اكس خبر – انه الدرس الذي لن ينساه.. أول درس كبير وهامّ يتلقّاه الدب الروسي مع إسقاط طائرته المقاتلة من نوع سوخوي24 من قبل طائرات تركية لاختراقها اجواء دولة اردوغان الذي لا يقبل كغيره من العرب ان يتم انتهاك حدود بلده ويسكت كما حصل مع لبنان الذي توقّفت فيه حركة الملاحة لساعات وتغيّرت مسارات الطائرات لثلاثة أيام بأمر فرضته روسيا بسبب مناوراتها, ثمّ العراق المثل الثاني والاكثر ليونة والذي تم اغلاق مطار أربيل فيه لمدة ثلاثة أيام بسبب صواريخ أطلقها الدببة من بحر قزوين.
بوتين رجل لم يحترم حدود الدول وانتهكها عن بكرة أبيها دون ان يسأل او يطرأ له ان يأخذ إذنا لأنه يرى ان جميع الدول في المنطقة شبيهة بسوريا التي قدّمها له المسؤولين بنظامها واعطوه تفويضا بقتل من يحلو له وبأي حجة كانت, فارتأى ان لبنان بلد صغير ايضا بدون رئيس جمهورية ولا داع للاستئذان منه, مع نظرته الى العراق بأنه “شبه دولة” تسيطر عليه الميليشيات الطائفية وزعمائه يكدحون في سرقة المال العام فلا يوجد من يسأل عمّ يجري بالسياسة.
درس اردوغان الذي لقّنه للدب الروسي كان ضربة في الصميم أيقظته من سبات الشتاء واحلام بالسيطرة على الشرق الاوسط وتنصيب نفسه الحيوان الاشرس بالمنطقة, فلا نحن مع قتل اي جندي بطبيعة الحال ولا مع قصف اي مدني, ولكن كانت الحبال مرتخية جدا وجاء الرد التركي ليشدّها ويعيد تركيز الروس على قواعد “اللعبة” والتنبّه الى وجود أناس لهم حق العيش دون انتهاك سيادتهم.