكاء المقارنة” أن الاطفال الذين قضوا فترة الرضاعة من الأم أكثر ذكاءً وتطوراً في شخصيتهم من الاطفال الذين لم يتلقوا الرضاعة من الأم في المؤسسات الحضانية .
فالرضاعة ليست حاجة فسيولوجية فقط وانما هي موقف ومنبع نفسي وذهني واجتماعي اساسي للتطور والاتزان في حياة الفرد والأم معاً .
ويلاحظ ذلك من خلال استجابات الرضيع للرضاعة من تغيرات مفرحة في وجهه، والهدوء، واذا تأخرت الام في رضاعة تظهر عليه علامات الانفعال من بكاء واحتجاج، والقيام بحركات جسدية تعبيرية وهي لغة التفاعل العاطفي اذ أن هذه المرحلة أول وأهم الفرص للطفل للتفاعل النفسي والاجتماعي لاكتساب الامن النفسي والحب وتبادل العواطف واللغة والاستجابات الانفعالية والذهنية والسلوكية السوية خلال العامين الاولين من حياة الطفل، وهذا ما أكده البارئ عز وجل في سورة البقرة أية ( 233 ) في قوله تعالى“والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد أن يتم الرضاعة“وكذلك ما ورد عن رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام في اتمام الرضاعة لمدة عامين .