وقالت محطة «ايه.بي.سي» ان عددا من خبراء الوكالة ذكروا ان صورا للأقمار الاصطناعية تم التقاطها في الأيام الاخيرة أوضحت ان إيران تقوم بعملية تنظيف كبيرة تستخدم فيها شاحنات ثقيلة وجرافات لتنظيف بقايا المواد المشعة التي يحتمل ان يكون الإيرانيون قد خلفوها خلال صنع ما يعتقد انه جهاز تفجير نووي.
وقال أحد الخبراء ان أعمال التنظيف تبدو وكأنها محاولة لمحو اثر بقايا تجربة جهاز تجريبي لإطلاق أشعة النيوترون يستخدم فقط في أغراض صنع سلاح نووي.
وقال خبير آخر ان أجهزة التنظيف ونقل الأتربة تبدو في صور الأقمار الاصطناعية وكأنها محصنة ضد الإشعاع وان الصور تلتقط بانتظام للموقع وتوزع على الدول الأعضاء.
إلى ذلك، عرضت الولايات المتحدة على إسرائيل أسلحة متطورة مقابل التزام تل أبيب بعدم ضرب المنشآت النووية الإيرانية هذا العام، بحسب ما أوردته صحيفة معاريف الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة امس عن ديبلوماسيين غربيين لم تكشف عن أسمائهم، وكذلك عن مصادر استخباراتية، ان الإدارة الاميركية عرضت خلال زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن هذا الأسبوع تزويد إسرائيل بقنابل مضادة للتحصينات وطائرات تزويد بالوقود بعيدة المدى.
وفي المقابل تتعهد اسرائيل بتأجيل هجومها المحتمل على إيران الى عام 2013 بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر المقبل، بحسب معاريف.
وبحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية فقد عرضت الإدارة الاميركية على الدولة العبرية أسلحة ومواد منها القنابل المضادة للتحصينات الأقوى من تلك التي تمتلكها الدولة العبرية حاليا مما سيعزز قدرتها على ضرب المنشآت الإيرانية وحتى تلك الموجودة تحت الأرض.
ودعت الدول الكبرى إيران الى «حوار جدي» و«دون شروط مسبقة» بشأن برنامجها النووي المثير للجدل بحسب بيان عرض امس على مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكتبت دول مجموعة 5+1 المؤلفة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا) إضافة الى ألمانيا «ندعو إيران الى الالتزام دون شروط مسبقة في عملية حوار جدي» بغية تبديد الشكوك بشأن طبيعة برنامجها النووي.
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عرضت الثلاثاء على ايران باسم مجموعة 5+1 استئناف المحادثات حول برنامجها النووي دون توضيح موعد ومكان استئناف المفاوضات.
وبعد مهمتين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ايران اعتبرتها الوكالة مخيبة للآمال، عبرت الدول الكبرى عن «قلقها لعدم التوصل الى اي اتفاق بالرغم من الجهود المبذولة حتى الآن» بشأن إجراءات التحقق من قبل الوكالة من النقاط التي أثارها التقرير الصادر عنها في نوفمبر الماضي.
الى ذلك رحب المرشد الاعلى للجمهورية في ايران آية الله علي خامنئي امس بدعوة الرئيس الاميركي باراك اوباما لتجنب الخيار العسكري بشأن البرنامج النووي الايراني.
وقال خامنئي امام مسؤولين دينيين ايرانيين كبار ان خطاب اوباما الذي دعا فيه الثلاثاء الماضي الى تجنب اي ضربة عسكرية ضد ايران «خطاب جيد يدل على ان الاميركيين يخرجون من وهم».
لكن المرشد الاعلى للنظام الايراني خفف على الفور من وقع هذا التصريح الايجابي النادر ازاء الرئيس الاميركي، معربا عن اسفه لتأكيد اوباما مجددا رغبته في تشديد سياسة العقوبات الاميركية فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني.
وقال اية الله خامنئي امام مجلس الخبراء المكلف خصوصا بتعيين مرشد الجمهورية الاسلامية ومراقبة نشاطه ان «هذا الجزء من تصريحاته يدل على انه لاتزال لديه اوهام في هذا الخصوص».
وحذر الرئيس الاميركي الثلاثاء الماضي من مخاطر اللجوء الى الخيار العسكري في ايران وسورية، متهما خصومه الجمهوريين بالتعامل «بخفة» مع هذه المسألة عبر الدعوة الى التدخل العسكري في هذين البلدين.
ورأى ان الحل السياسي هو في مصلحة الجميع ومن بينهم اسرائيل التي لا تستبعد امكانية التدخل بمفردها لضرب المنشآت النووية الايرانية.
في سياق اخر، ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية امس الاول أن آية الله علي خامنئي أمر امس الاول بتشكيل مركز إلكتروني خاص تقوده شخصيات سياسية وعسكرية بارزة للتحكم في استخدام الإنترنت بالبلاد.
وكتب خامنئي في رسالة وجهها للسلطات المحلية أن «المركز الوطني للفضاء الإلكتروني» سيساعد في تهيئة فرص جديدة لمستخدمي الإنترنت الإيرانيين وفي الوقت نفسه سيمنع اساءة استخدام الشبكة العنكبوتية.
وتشمل قائمة المعينين لقيادة المركز الإلكتروني الجديد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان علي لارجاني، بالإضافة إلى رؤساء المخابرات والشرطة والحرس الثوري ووزيري الاتصالات والثقافة.
يذكر أن تشكيل المركز يعد أكثر الإجراءات عدائية تم اتخاذها حتى الآن في إيران في سعيها للسيطرة على استخدام الإنترنت.
وشكلت إيران في العام الماضي وحدة شرطة معنية بالإنترنت للتغلب على ما تصفه بـ «الجرائم المعاصرة» والتي تشمل الأنشطة على الإنترنت للمجموعات السياسية المعارضة.
وتستهدف شرطة الإنترنت مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و«تويتر» والتي يستخدمها المعارضون داخل وخارج إيران لتنسيق تنظيم احتجاجات سياسية وتبادل المعلومات.
وذكرت تقارير أنه تم حجب أكثر من خمسة ملايين موقع إلكتروني في إيران، بينها فيسبوك، على الرغم من أن الإيرانيين يستخدمون برامج وشبكات افتراضية خاصة للدخول عليها. ويوجد أكثر من 17 مليون مستخدم في إيران على «فيسبوك» على الرغم من حجبه.