وتزامنا مع استمرار القصف الأعنف من نوعه على بابا عمرو أمس وسحب القوى الأمنية من أحياء البياضة والخالدية والقصور مما يوحي بقرب تعرضها لحملة أمنية مشابهة لبابا عمرو، تواصلت الحملة الأمنية في باقي المناطق المضربة كريف دمشق وحماة وحلب وادلب والرستن.
وفي حين زعمت وسائل الفساد السورية الرسمية وأبواقها عن مصدر امني في دمشق قوله ان «هذه المنطقة تحت السيطرة. قام الجيش بعملية تطهير للحي، بناء تلو البناء، ومنزلا تلو المنزل», كذّبت صور حيّة وفيديوهات مباشرة تلك الأقاويل وصوّرت كتائب الأسد وهي على المدخل وليس بالداخل تحاول الاقتحام وتتلقى صدا عنيفا من قوات الجيش السوري الحر.
المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن من جهته في بيان ان «اشتباكات تدور في محيط حي بابا عمرو بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة تمنع محاولة اقتحام الحي، في وقت تسمع أصوات انفجارات واطلاق رصاص في احياء اخرى بالمدينة». وقد قال ناشطون ان قوات الجيش السوري استقدمت امدادات من قوات النخبة في الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس بشار الاسد.
بدوره أفاد عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من حمص وكالة فرانس برس بأن قوات النظام طوقت «الحي وهناك اشتباكات عنيفة مع عناصر الجيش الحر لاسيما من ناحية حي الانشاءات وشارع الملعب».
وقال العبدالله ان الجيش السوري الحر وناشطين مدنيين يعملون على «اجلاء العائلات من اماكن يستهدفها القصف»، مشيرا الى ان «قصفا جنونيا يطال حتى الاماكن التي كنا نعتبرها آمنة».
وأشار الى صعوبة بالغة في الحصول على معلومات بسبب انقطاع الاتصالات، معتبرا أنه «اذا لم يحصل تدخل خارجي، فستحصل كارثة ومأساة حقيقية في كل حمص».
وأضاف «أن هناك مؤشرات على نية القوات الحكومية اقتحام حيي الخالدية والبياضة في مدينة حمص بعد القصف المستمر للمنطقتين»..محذرا من حدوث المزيد من الانتهاكات والمجازر.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المجلس الوطني السوري عن تشكيل مكتب عسكري لمتابعة ما سماه “شؤون المقاومة المسلحة” تحت الإشراف السياسي للمجلس.
وفي سياق متصل أظهرت صور على الإنترنت بثها ناشطون انشقاق عدد من الضباط والجنود في مدينة الرستن بحمص عن الجيش النظامي. وقال المنشقون إن ما دفعهم إلى الانشقاق هو ما شاهدوه من قصف ودمار وارتكاب مجازر من قبل الجيش النظامي. وأعلن ضابط قال إنه ينتمي إلى الطائفة العلوية، انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه إلى الجيش السوري الحر.
=============
وفي تطور جديد لعمل المعارضة السورية أعلن المجلس الوطني السوري أنه قرر تشكيل مكتب عسكري لمتابعة “شؤون المقاومة المسلحة” تحت “الإشراف السياسي” للمجلس.
وأوضح بيان للمجلس أن “المكتب العسكري مؤلف من ضباط ومدنيين، وسيكون مسؤولا عن متابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة وتنظيم صفوفها ودراسة احتياجاتها وإدارة تمويلها وعملياتها، ووضعها تحت الإشراف السياسي للمجلس الوطني”.
وأشار إلى أن هذا الأمر يأتي “في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا وإيمانا بأهمية ضبط المقاومة المسلحة في سوريا ودعما للجيش الحر”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير مكتب الإعلام في المجلس الوطني محمد السرميني قوله إن إنشاء المكتب “يأتي بالتنسيق مع الجيش السوري الحر”.
==========================
عربيا, فقد أقر البرلمان الكويتي توصية بشأن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا عن الشعب السوري بالاغلبية، وخصص ساعة ونصف الساعة من جلسة اليوم لمناقشة الوضع في سوريا.
دوليا, قال المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان إن مهمته يجب أن تكون هي الوساطة الدولية الوحيدة لإنهاء العنف الدائر هناك.
وأضاف أنان في مؤتمر صحفي بنيويورك إنه إذا كانت هناك أكثر من مبادرة دبلوماسية واحدة، فإن موقفه سيضعف قائلا إن على المجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد كي يكون قويا.
وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في المؤتمر الصحفي المشترك مع انان إلى تقديم الدعم الدولي الكامل لمهمة المبعوث بما في ذلك دعم مجلس الأمن.
وكانت السلطات السورية قد رفضت أمس الاربعاء السماح للمسؤولة عن العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الدخول الى سوريا لتقييم الوضع الإنساني.
وأعرب بان كي مون عن “احباطه الشديد” من هذا الرفض ودعا السلطات السورية إلى احترام تعهداتها بموجب القوانين الدولية.
كما طلب من السلطات السورية “التعاون كليا” مع كوفي انان الذي يغادر نيويورك بعد ظهر الجمعة متوجها الى الشرق الاوسط على أن تكون القاهرة محطته الاولى حيث سيلتقي الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
جاء ذلك بنيما تقود الولايات المتحدة وفرنسا الجهود لوضع مسودة قرار جديد لمجلس الامن حول الازمة يطالب بانهاء العنف والسماح بالمساعدات الانسانية.