الإرهابي النروجي يعترف: أردت حماية وطني من الإسلام والشيوعية

وسط تصاعد الدعوات الى عودة العمل بعقوبة الإعدام نظرا لهول المجزرة، فتحت الشرطة النرويجية تحقيقا حول مزاعم سفاح النرويج أندريس بيرينغ بريفيك المتهم بتنفيذ اعتداءي أوسلو يوم الجمعة الماضي، بأن هناك خليتين متواطئتين معه في هذا الهجوم.

وفيما أمر القاضي بتمديد حبس المتهم 8 أسابيع على ذمة التحقيق احتياطيا في سجن انفرادي، قال بريفيك خلال أولى جلسات محاكمته، انه غير مذنب في هذه القضية، وذلك بالرغم من اعترافه بتنفيذ الاعتداءين، وبمفرده. وبرر المسيحي اليميني المتطرف فعلته بأنه أراد أن يعاقب الحكومة التي اتهمها بالتساهل في وجه الهجرة وأنه أراد الدفاع عن بلاده وأوروبا ضد المدين الإسلامي والشيوعي. وكان المتهم اعترف في وقت سابق بأنه أراد قتل رئيسة الوزراء السابقة غرو هارلم برونتلاند.

وأبدى بريفيك إعجابه برئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ووصفه بأنه مثال للزعيم السياسي العادل والحازم، وقال انه أراد أن يغير نظام بلاده ليديره شخص مثل بوتين أو بابا الفاتيكان.

وفي التفاصيل فقد مثل بريفيك، أمام المحكمة أمس بعد ان طلب عبر محاميه وقتا أمام المحكمة لشرح دوافع ارتكابه الهجوم المزدوج الذي أودى بحياة نحو 90 نرويجيا في أوسلو. وقد أمر القاضي بأن تكون الجلسة مغلقة.

وقد انتهت الجلسة بعد ظهر أمس، ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن احد موظفي المحكمة قوله ان «المحاكمة انتهت، والقاعة فارغة».

وقضت محكمة أوسلو بحبس المتهم لمدة ثمانية أسابيع في الحبس التحفظي وفي عزلة تامة. وخلال جلسة الاستماع، اعترف المتهم بالوقائع من دون الاقرار بذنبه وقال انه اراد الدفاع عن بلده وعن اوروبا في وجه الاسلام والماركسية، بحسب تصريحات القاضي كيم هيغير للصحافيين عقب انتهاء جلسة الاستماع. واعلن القاضي ان بريفيك قد تحدث عن خليتين في تنظيمه.

وكان بريفيك قد طالب بوجود اعلامي واسع في الجلسة من اجل ايصال ما وصفه «برسالته» الى العالم.

وأثارت هذه المسألة جدلا بشأن حرية التعبير مع معارضة كثيرين في النرويج اتاحة الفرصة للرجل الذي هز البلد كله لشرح آرائه.

لكن الادعاء النرويجي طلب جعل جلسة الأمس بشأن تمديد فترة احتجاز المتهم مغلقة ومنع حضور المواطنين ووسائل الاعلام.

وصرح غاير ليبشتاد محامي المتهم بأن موكله أقر بحادث اطلاق النار يوم الجمعة في معسكر لشباب حزب العمال وتفجير سابق أسفر عن مقتل سبعة في منطقة الهيئات الحكومية بالعاصمة أوسلو لكنه ينفي ارتكاب اي مخالفة جنائية.

وقال ليبشتاد لمحطة تي في 2 الاخبارية التلفزيونية «لقد كان نشطا سياسيا ووجد انه لم ينجح بالوسائل السياسية المعتادة ولذا لجأ للعنف. انتظر تقييما طبيا عنه».

ويواجه بريفيك، الذي وصف هجومة بأنه «بشع لكنه ضروري»، عقوبة السجن 21 عاما كحد أقصى. وأشارت الأنباء إلى أنه مرتبط بمنظمات يمينية متطرفة وجماعات معادية للوجود الإسلامي وقضى عدة سنوات يخطط للعملية التي نفذها فجر الجمعة.

وقد وقف النرويجيون دقيقة صمت حدادا على اثنين وتسعين شخصا قضوا في الهجمات التي شهدتها العاصمة أوسلو.

وقال محامي بريفيك لوسائل الإعلام النرويجية إن موكله يعتقد أن ما أقدم عليه ضروري، مضيفا «أراد أن يهاجم المجتمع وبنية المجتمع».

وقد ظهرت صور ثابتة لبريفيك وهو يحمل بندقية آلية في مقطع فيديو معاد للمسلمين.

وبث المقطع الذي يبلغ طوله 12 دقيقة، والمسمى «فرسان الهيكل 2083»، على موقع يوتيوب.

وكشفت مصادر طبية في وقت سابق عن أن بريفيك استخدم نوعا خاصا من الرصاص لإحداث أكبر قدر من الإضرار بضحاياه.

وقال الدكتور كولين بول، الذي يشرف على علاج عدد من الجرحى، إن بريفيك استخدم رصاصا يسمى الدمدم صمم للتشظي في أجساد الضحايا.

وأوضح بول أن الجراحين الذين عالجوا 16 ضحية استعادوا شظايا بالغة الصغر من الرصاص متناثرة في أجساد الجرحى، مضيفا أن مخارج الطلقات كانت بالغة الصغر وضعيفة على نحو غير مألوف.

وأضاف «هذه الرصاصات انفجرت بشكل أو بآخر داخل جسد الضحية واستقرت داخل النسيج مما تسبب في أضرار داخلية».

وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة نرويجية أن منفذ المذبحة في جزيرة يوتويا النرويجية كان يعتزم أيضا قتل رئيسة الوزراء النرويجية السابقة جرو هارلم برونتلاند.

وذكرت صحيفة «أفتنبوستن» صباح أمس على موقعها الإلكتروني استنادا إلى مصادر شرطية أن المتهم أنديرس بيرينغ بريفيك اعترف بذلك خلال الاستجواب.

تجدر الإشارة إلى أن برونتلاند من أشهر الساسة الاشتراكيين الديموقراطيين على المستوى الدولي وتولت منصب رئاسة الوزراء عدة مرات، كما شغلت منصب مدير عام منظمة الصحة العالمية حتى عام 2003.

وقد ظهرت برونتلاند (72 عاما) بعد ظهر الجمعة الماضية في معسكر الشباب الاشتراكي الديموقراطي في جزيرة يوتويا، حيث قتل بريفيك بعد ذلك 86 شابا على الأقل.

ووفقا لبيانات الصحيفة، ذكر المتهم للشرطة انه وصل متأخرا إلى الجزيرة ولم يلحق ببرونتلاند.

من جهة أخرى، قال الكاتب الأميركي المعروف بول وودورد ان إرهابي أوسلو كان على صلة وثيقة بمنظمات معادية للإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة لاسيما الجماعات التي قادت حركة المعارضة لإنشاء مركز إسلامي في نيويورك بالقرب من موقع هجوم 11 سبتمبر 2001.

وقال وودرود الذي عرف بتحقيقاته الإعلامية المثيرة للجدل ان بريفيك كان عضوا في جماعة تدعى «اس.آي.او.ايي» وهي اختصار عبارة «أوقفوا أسلمة أوروبا» ومنظمة اخرى «شقيقة» تدعى «اس.آي.او.ايه» وهي اختصار عبارة «أوقفوا أسلمة أميركا».

وأشار الى ان الجماعتين عقدتا مؤتمرا في ولاية نيويورك في مايو الماضي والطريف حسب قوله ان ملصق الاجتماع يصور أعلاما كثيرة لدول أوروبية ولعلم الولايات المتحدة بالإضافة الى علم إسرائيل وهي محمولة فوق سفن حربية وطائرات ودبابات وقد كتب على الملصق بحروف ضخمة: «نقف معا متحدون».

وقال وودورد انه لا يعرف ما اذا كان إرهابي اوسلو زار الولايات المتحدة وقت عقد المؤتمر ولكنه أضاف: «أعرف ان شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي هناك على صلة الآن في هذه اللحظة بسلطات التحقيق في اوسلو وأعتقد ان هناك حقائق كثيرة لم تكن معروفة عن التنسيق بين المعادين للإسلام هنا وفي النرويج ستعرف في وقت لاحق ان قررت السلطات في البلدين اعلانها».

وركز الكاتب الأميركي الذي نشر عددا من الكتب عن المنظمات الفاشية الجديدة في الولايات المتحدة على دور باميلا جيللر التي قادت الاحتجاجات ضد تشييد المركز الإسلامي في نيويورك قائلا: «طبقا لما كتبه بريفيك في مدونته فإن يقرأ بانتظام موقع آتلاس شرجز الالكتروني الذي أسسته السيدة جيللر. ونحن في انتظار اي معلومات عما إذا كان بريفيك التقى جيللر في نيويورك، إذ انني لا أعرف ان ذلك حدث ولا أستطيع ان أؤكده. ولكنني اعرف ان جماعتها كانت ممثلة في مؤتمر نيويورك الذي حضره بريفيك».

«سكوتلانديارد» تبحث عن شركاء بريطانيين لمرتكب هجومي النرويج

لندن ـ د.ب.أ: ذكر تقرير إخباري أمس أن الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) تقوم بعملية بحث عن شركاء بريطانيين للرجل المشتبه في ارتكابه هجومي النرويج يوم الجمعة اللذين أديا لمقتل 93 شخصا.

وذكرت صحيفة «تليغراف» البريطانية في تقرير عن الحادث أن مرتكب المذبحة الجماعية في النرويج اندريس بيرينغ بريفيك (32 عاما) نفّذ جريمته بعد اجتماع عقده مع متطرفين يمينيين في لندن.

وأضافت الصحيفة ان بريفيك قام بطبع كتيب من 1500 صفحة عن خططه كتبه بأكمله باللغة الإنجليزية وحدد تاريخه بعبارة «لندن 2011». وقالت انه وقّع الكتيب باسم «أندرو بيرفيك» وهو اسمه باللغة الإنجليزية. وتحاول وحدة التطرف الداخلي بالشرطة البريطانية التعرف على سبعة أشخاص آخرين حضروا اجتماعا لجماعة «فرسان المعبد» في لندن في ابريل.

وقال التقرير ان التفاصيل التي أوردها بريفيك في الكتيب عن اجتماعاته مع شركاء بريطانيين أثارت مخاوف من انه قد يكون طرفا في شبكة من المتطرفين اليمنيين تهدف إلى القيام بعمليات قتل جماعية.

وأضافت الصحيفة ان بريفيك أرسل وثيقته التي تتألف من 1518 صفحة بالبريد الإلكتروني إلى أصدقائه قبل ساعات من ارتكابه الهجومين.

وقالت ان بريفيك حدد أسماء مسؤولين بريطانيين ومنهم رئيسا الوزراء السابقان جوردون براون وتوني بلير وولي عهد بريطانيا الأمير تشالز، ووصفهم بأنهم «خونة» يستحقون القتل.

أخ غير شقيق للأميرة ميت ـ ماريت ضمن ضحايا مذبحة النرويج

أوسلو ـ د ب أ: ذكرت صحيفة نرويجية أن أخا غير شقيق للأميرة النرويجية ميت ـ ماريت من بين ضحايا المذبحة التي وقعت في جزيرة أوتويا الجمعة الماضية.

وذكرت صحيفة «داجبلات» النرويجية أمس على موقعها الإلكتروني أن الشرطي تروند بيرنتسن (51 عاما) قتل بالرصاص عندما كان يحاول حماية ابنه (10 أعوام). وكان والد بيرنتسن تزوج من قبل والدة الأميرة، ماريت تجيسيم.

وقد أعربت متحدثة باسم البلاط الملكي في تصريحات لوكالة الأنباء النرويجية «إن.تي.بي» عن أسف الأميرة على مقتل بيرنتسن.

وكان بيرنتسن يقيم بشكل شخصي في المعسكر الصيفي لمنظمة الشباب الاشتراكية الديموقراطية (إيه.يو.إف) الذي وقعت فيه المذبحة. ولم يتضح بعد ما إذا كان بيرنتسن يعمل حارسا في المعسكر أم لا.

شاهد أيضاً

“النصرة” تهدد حزب الله: معركتنا في لبنان لم تبدأ بعد

  إكس خبر- أعلن زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجّلة بثت …

اسرائيل تعتدي على فلسطينيين في المسجد الاقصى

  إكس خبر- اندلعت صباح اليوم مواجهات في باحة المسجد الأقصى حيث دخل شرطيون إسرائيليون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *