وبحسب لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية، فإن شهداء أمس سقطوا في إدلب ودمشق وحماة وحمص، وبعضهم سقط خلال قمع المظاهرات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن من بين ضحايا الجمعة ثلاثة سوريين قتلوا في حمص، بينهم سوري من مخيم العائدين، مشيرا إلى أن قتيلا من حي دير بعلبة سقط برصاص عشوائي من قبل القوات النظامية في حي القصور.
وأضاف المرصد أن شخصا قتل في مدينة الرستن برصاص قناصة، بينما قتل ثلاثة آخرون إثر استهداف سيارتهم من قبل حاجز للقوات النظامية قرب دوار العجزة بمدينة حماة.
وذكر أن عائلة مكونة من ثلاثة أفراد، هم رجل وزوجته وطفلهما، قتلوا إثر إطلاق الرصاص عليهم في حي السكري بمدينة حلب.
وكشف المرصد عن العثور صباح الجمعة، في الحقول الواقعة بين قريتي جوزف وأبلين بجبل الزاوية في إدلب، على جثث ثلاثة مواطنين كانت أجهزة الأمن اعتقلتهم قبل أيام. وأفاد بأن شخصا قتل إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل القوات النظامية في محافظة دير الزور.
وفي تطور آخر أفاد ناشطون بسقوط عدد من الجرحى في عملية اقتحام واسعة نفذها الأمن السوري في مدينة سلقين بإدلب وذلك وسط إطلاق نار كثيف. كما أطلقت قوى الأمن النار على مظاهرة في حي صلاح الدين في حلب مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وفي العاصمة دمشق استخدمت القوات النظامية الرصاص لتفريق مظاهرات خرجت في حيي كفر سوسة والتضامن.
وتحدث ناشطون سوريون عن وقوع انفجار ضخم في حي القدم بدمشق، وحاصرت قوات الأمن معظم المساجد واقتحمت حي القابون، في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حي العسالي، وأوقعت جرحى إثر تفريقها متظاهرين في حي جوبر.
وقال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن قوات الأمن “مدججة بالسلاح الناري وبالسلاح الأبيض” دنست حرمة المسجد واعتقلت العديد من الشباب، وذلك عقب حملة التكبير داخل المسجد المحاصر.
وقال المجلس إن هناك أنباء مؤكدة عن سقوط قتيلين في حي التضامن برصاص الأمن، وأنباء عن ثلاثمائة معتقل حتى الآن.
وقد خرجت مظاهرات بمناطق متفرقة من سوريا الجمعة استجابة للدعوات التي أطلقها ناشطون عبر صفحة “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” على موقع فيسبوك للتظاهر تحت شعار “إخلاصنا خلاصنا”.
وأظهرت صور بثها ناشطون سوريون على مواقع الإنترنت خروج متظاهرين في حلب بحيي صلاح الدين وسيف الدولة. كما خرج متظاهرون في مدن وبلدات تل رفعت وحيان وحريتان وعندان في ريف حلب. وطالب المتظاهرون برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.
من جهة أخرى بث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر زيارة رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود وعدد من المراقبين لمدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب ومدينة الرستن بمحافظة حمص.
وقال مود في تصريحات للصحفيين إن نجاح خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان تتطلب تعاون الجميع وتطبيق نقاطها الست، وإن مهمة البعثة الاستماع والمراقبة.
وأشار إلى أن عدد المراقبين في سوريا وصل إلى 60 مراقبا، وسيتم قريبا استكمال وصول نحو 300 مراقب وتوزيعهم على جميع المحافظات السورية.
وأضاف أن تقارير اللجنة ستكون مبنية على ما تتم مشاهدته ميدانيا ونقل هذه المعلومات والوقائع إلى المنظمات الإنسانية.
وأوضح أن البعثة لاقت التسهيلات الكثيرة من طرف الحكومة السورية، الأمر الذي يساعد على أن يكون عمل اللجنة عملا ميدانيا على أرض الواقع والقيام بأعمال التوثيق وتسجيل الحقائق كما هي.
وانقسم فريق المراقبين في محافظة إدلب إلى قسمين حيث زار رئيس البعثة مدينة معرة النعمان واطلع على واقعها.
وكان مود قال في تصريح للصحافيين في مدينة اللاذقية في وقت سابق الجمعة إن وجود بعثة المراقبين في سوريا يأتي في إطار المهمة التي أطلقتها الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أنه سيعمل من أجل الحفاظ على الاستقرار وسيتابع جولته في اللاذقية ليعود بعدها إلى دمشق لمتابعة مهمة بناء فريق المراقبين.
ولفت مود إلى أن مهمته تقوم على أساس تحقيق هدفين رئيسيين هما مراقبة وقف أعمال العنف وتنفيذ بنود خطة أنان الستة، قائلا “نحن بحاجة إلى دعم ومشاركة والتزام الجميع بالخطة”.
وقد أبدت روسيا تفاؤلا حذرلا بشأن وقف إطلاق النار في سوريا، وقالت اليوم الجمعة إنها لاحظت انخفاضا في مستوى العنف. وبينما أكد المتحدث باسم المبعوث الأممي كوفي أنان وجود “مؤشرات طفيفة” على احترام خطة الأخير بسوريا، أعلنت الصين أن وفدا من المعارضة السورية سيزور بكين الاثنين المقبل. في حين قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان إن بلاده لن تكون “قاعدة لتهريب السلاح” لسوريا.
ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش قوله “يبقى الوضع في سوريا متوترا جدا، ولكننا لا نرتئي وضع الأمر في إطار دراماتيكي”.
ومن جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم الجمعة أن رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون سيقوم بزيارة إلى بكين بين 6 و9 مايو/ أيار الجاري.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وايمين أن غليون سيزور الصين بدعوة من معهد الشعب الصيني للعلاقات الخارجية، على أن يلتقي خلال الزيارة بمسؤولين في وزارة الخارجية.