ولفت الحريري إلى أن “التهديدات موجودة منذ العام 2005″، مؤكّداً أن “من إغتال الرئيس رفيق الحريري يمكن أن يغتال أو يحاول إغتيال سعد الحريري، وبالتالي الغياب طوعي عن لبنان بالتأكيد”. وأشار إلى أن “قاعدة “14 آذار” و”تيار المستقبل” عصبها قوي ولا يمكن أن يأتي أحد ليشكك بعصبها”. وقال: “كل مرّة يقولون إنّنا انتهينا نثبت بأننا ناضلنا على مدى سنوات من أجل العدالة واستقرار لبنان وما زلنا نستمر”.
ورأى الحريري أن “مسألة عدم وجوب الغياب التي يشير إليها البعض اليوم هي وجهة نظر، فهناك أناس يريدون عودتي لأنهم “محبين” ومنهم “غير محبين” يريدون عودتي لأكون هدفًا، ولكن بصراحة سأعود متى أرى أنّه يجب أن أعود”، وتابع: “في كل الأحوال أنا لم أترك بيروت، فأنا في “بيت الوسط” وفي بيروت وأنا على علم بكل تفصيل وكل ما يحصل هناك”.
إلى ذلك قال الحريري: “قرّرت أن أتكلّم ليس لأكسر الصمت إنّما لأكسر التضليل عن الحقيقة الذي حصل لجهة المحكمة (الدولية الخاصة بلبنان) والقرار الإتهامي (في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري) فقررت أنّ أتكلم بعد صدور القرارات الاتهاميّة”، مضيفاً: “التضليل هو لجهة إتهام المحكمة بأنها إسرائيليّة كما قال (الأمين العام لـ”حزب الله”) السيّد حسن وبأنّها أصدرت أحكامها بشكل مسبق، فلو عقد السيّد حسن 300 مؤتمر فلا شيء سيغيّر القرار الاتهامي الذي صدر، إذ إن هناك أناسًا متّهمون ويجب أن يمثلوا أمام المحكمة”.
وفي السياق عينه، سأل الحريري: “في مؤتمراتهم الصحافية التي يعقدونها يقولون إنّهم يعلمون أين هم المتّهمون وأنّهم لن يسلّموهم، فماذا إذًا يفعلون هم بلبنان عبر هذه التصرفات؟” وأكّد أن فريقه “يهتم بشرعيّة لبنان الدوليّة وإقتصاده وكل ما يهمّ المواطن اللبناني بدءًا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأيضًا رئيس (كتلة “المستقبل”) فؤاد السنيورة، في حين أنهم (الفريق الآخر) لم يبنوا شيئًا، فقط مشروع الرئيس الحريري هو من بنى البلد”. وتابع قائلاً: “إذا كانوا هم لا يريدون أن يتعاونوا مع المحكمة فلا يقوموا بذلك، ولكن لبنان سيدفع الثمن، فهم يضعون أشياءً متناقضة”.
وشدد على أن “المحكمة الدوليّة قائمة ولا أحد يمكنه إزاحتها”، وأضاف: “سُئلت عن دير شبيغل وقلت إنني لا أشك بأنّ “حزب الله” هو من ارتكب الجريمة إنّما هناك أفراد (من الممكن أن يُتهموا)، فنحن نريد العدالة وذهبنا في الطريق الصعب وناضلنا لست سنوات، كما هناك شهداء سقطوا من أجل المحكمة الدوليّة”، وسأل “يقولون إنّ لا أحد أكبر من بلده، فهل المتّهمون أكبر من بلدهم؟”.
ورأى الحريري أن “لا إستقرار من دون عدالة”، وقال: “ليضعوا أنفسهم مكاننا، أفليس لديهم شهيد يدعى عماد مغنيّة، وأين اليوم الحقيقة في مسألة مقتله لاسيما أن (وزير الخارجية السوري وليد) المعلّم خرج ليقول حينها إننا سنكشف من ارتكب الجريمة خلال 15 يومًا”. وأضاف في هذا السياق: “نحن عشنا الاغتيالات لمدّة 30 عامًا وهذه أوّل مرّة تنشأ محكمة لمحاكمة الاغتيالات السياسيّة، فهل نذهب ونرميها بهذا الشكل؟”، وتابع قائلاً: “صدرت القرارات الإتهامية، فماذا فعل سعد الحريري، هل شهدنا اليوم عدم استقرار في البلد أم حصل أي احتقان في الشارع؟” وإعتبر أن “الإحتقان القائم موجود منذ لحظة اغتيال (الرئيس الشهيد) رفيق الحريريلاسيما أن الناس تريد معرفة الحقيقة”، مؤكّداً أنه “ليس مسموحًا لأحد أن يقول إنّ هناك طائفة مستهدفة، وإذا ثبت أنّ هؤلاء الأشخاص هم من ارتكبوا الجريمة فهم ليسوا مسلمين وليسوا شيعة”، وتسأل: “كيف يُقال إنّ “حزب الله” لا يُخترق، في حين أنه بعد شهرين نجد أنّ الحزب مخروق؟”.
وردًا على سؤال، قال الحريري: “أنا لم أكن أريد السلطة وبكل صراحة أنا اليوم مرتاح خارجها، فمن يريدها هو من يقوم بكل ما فعله لأجل السلطة وهناك مثل يقول: إلحق الكذاب إلى باب داره”، وتابع: “السيّد حسن قال إنّ لديه ورقة عن الـ”س.س.” إنّما هي ورقة نوايا وهي عند الأتراك والقطريين”، مضيفًا: “نحن نريد آليّة لمعرفة وضع السلاح والسلاح الفلسطيني خارج المخيّمات”، وتابع قائلاً: “أتينا لنقول لا وإذا كنت سأعضّ على الجرح فسيكون ذلك من أجل الدولة واقتصاد اللبنانيين وحقوقهم، فكل العمل الذي قمت به ليس من أجل السلطة إنّما لكي يكون هناك دولة في لبنان”، وتابع موضحًا إن “مشكلتنا مع الحكومة اليوم هي أنّها حكومة الدويلة وليس الدولة”.
وفي السياق عينه، أضاف الحريري: “قلت إنّ هناك مؤتمرًا للمصالحة والمسامحة وكنت واضحًا وصريحًا، ولكن هناك من يعتقد أنّه أكبر من لبنان، لقد ذهبت 5 مرّات إلى سوريا ومرّة واحدة إلى إيران كرئيس حكومة وليس كطالب سلطة، ولكن كان هناك اختبار للنوايا وكنت أعلم في قرارة نفسي أنّ من هم في لبنان وحلفاؤهم في الخارج يقومون بالمناورة”، وقال: “كنت أعمل على الرغم من أنني أخسر سياسيًا وشعبيًا وأدفع الثمن، ولكن الآخرين ماذا دفعوا؟ لا شيء، فهم كانوا يريدون أن ينتهوا من سعد الحريري”.
وشدد رئيس الحكومة السابق على أن “الحريريّة السياسيّة هي محبّة لبنان وسيادته واستقراره ودولة القانون والدستور، ورفيق الحريري احترم الطائف ولم يخترع سياسة جديدة ضمن الدستور ووجّه سلاحه عليه في أي لحظة إنّما كان سلاحه صدقه، وبالتالي الشيء الوحيد الذي نمتلكه هو الصدق والكلمة، فنحن لم ندخل في ألاعيب دستورية”، وأضاف موضحًا: “نحن فزنا في الانتخابات وقرّرنا أن نشكّل حكومة وحدة وطنيّة، وحتى عندما فزنا في الانتخابات كان هناك تهديد بالسلاح بمعنى: “روحو شكلو” بعد الإعتذار الأوّل”. وتابع: “قمت بحوار جدي، ولكن عندما أريد أن أقوم بحوار من الآن فصاعدًا فسيكون عبر الكاميرا حيث لا أريد أن أخبّئ أي شيء على أحد لتُنشر في اليوم التالي عبر صحيفة “السفير” أو صحيفة “الأخبار” تسريبات بأنني قمت بصفقة مع السيّد نصرالله وغيره”. ورأى في هذا السياق أن “السلاح أصبح مشكلة لـ”حزب الله” وأن هناك إنقسام عامودي حوله، ومشكلتنا كذلك مع الحزب، ونحن في 14 آذار لن نسكت”. وأضاف: “سعد الحريري لن يترك أي من حلفائه من (رئيس حزب “القوات اللبنانية”) سمير (جعجع) إلى (رئيس حزب “الكتائب اللبنانية”) أمين (الجميل) إلى (رئيس “التجدد الديمقراطي” الوزير السابق) نسيب (لحود) حتى يفرقنا الموت”.
ولفت الحريري إلى أن “هناك دستوراً فلنحتكم إليه وهناك أيضًا الطائف فلنطبقه، ولنطبّق كذلك ما يجمع بين اللبنانيين وما يمكن أن يسير بلبنان إلى مستقبل أفضل”، وأوضح “خلال هذه السنوات الست إختلفنا مع “حزب الله” وأفرقاء أخرى ولكن الاختلاف جائز ويجب أن يكون، وأنا أحترم (رئيس جبهة النضال الوطني النائب) وليد جنبلاط بما يقوله سواء أوافقه الرأي أم لا، ولكن ما يحصل اليوم هو أنّ من معه السلاح يفرض رأيه على الآخرين وهذا غير جائز، فإما أن نمشي كما يقولون أو نكون خونة وعملاء لإسرائيل”. وأضاف: “إذهبوا إلى مؤسّسة رفيق الحريري وانظروا كم من مسلم وكمّ من مسيحي وكم من سنّي وشيعي ودرزي (يستفيدون من الخدمات)، فنحن لا نعرف الطائفيّة، ونقول إنّ من اغتال رفيق الحريري ليس من طائفة معيّنة”.
وأكّد الحريري أن فريقه يريد “الحقيقة والعدالة حتى النهاية، ولا أحد يهدّد بعدم الإستقرار”. وقال: “أنا ليس لدي السلاح وسمير ليس لديه السلاح أيضًا، وفخامة الرئيس أمين الجميّل ليس عنده أي سلاح، فنحن لا نقبل بمقايضة العدالة بالسلاح بل نريد فقط العدالة، فمن يهدد إذًا بالفتنة؟”، وأضاف: “نحن دائمًا نتّهم بأننا نهدّد وكأنّ المفروض أن نعتذر بأنّ الرئيس رفيق الحريري تم اغتياله وأن يعتذر الرئيس الجميّل لكون ابنه بيار اغتيل، وأن نعتذر عن اغتيال أنطوان غانم وجبران تويني، فأنا أقول ليضعوا أنفسهم مكاننا”، وتابع قائلاً: “اليوم ذكرى حرب تموز ونعرف كلنّا أنّ الشهداء الذين سقطوا قتلتهم إسرائيل، واليوم نحن نريد أن نعرف من قتل شهداءنا”، وسأل: “من عيّن “حزب الله” قاضيًا ومحكمة ومدعي عام ودفاع؟”، وقال في هذا السياق: “ليروا المحاكم التي قامت بمحاكمة ميلوسوفيتش أو أي محكمة دوليّة أخرى وليروا التسريبات التي حصلت، وهناك أيضًا محاكمة دومنيك ستروس، وحتى إذا كان هناك من تسريبات إلا أن الحقيقة ستنجلي في النهاية”.
وعن الدعوة إلى عقد طاولة الحوار، أجاب الحريري: “أنا لست ضد الحوار ولم أكن يومًا ضده، إذ إنني لمصلحة لبنان مستعد للحوار، لكن بصراحة إذا كنت أريد أن أتحاور مع السيّد نصرالله فأنا أريد شهودًا معي حتى لا يتم تسريب أي كلام عني أو عنه إحترامًا له ولي”.
وفي سياق آخر، قال الحريري: “مبدئيًا إستقبلت الرئيس نجيب ميقاتي لأنّ الصدق بالنسبة لي هو أهم شيء في الحياة، وأنا أقول اليوم إن لا خلاف مع الرئيس ميقاتي، فالمشروع اليوم هو مشروع “حزب الله” ورئيس الحكومة الآن هو ميقاتي، ونحن عندما خضنا الانتخابات في طرابلس مع ميقاتي و(وزير المال محمد) الصفدي ماذا قلنا، هل قلنا إننا مع المحكمة والعدالة “مبدئيًا” أم قلنا إننا مع المحكمة والعدالة والحقيقة”، معربًا عن إعتذاره من “الإخوان في طرابلس والأهالي، ومن (النائب السابق) مصباح الأحدب و(القيادي في تيّار المستقبل النائب السابق) الدكتور مصطفى علّوش لأنّهم كانا دائمًا رأس حربة في “14 آذار” وقد دافعا عن المحكمة وكانوا على إستعداد لكي يدفعوا دمًا دفاعًا عن الحقيقة”.
ولفت الحريري إلى أن “قرار إزاحة سعد الحريري عن السلطة هو قرار يعود لشخصين هما السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد، في حين أنّ الرئيس ميقاتي والوزير محمّد الصفدي كانا أدوات”، وتابع: “أسأل الصفدي ماذا فعلت لك أنا شخصيًا وماذا فعلت لك “14 آذار”، وأنت منكنت تحضر اجتماعات 14 آذار وتعطينا المحاضرات”. ورأى الحريري أن “من معه السلاح ومن يضع المسدس في رأس الآخر يرتكب الفتنة، فنحن قمنا بانتخابات على أسس واضحة ولكن عندما يخرج السيّد حسن ويقول إنّه لو مرّ 30 يومًا و300 يومًا فأنا لن أسلّم المطلوبين فماذا بقي من البيان الوزاري والالتزامات”، وأضاف: “بصراحة أنا أرى أنّ هذه الحكومة يقرّر فيها “حزب الله” فقط، وبالتالي كل هذه العمليّة تمّت بلحظة رأوا فيها أنّها مناسبة ليتمكنوا من الانقضاض على “14 آذار”، وتابع: “لم يريدوا الالتزام بالمبادرة السوريّة السعوديّة لأننا وضعنا المحكمة والسلاح على طاولة البحث في حين أنّهم أرادوا أن يفعلوا كل شيء من أجل السيطرة على الدولة”.
الحريري شدد على أن “الحكومة أصبحت حكومة الدويلة”، وأضاف: “أشكر وليد جنبلاط على كل المراحل السابقة التي كنا مع بعضنا خلالها، وأنا أحترم جمهور وليد بك الذي حمل دم رفيق الحريري عندما استشهد، وأنا لم أقصده بالغدر (خلال كلمتي في 14 آذار) إنّما فقط قصدت الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي بعد غدرهما، ولكن ليس أنا فقط إنّما لبنان أيضًا”. وأضاف: “سنستمر بالمعارضة الديمقراطية حتى الانتخابات النيابية المقبلة أو إسقاط الحكومة، فنحنرأينا كيف تشكّلت الحكومة ومن هنّأ رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان على التشكيل أي سوريا وإيران، في حين كان المطروح حكومة تكنوقراط وغير استفزازيّة وغيره، فلو كانت إيران غير متحمّسة لتشكيل هذه الحكومة لما تشكّلت حتمًا، وإن كانت قد شكّلتها لبعض الحسابات الخاصة بها”.
وأكّد أن “المعارضة هي معارضة ديمقراطية تسعى لإسقاط الحكومة ديمقراطيًا”، مضيفًا: “من الممكن أن ننظم تظاهرات في الشارع حيث هناك مطالب عدة في البلد، ولكن أطمئن اللبنانيين بأننا لن نقفل طريق المطار ولن نعطّل الاقتصاد، ولكن لا أحد يتوقّع بأنّ “14 آذار” لن تقف في وجه هذه الحكومة التي أتت عن طريق السلاح إذ إن من المعروف كيف جرت الاستشارات وكيف تأجّلت”.
ورداً على سؤال، أجاب الحريري: “أنا أحترم رئيس الجمهوريّة وعلاقتي به جيّدة وكنت أريد لو أكمّل عهده بغير هذه الطريقة ولاسيّما أن خطاب قسمه كان جامعًا”، مضيفًا: “نحن سنكون مع أي مشروع اقتصادي للبلد لكن بشرط أن يكون نافعًا، أما إذا كانت المشاريع كالتي طرحت في حكومتي لجهة الكهرباء فنحن نعرف ماذا سيحصل في البلد عبرها”، وتابع في هذا السياق قائلاً: “مشروع تيّار المستقبل هو مشروع رفيق الحريري وهو الذي بنى البلد والمدارس، وبالتالي كل من هو موجود اليوم في الحكم لا يستطيع أن يقول إنّه بنى شيئًا في البلد”. وسأل: “هل نحن في 13 آذار 2011 لم نثبت أنفسنا على الأرض، فقد قاموا بالقياس بالمتر المربع لمعرفة حجم المشاركة الشعبيّة؟”
وأضاف الحريري: “نحن ليس لدينا السلاح بالتأكيد ولكن لدينا استقلالنا والمقدرة على خوض الانتخابات، ولقد تعاملنا بحسن نوايا مع شركائنا في البلد، ونحن مجبرون على ذلك لكن ليس بسوء نيّة، فلا يمكن أن نفسّر الدستور بسوء نيّة، كما أن المآخذ علينا بأننا نعطي الكثير، ولكنني لست مع هذا الكلام، فيجب أن نجرّب لمرّة ومرّتين وثلاث إلا أن المشكلة أنّ هناك مشروعًا لوضع اليد على البلد”، وأردف: “أقريّنا قانون تصويت المغتربين وسأنتظر لأرى ماذا سيفعلون إذ يجب أن يطبّق هذا القانون الذي أقرّ، فنحن معارضة ديمقراطيّة ولن نلجأ إلى الاعتصام في الساحات ونطوّق السرايا الحكومي”.
وردًا على سؤال، أجاب: “لا أظن أنّهم سيستمرون حتى العام 2013 لأننا معارضة قويّة وشديدة، ويجب أن نشد الهمّة فمن حقّنا المشروع أن نسقط الحكومة، لاسيما أنه في العام 2005 حصل ذلك”، مضيفًا في هذا السياق: “في العام 1998 حصلت الكيديّة مع رفيق الحريري ولكنّه عاد وربح الانتخابات العام 2000 ولم ينتهوا منه إلا باغتياله”. وتابع قائلاً: “وضعوا بندًا في البيان الوزاري يشير إلى أنّهم يريدون تغيير النمط الاقتصادي، فعلى من يتذاكون؟ انتهت الشيوعيّة والعصر الاقتصادي ذاك، ونحن لدينا رؤيتنا وعلينا أن ندافع عن اقتصاد لبنان”، سائلاً: “ما هو حتى اليوم النمو الاقتصادي، هذا ليس من مسؤوليّتنا إذ ليس نحن من شكّل حكومة حزب الله”.
وإذ أكد أن “السلاح الذي يوجّه إلى الشعب اللبناني لم يعد ينفع أصحابه”، قال الحريري: “لا أظن أنّ أحدًا من حلفائي هو ضدّ الحوار حيث أن هناك بندًا واحدًا (أي السلاح)، لكنني أسأل ألم نتّفق على المحكمة الدوليّة خلال جلسات الحوار؟” وأضاف ردًا على سؤال: “مقالة “دير شيبغل” صدرت العام 2009 واتُهمنا حينها بأننا فزنا بسببها، وبعد تشكيل الحكومة سدّدنا وقتها مستحقات لبنان للمحكمة الدوليّة لعامين وكان “حزب الله” مشاركًا فيها”. وأضاف في هذا السياق: “أنا خائف على موضوع تمويل المحكمة، وسنرى ما إذا كانوا سيموّلون أم لا، لكنني أسأل: كيف تكون المحكمة إسرائيليّة ويقولون إنّهم يحترمونها؟”
وعن العلاقة مع سوريا، أشار الحريري إلى أن “العلاقة مع هذا البلد أيًا كان النظام فيه، هي استراتيجية للبنان وبالتالي يجب أن تكون العلاقات مميّزة ضمن احترام السيادة بين البلدين”، مضيفًا: “البعض يتّهمني بأنّ لي علاقة بما يحصل في سوريا، لكن بصراحة سعد الحريري كرئيس “تيّار المستقبل” وابن رفيق الحريري ومواطن عربي يرى كل ما يحصل في سوريا، فهل عليه ألا أتفاعل مع أحداث درعا أو دمشق أو حمص أو في كل سوريا كأي مواطن عربي؟” وتابع في هذا السياق قائلاً: “أنا كسعد الحريري أرى أنّ ما يحصل في سوريا فيه ظلم، فنحن في “14 آذار” ندعو للحريّة والديمقراطيّة وأن يقول الشعب كلمته، ونحن نعتبر أنه يتم تهديد الشعب بالسلاح، لكن الشعب السوري يقول كلمته وهو أدرى بمصالحه، في حين أن الإصلاحات لم تحصل حتى الآن، ونحن نرى أنّ هناك ظلمًا يرتكب بحقّ شعب سوريا”.
وإذ أكد أن “تيار المستقبل يتعاطف تعاطفًا كاملاً مع الشعب السوري، ونحن من نتّهم بأننا نتدخّل في حين أن غيرنا يقول إنّ حزب الله يتدخّل”، أشار الحريري إلى أن “هناك تظاهرات وقعت في سوريا مع النظام وضدّه، فهل رأى أحد خلال هذه التظاهرات، التي تنظم ضد النظام، أي علم لتيّار “المستقبل” تمّ حرقه في حين رأينا أعلامًا أخرى حرقت، علمًا أنّ الشعب السوري وقف كثيرًا مع حزب الله”. وأضاف: “الرئيس السوري بشار الأسد قال إنّه يريد إجراء إصلاحات ونائبه (فاروق الشرع) دعا إلى التوجّه إلى النظام الديمقراطي ولكن لا شيء حصل حتى الآن”. وتابع في هذا السياق ردًا على سؤال: “لا أحد يمكن أن يعرف ماذا سيحصل في المنطقة، إذ حصلت تغيّرات في تونس وغيرها ولكن لا أحد يتكلّم عن التقسيم، وهنا أوجّه كلمة للثوّار في كل العالم العربي وأقول إن أهم شيء أن نحترم الرأي الآخر وإلا لا نكون قد أنجزنا شيئًا، فإذا أراد الانسان دولة القانون فمن واجبه أن يحترم الرأي الآخر وفي النهاية هناك صناديق الاقتراع”.
الحريري توجه إلى الرئيس السوري قائلاً إن “لا أحد أكبر من بلده والشعب السوري هو عماد الدولة السوريّة ويجب الحفاظ عليه”. كما توجه للرئيس ميشال سليمان بالقول: “هناك خطاب قسم وكنا نتمنى أن يستمر في خطابه لعهد أفضل له”. أما لرئيس مجلس النواب نبيه بري فقال: “نريدك شريكًا للوطن وليس شريكًا في تخبئة المتّهمين، وأنت قرّر”.
إلى ذلك، توجه الحريري إلى النائب وليد جنبلاط بالقول: “أنا أحترمه فهو زعيم، ويمكن للبعض في تيار “المستقبل” أو في “14 آذار” أن يرى في كلامه بعض القساوة علينا، ولكن ما قام به في البداية أساسي، فالخطاب مع وليد بك لم يكن يوماً حادًا إلا أن المشكلة هي في السلاح لاسيما عندما يكون هناك إنسان مهدّد أو البلد كله مهدّد، ووليد بك خائف من فتنة سنيّة شيعيّة، ولكنني أقول إن الفتنة بحاجة لطرفين ونحن لسنا سنّة فقط إنّما من كل الأطياف ولا أقبل أن يقال عن المتّهمين اليوم إنهم ينتمون إلى طائفة”.
وعن (رئيس تكتل “التغيير والإصلاح”) النائب ميشال عون، قال الحريري: “أنا أحترم جماهير ميشال عون وما يمثّله، وكنت أتمنى أن يكون في أول صفوف “14 آذار” ولكنّه ارتضى أن يكون ضابطًا في صفوف “حزب الله”. وتوجه أيضًا إلى رئيس “حزب الكتائب” أمين الجميّل قائلاً: “دم الشهداء لن يذهب هدرًا ونحن مستمرون معك وبيار أخ وسامي أخ أيضأ وجويس كذلك”، مضيفًا ردًا على سؤال: “نعم اتصلت بسامي الجميل لكي أقدم إليه التهنئة بعد الكلمة التي ألقاها في جلسات مناقشة البيان الوزاري”.
وعن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، قال الحريري: “إنه صديق وأنا على تواصل دائم معه، وأقول له أكيد أكيد سعد الحريري على تواصل معكم، فالحكيم رجل يُتّكل عليه وكلمته كلمة ولا يخطئ وهاجسه سيادة لبنان”. كما توجه إلى جمهور “14 آذار” بالقول: “نحن دولة فيها انقسام سياسي وليس بلدًا طائفيًا أو مبنيًا على فريق أكثريّته سنّي وآخر أكثريّته شيعي، فنحن نتحمّل الجهد الأكبر لكي نفسّر لماذا نريد المحكمة الدوليّة نظرًا للتحريض على هذه المحكمة”. وأضاف: “أقول لهم أيضًا تأكدوا أننا سنكمل مسيرة لبنان الحضارات والشعوب العربيّة التي تنظر إليه، وسنجعل من لبنان جوهرة ديمقراطية في العالم العربي”. أما للسيّد حسن نصرالله فقال الحريري: “رفيق الحريري قال إنّ لا أحد أكبر من بلده، وأطلب من السيد نصرالله أن يقول الشيء عينه وأن يرى لبنان كلبنان وليس فقط كمقاومة فكل اللبنانيين هم مقاومون وكلّهم سنّة وشيعة وموارنة ودروز وأرثوذكس، فليتواضع السيد حسن معنا ويقول إنّ الخروقات تحصل، وهنا أقول إنّ المقاومة أنجزت فلا تضيّعوا هذه الانجازات”.
وتوجه إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري (بغصة ودمعة)، فقال: “الحقيقة بدأت تظهر، فالوالدة هنا والعائلة بخير ونحن كلنا بخير، ومشروعك لا أحد يمكنه أن يوقفه وبالتالي سترى لبنان كما تريد، فنحن عائلة لا يمكن أن نتخلى عن دماء رفيق الحريري”. وختم متوجهًا إلى “14 آذار” بالقول: “أقول لـ14 آذار نحن ضحيّنا كثيرًا فممنوع عدم التفاؤل”، وإلى كل اللبنانيين خاطبهم قائلاً: “إنّ ليس لنا إلا بعضنا فإمّا أن نتّفق مع بضعنا أو ماذا نريد من كل العالم، ولكن إذا أردنا أن نحتكم إلى الأقوى فينا فسنخسر كل شيء”.